محيط : شنت صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية اليوم الثلاثاء هجومًا حادًا على وزراة الحرب الإسرائيلية متسائلًة عن الثمن الباهظ الذي ينتظر الجيش الاسرائيلي منذ بدء عدوانه البري على قطاع غزة. وقالت الصحيفة إن عناد القادة العسكريين ادى الى تجاهلهم للخسائر المتوقعة في ارواح جنودهم التي بدأت في معارك حي الشجاعية التي قتلت فيها المقاومة ثلاثة جنود دفعة واحدة، مشيرةً إلى أن ثمن الخروج من القطاع كما هو متوقع سيكون الكثير من جثث الجنود الاسرائيليين. وأضافت:" ان أولئك الذين يريدون التعامل مع التأجيل في ايجاد استراتيجية خروج دبلوماسية للحرب على غزة وكأنها مرسوم الهي يجب أن يأخذوا بالحسبان أنه في نهاية هذا التصميم هناك خسائر، والتأجيلات المتكررة في المضي قدما بعملية (الرصاص المسكوب)، أولا قبل العملية البرية والآن في الطريقة البطيئة التي تسعى فيها اسرائيل لنقاط خروج لها ثمن. ونحن بدأنا الآن في تسديده". ومنذ بداية "الرصاص المسكوب" أشاد معظم أعضاء الحكومة والجيش بأنفسهم بشأن التطبيق الشامل لتوصيات لجنة فينوجراد من حرب لبنان الثانية. ولكن انتقادات لجنة فينوغراد للتنسيق السيء بين التحرك العسكري والانجازات الدبلوماسية يبدو أن له أهمية في هذه الجولة أيضا. ومعظم الجيش في المستوى العملياتي يدفعون باتجاه مواصلة العملية في عمق منطقة "حماس". وهذا بالضبط ما هو متوقع منهم. وعلى عكس ذلك، كان رئيس هيئة الأركان جابي أشكنازي حذرا جدا في عرض الأخطار والفرص خلال اجتماع الحكومة، ومن المرجح ان يكون أشكنازي راضيا بنهاية سريعة للعملية البرية، في الأيام المقبلة. ولكن مع حقيقة ان كلا من وزير الجيش ووزيرة الخارجية يبدءان نهارهما بمحاولة تحديد كيفية احباط نجاح بعضهما البعض، وفي الوقت الذي يلهو فيه رئيس الوزراء المنتهية ولايته بفكرة تحطيم "حماس"، فليس من العجيب أن اي حل دبلوماسي ما يزال بعيدا. وقالت "هآرتس" إن جيش "الاحتلال الاسرائيلي أدخل آلة حرب مدمرة الى قطاع غزة لمواجهة آلاف من الارهابيين ومقاتلي حرب العصابات الذين كانوا يتدربون منذ أشهر استعدادا لاجتياح محتمل، وتتقدم القوات وسط منطقة مبنية ومحصنة ومفخخة، ومن خلال القيام بذلك فانها تعرض نفسها لخطر كبير". وتابعت:" عندما تدخل قوة اسرائيلية في ورطة، كما حدث في الشجاعية الليلة الماضية، يتم المباشرة باطلاق نيران كثيفة على المناطق المبنية لتغطية التخليص. وفي حالات اخرى، فان سلسلة من التفجيرات تنفذ عن بعد لتفجير ألغام "حماس". وهذه وسيلة تخلف مساحة من الدمار تقضي على شوارع كاملة، ولا تفرق بين الأهداف العسكرية ومنازل المدنيين". ومن وجهة نظر المقاومة، فان معركة الشجاعية التي أوقعت ثلاثة جنود اسرائيليين قتلى يوم الاثنين هي أول انجاز هام. وللمرة الاولى، أثارت النشرات الاخبارية الاسرائيلية مسألة ما اذا كان من المجدي للعملية أن تستمر. وعندما دخل الجيش الاسرائيلي الى القطاع برا ليلة السبت، تجنبت "حماس" الاشتباك معه مباشرة، وفقط عندما بدأ الجنود بعمل التحضيرات للبقاء، ومن بينها الاستيلاء على منازل فلسطينية، فان المجموعة الفلسطينية بادرت الى تحدي الغزاة من مدى أقرب.