دمشق: أكد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل إن الحركة لن تعترف بإسرائيل، في تناقض مع ما أعلنه في وقت سابق الرئيس الأمريكي الأسبق، جيمي كارتر، بأن حماس مستعدة لقبول اتفاق سلام مع الدولة العبرية. جاءت هذه التصريحات خلال مؤتمر صحفي عقده مشعل في العاصمة السورية دمشق مساء الاثنين، تحدث فيه عن نتائج لقائيه مع الرئيس الأمريكي الأسبق، يومي الجمعة والسبت الماضيين، في إطار زيارة كارتر لسوريا، ضمن جولة له بالمنطقة. وقال مشعل إن حركة حماس تقبل قيام دولة فلسطينية على الأراضي التي احتلتها إسرائيل في عام 1967، مشدداً على أن الحركة، التي تسيطر على قطاع غزة، ليس لديها أي خطط للاعتراف بالدولة العبرية. وأضاف قائلاً: "إننا نقبل قيام الدولة (الفلسطينية) على حدود الرابع من يونيو/ حزيران 1967، تكون عاصمتها القدس، ذات سياة كاملة وبلا أية مستوطنات، ومع حق العودة (للاجئين) كاملاً، ولكن دون الاعتراف بإسرائيل". كما أكد زعيم حماس أن الحركة تعرض هدنة مع إسرائيل لمدة عشر سنوات، إذا ما وافقت السلطات الإسرائيلية على الانسحاب من الأراضي التي احتلتها في عام 1967. كما أكد مشعل التزام حماس بوثيقة "الوفاق الوطني"، التي تقضي بعرض نتيجة أي مفاوضات مع إسرائيل، إما على استفتاء شعبي، أو على مجلس وطني جديد يتم انتخابه وفق آليات متفق عليها. ولكن زعيم حماس قال: "نحن نعيش حالياً حالة انقسام، ولا يمكن الذهاب إلى الاستفتاء بدون المصالحة"، معتبراً أن الوثيقة تم التوصل إليها بينما كانت أجواء المصالحة الوطنية الفلسطينية سائدة. وكان الرئيس الأمريكي الأسبق قد أعلن من جانبه، وفي وقت سابق الاثنين، وعقب لقائين جمعاه مع مشعل، استعداد حركة حماس لقبول سلام مع إسرائيل، في حال وافق الشعب الفلسطيني على أي اتفاق يتم التفاوض حوله مع الدولة العبرية. وقال كارتر في حال توصل رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، ورئيس الحكومة الإسرائيلية إيهود أولمرت إلى اتفاق سلام، وتمت إحالته على الفلسطينيين، ووافقوا عليه في استفتاء، فإن حماس ستقبل بذلك". وكانت سلسلة اللقاءات التي عقدها الرئيس الأسبق مع قادة الحركة مؤخراً، قد دفعت الإدارة الأمريكية والحكومة الإسرائيلية إلى إطلاق مواقف منتقدة إزاءها، خاصة وأنهما تعتبران الحركة "منظمة إرهابية".