القدس المحتلة: أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي أيهود أولمرت اليوم الاثنين أن إسرائيل ستواصل عمليات توسيع الحي اليهودي في القدسالشرقية ولن تتراجع عن الخطوات المتخذة من قبلها في هذا الشأن، الأمر الذي سيضيف تعقيدات جديدة إلى الوضع القائم بين الإسرائيليين والفلسطينيين ويؤدي إلى عرقلة عقد جولات جديدة من مفاوضات السلام. وقال أولمرت، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل: "الجميع يعرف أن إسرائيل لن تفرّط في حي مثل هارحوما،" بينما قالت ميركل إنها طرحت قضية الاستيطان مع أولمرت وشددت على أنها لا تتوافق مع متطلبات خريطة الطريق. وتعتزم تل أبيب بناء المئات من المنازل في حي "هار حوما" الاستيطاني شرقي القدس، وهو أمر يعترض عليه الفلسطينيون بشدة، وقد سبق للسلطة الوطنية أن اعتبرت أن الخطوة "تقوّض" المفاوضات، كما عارضتها الولاياتالمتحدة نفسها، واصفة إياها بأنها "غير مفيدة" لجهود السلام. واعتبر أولمرت أن "هار حوما" يشكل "جزءا لا يتجزأ" من القدس، وأن إسرائيل ستتابع البناء فيه وفي سائر أحياء المدينة التي توقع أن تبقيها اتفاقيات السلام بيد إسرائيل مستقبلاً. كما لفت إلى أن المفاوضات بينه وبين رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية، محمود عباس ستستأنف قريباً، بعدما أوقفها الجانب الفلسطيني مطلع الشهر الجاري احتجاجاً على العمليات الإسرائيلية الكبيرة ضد قطاع غزة. وقال أولمرت، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل: "الجميع يعرف أن إسرائيل لن تفرّط في حي مثل هارحوما". أما المستشارة الألمانية فقد قالت من جهتها إنها طرحت قضية الاستيطان مع أولمرت وشددت على أنها لا تتوافق مع متطلبات خريطة الطريق. بالمقابل، رد كبير المفاوضين الفلسطينيين، صائب عريقات بدعوة إسرائيل إلى تجميد كافة أشكال الاستيطان، وخاصة في القدس قائلا: "إذا أرادوا أن يكون العام 2008 عام السلام فعلاً فعليهم وقف النشاطات الاستيطانية". وطالب عريقات بتدخل الولاياتالمتحدة التي سبق لها أن وعدت بمراقبة تطبيق "خارطة الطريق" ومتابعة مفاوضات السلام بين الطرفين. يذكر أن الفلسطينيين يطالبون بأن تكون القدسالشرقية عاصمة لدولتهم المستقبلية التي ستقوم بعد إنجاز مفاوضات السلام، وترى في توسيع المستوطنات الإسرائيلية تهديداً حقيقياً لذلك. ويعيش في القدسالغربية قرابة 250 ألف إسرائيلي، أما في القدسالشرقية فيعيش 180 ألف إسرائيلي في أحياء على غرار "هار حوما" وقد سبق لواشنطن أن أكدت بأنها تعتبر تلك الأحياء جزءاً من المستوطنات. وكان أولمرت قد تعهد بوقف الاستيطان، غير أنه عاد وشدد على أن إسرائيل لن تتخلى أبداً عن الأحياء اليهودية في القدسالشرقية ولا عن التجمعات الاستيطانية في الضفة الغربية.