يواجه صحفيو الفن تحديات كثيرة عند تعاملهم مع الفنانين وتغطية أخبارهم الأمر الذي يسبب لهم المشاكل في صحفهم ، ويشتكون دائما من عدم تداول المعلومات الفنية بشكل سهل ، ويقولون إن الفنان ليس متاحا طوال الوقت أو يصدر مدير أعماله الذي غالبا ما يكون مزيفا ، بينما يدافع الفنانون عن أنفسهم ويطالبون بعدم الاعتماد في أخبارهم على المسئول الإعلامي لأنها تجربة غير ناجحة وصعبة التحقيق. وأكثر المشاكل التي تسبب إحراجا لصحفيي الفن عندما يتعلق الموضوع بأخبار عن الحياة الاجتماعية للفنان خاصة الزواج أو الطلاق ، وليس ببعيد ما حدث في بداية العام الحالي مع الفنانة ليلى علوي عندما أدعى شخص أنه مدير أعمالها وسرب خبرا عن طلاقها من زوجها منصور الجمال الأمر الذي نفت صحته الفنانة ليلى علوي جملة وتفصيلا. وأكدت ليلى علوي - في حينها - علاقتها الطيبة للغاية بزوجها ، وشددت على أن علاقتها بالصحافة والإعلام مباشرة وأنه لا يوجد لها مستشار إعلامي مبدية انزعاجها من الخبر. ويقول الفنان مجدي كامل إن أكثر ما يزعجه من صحفيي الفن هو الخبر المفبرك ، وتصيد جملة من تصريح صحفي للتشهير ، لافتا إلى أن عدم رد الفنان على الصحفي لا يكون متعمدا أو مقصودا وإنما لظروف خاصة بالفنان الذي هو في النهاية بشر له مشاعر وأحاسيس . وأضاف"لكن العلاقة بين الفنان والصحفي في النهاية هي علاقة محبة وصداقة ومصلحة، الصحفي يستفيد والفنان كذلك ". وحول اتهام الفنان بأنه متقلب المزاج قال مجدي كامل "لا يوجد فنان متقلب يصرح بكلام وينفيه عندما يسبب له مشاكل لأنه مسئول عن كل كلمة تصدر منه " وأكد صعوبة نجاح تجربة فكرة المسئول الإعلامي للفنان في مصر بسبب عدم وجود شركات أو كيانات تقف خلف الفنان بعكس الخارج الذي يطبق منهجا علميا ، ونرى الفنان تقف خلفه مؤسسة تقدم له كل التسهيلات لإنجاحه. وفيما يتعلق بحدوث أزمة له مع صحفي فني قال مجدي كامل "حدثت مرة واحدة وتوترت عندما سألني سؤال اتهمني فيه بأخذ دور من أحد الممثلين وأنا أقوم بتصوير هذا الدور أمامه وانفعلت ورفضت تكملة الحوار بكل أدب. وعن المطلوب من صحفيي الفن قال " نقل الحقيقة وعدم المجاملة والنقد الفني البناء لأعمالي وعدم نقد شخصي". ويرى سلامة عبد الحميد - صحفي فني بوكالة الأنباء الألمانية - أن مشاكل الصحفيين مع الفنانين كثيرة ولن تنتهي بالتأكيد ، لأنهما طرفان يعملان في دائرة واحدة مفتوحة ، أحيانا الصحفي يكتب خبرا لا يعجب الفنان ، وأحيانا يرسل الفنان خبرا لصحفي لا يعجبه لأن به أخطاء أو معلومات غير دقيقة أو للكيد لفنان آخر ويرفض نشره . ويقول تبدأ المشكلة عندما يتناقش الاثنان وفي النهاية كل واحد منهما مقتنع بأن رأيه صحيح والآخر خاطئ ، وأحيانا الصحفي يتجنى على الفنان ومرات يتجنى الفنان على الصحفي ، ولكن دائما الفنان هو الحلقة الأضعف بسبب عدم قدرته على النشر بعكس الصحفي الذي يمتلك هذه الميزة. وعن أن شهرة الفنان هي التي تطغى قال سلامة عبد الحميد ، دائما هذا يحدث ويحاول الفنان استغلال شهرته للسيطرة على الصحفي ولكنه يواجه بتكتل الصحفيين الذين يتضامنون مع زميلهم ضد هذا الفنان ويقاطعون