اهتمت الصحف العربية في افتتاحيتها الصادرة اليوم الثلاثاء بقمة قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ال34 التي تنطلق اليوم الثلاثاء في دولة الكويت. ففي دولة الإمارات العربية المتحدة، وتحت عنوان "قمة الطموح والرؤية الموحدة"، أكدت صحيفة "البيان" أن القمة الخليجية التي تنطلق اليوم في الكويت تمثل محطة هامة على طريق توطيد العمل الخليجي المشترك ورسم خريطة طريق مستقبله، بما يحقق المزيد من الترابط وتحقيق طموح كل مواطن خليجي. وقالت "البيان" إن القمة كسابقاتها ال 33 ستركز على الملفات التي تهم المواطن الخليجي "الاقتصاد والتنمية والأمن وتتلمس فضاءات تعزيز المواطنة ومظلة الرعاية" .. مشيرة إلى أنها سوف تجتهد في البحث عما يعزز التلاحم والتكامل الخليجي المنشود. وأشارت إلى أن المسيرة الخليجية التي انطلقت عام 1981 من الكويت أثبتت نجاحها وأصبحت مصدر اعتزاز ومحط إعجاب الجميع . موضحة أن هذه المنظومة الخليجية باتت تتجه إليها الأنظار في ظل ضعف قوة القرار الصادر عن جامعة الدول العربية لرسم الطريق للقضايا العربية الهامة، لذا ستكون هناك بالتأكيد محاولة لتوحيد الرؤى تجاه الأزمة السورية والتطورات التي تعيشها مصر، فضلا عن تجديد الدعم للمفاوض الفلسطيني الذي يواجه مرحلة مصيرية في طريقه نحو انتزاع الاستقلال الكامل وحماية ما تبقى من الأرض والسيادة. وحسبما جاء بوكالة أنباء "الشرق الأوسط" اختتمت الصحيفة افتتاحيتها قائلة إن قمة اليوم التي تنعقد برئاسة أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح ستكون أمام تحديات كبيرة تفرضها الاستحقاقات التي تمر بها المنطقة في ظل وقائع متلاحقة. وفي دولة قطر، طالبت صحيفة "الراية" دول المجلس بالسعي للتوافق على رؤية مشتركة في كيفية مواجهة التحديات والتطورات في المنطقة بما يخدم مصالح دول الخليج وشعوبها ويحافظ على الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة . مؤكدة إنجازات المجلس في العديد من المجالات الاقتصادية والاجتماعية. وأشارت إلى أنه حسب تصريحات مسئولين كويتيين فإن مسألة الاتحاد الخليجي والانتقال من مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد وهو المقترح الذي يوجد تباين بشأنه مازال في مرحلة البحث من قبل اللجان المختصة التي شكلها قادة دول مجلس التعاون الخليجي، ومتى ما تم الاتفاق على الاتحاد فسيتم طرحه في قمة خاصة تعقد في مدينة الرياض، وبالتالي فإن هذا الملف لن يجرى حسمه في قمة الكويت الدورية. من جانبها، قالت صحيفة "الشرق" إن قمة الكويت تلتئم اليوم في ظروف بالغة الحساسية والدقة من حيث القضايا التي تبحثها وضرورة الانتقال من مرحلة "التعاون" إلى "الاتحاد" بما يلبي الطموحات والتطلعات واستشراف المستقبل بالتأسيس لمرحلة جديدة من العمل الخليجي المشترك ومواجهة التحديات، والعمل على تحقيق المزيد من المكتسبات للمواطن الخليجي في مختلف المجالات. وأوضحت الصحيفة أن المتغيرات التي تشهدها المنطقة تحتم التعامل بطرق غير تقليدية مع الواقع الجديد والحرص على استمرار النجاحات التي تحققت "كما أن مرحلة الانتقال تفتح أفقا للتشاور، مشيرة إلى أن الهدف سيظل واحدا والوحدة الخليجية هي الملاذ الآمن". وأكدت "الشرق" - في الختام - أن مواطني دول مجلس التعاون يتطلعون إلى قرارات يتخذها قادة المجلس تلبي الطموحات بغد مشرق وآمال المستقبل الواعد بالخير والنماء والوحدة. وبدورها، أعربت صحيفة "العرب" عن أملها في أن تكون الدول الخليجية الست قد أدركت خطورة المرحلة التي تمر بها المنطقة . مطالبة في هذا الصدد بضرورة بدء "عملية تغيير سريعة للكثير من سياساتها، سواء ما يتعلق بالاتحاد الخليجي أو ما يتعلق بالعملة النقدية، أو حتى ما يتعلق بعلاقة الخليج أو بعض دوله مع بعض الأحداث في بلدان عربية أخرى". وأكدت أن القمة الخليجية تنعقد في وقت ربما أكثر دقة وتعقيدا من كل التعقيدات السابقة التي رافقت مجلس التعاون خلال عقوده الأربعة. وقالت إن الخليجيين قد ضيعوا فرصة أن يكونوا جزءا من اتفاق دولي مع إيران لو أنهم وافقوا على الدخول في المفاوضات كجزء من المنظومة الدولية، مشيرة إلى أنه يجب أن تسعى قمة الكويت لوضع خطوط سياسة خليجية واحدة تجاه التداعيات الإقليمية، الوارد أن تأتي بعد الاتفاق الأمريكي الإيراني". وأضافت في هذا الصدد أن القمة يمكن أن تمثل فرصة للبحث عن لغة مشتركة تختزل فيها كل تطلعات الشعوب الخليجية، وعدم الاستمرار بسياسة التفرد الخليجية".