نشر أعماله . وعما إذا كانت حياة الفنان الخاصة هي التي تسبب مشاكل مع الصحفيين يقول سلامة "كل فنان له طبيعة خاصة وهناك فنانون ليس عندهم مشكلة في نشر تفاصيل حياتهم الخاصة ، ولم تعد مسألة زواج الفنانين وطلاقهم تمثل أزمة كبيرة بل صارت أمرا عاديا". وأضاف: أما زاوج الفنانات من شخصيات سياسة عامة فيتم في السر ولا يعرف إلا بعد الإعلان عن انفصالهم ، ولكن الأزمة الأساسية لو كتب صحفي عن علاقة غير شرعية بين شخصيات شهيرة أو عامة لأننا في مجتمع يقدس العلاقات الشرعية وفي مصر والخليج العربي هذا الأمر بالنسبة للفنان مزعج حتى لو كان مؤكدا . وأكد أن الإشكالية ليست في تداول الأخبار الفنية لكن المشكلة الأكبر في أن أخبار الفنان دائما غير دقيقة وهو متقلب بعكس السياسيين ورجال الأعمال ، مشيرا إلى أن غالبية الفنانين في مصر وخاصة الشباب منهم وإنصاف المشاهير يحبون التواجد في الصحافة باستمرار ويقول أي كلام ولا يركز في هذا الكلام بدقة. وأوضح أن الغالبية العظمى من الفنانين لا يتمتعون بالثقافة المجتمعية ولا يعرفون قيمة كلامهم ومدى تأثيره عليهم وعلى جمهورهم في المستقبل ، مؤكدا أنه فقد صداقات مع فنانين بسبب تراجعهم عن تصريحات سببت لهم مشاكل مع منتجين رغم أن هذه التصريحات مسجلة. وبشأن إيجاد كيان لحماية صحفيي الفن قال سلامة " فشلت تجربة تشكيل رابطة صحفيي الفن في نقابة الصحفيين تدافع عنهم وتقف بجوارهم ضد أي فنان يدخل في مشكلة مع أحد الصحفيين من خلال اتخاذ قرار ملزم بمقاطعة هذا الفنان وعدم نشر أي أخبار عنه". وعزا السبب في هذا الفشل إلى وجود مشكلات في وسط صحفيي الفن ، فهناك صحفيون يعملون مع الفنانين بأجور أو صحفيون يعملون كمستشارين في شركات إنتاج فنية ، فضلا عن الكثير من الصحفيين لا يريدون خسارة أي فنان باعتبار انه مصدر يزوده بالأخبار رغم حاجة الفنان الملحة للصحفي. من جانبه يقول حاتم جمال سكرتير تحرير في مجلة الكواكب " ندرة المصادر لصحفيي الفن من أصعب التحديات ، فالفنان ليس متاحا طوال الوقت والتواصل معه بشكل مباشر باستمرار لا يكون بالأمر السهل فضلا عن عدم وجود مديري أعمال لغالبية الفنانين ، مشيرا إلى أن كثيرا من الأخبار تتصدر المواقع الالكترونية والمجلات والصحف عن الفنانين وبعضها يكون غير صحيح وعند محاولة التواصل مع الفنان لنفي أو تأكيد خبر لا يرد". وأضاف أن من المشاكل أيضا أن هناك فنانين يدلون بتصريحات وبعد ذلك يكذبونها عندما تحدث رأيا عاما سلبيا ، بالإضافة إلى مشكلة انتحال البعض صفة مدير أعمال بعض الفنانين وهم ليسوا كذلك وإعطاء أخبار كاذبة. وعن دخلاء المهنة الذين ينتحلون صفة صحفي من أجل لقاء فنان أو فنانة ، أشار إلى واقعة حدثت معه حينما ذهب لإجراء مقابلة مع فنان إلا أنه تفاجأ بان هذا الفنان يقول له أن صحيفا من مجلة الكواكب أجري معه الحوار. واستدرك قائلا "على جانب آخر الفنان إذا تفرغ للرد على صحفيي الفن في أوقات كثيرة فإنه لن يقوم بأداء عمله ، ولكن في الخارج تم حل هذه المشكلة بتخصيص مسئول إعلامي عن كل فنان يحدد المواعيد والمقابلات الصحفية وهذا الأمر غير متوفر في مصر بدرجة كافية".