ذكرت صحيفة "هارتس" الإسرائيلية ما قاله وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف خلال زيارته هذا الأسبوع إلى الدوحة " ندعو المملكة العربية السعودية للتعاون معنا في إرساء الأمن والاستقرار في المنطقة". وكتب ظريف، على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، "نحن على استعداد لإجراء مشاورات مع كبار المسئولين السعوديين"، مضيفا أن "الاجتماعات الثنائية ستفيد كلا البلدين والمنطقة والعالم الإسلامي". وترى الصحيفة أن الرياض هي الهدف المقبل للسياسة الخارجية الإيرانية، بعد التوقيع على الاتفاق المؤقت بشان برنامجها النووي مع 6 دول عظمى، موضحة أن إستراتيجية إيران الآن تتمثل في أن تصبح اللاعب الرئيسي في تحديد سياسات الشرق الأوسط ويبدو أن السعودية مبالية بهذه المبادرات. من جانبها، علقت صحيفة الرياض السعودية على تصريحات ظريف قائلة: إنها خطوة في اتجاه جديد كجزء من سياسات إيران المتغيرة، ولكن هذا "الطريق لا يزال طويلا قبيل تبديد سحابة ثقيلة ملقاة على العلاقات بين إيران ودول الخليج والدول العربية الأخرى". وأشارت هآرتس إلى أن خطوة ظريف الأولى اتضحت في زيارته إلى سلطنة عمان، التي استضافت اجتماعات سرية بين مسئولين إيرانيين وأمريكيين قبيل بضعة أشهر ثم توجه وزير الخارجية إلى الكويت. ولفتت إلى أن ظريف أعلن استعداد بلاده لتطوير العلاقات الاقتصادية مع الدولة وبعد ذلك توجهه إلى الدوحة، حيث التقى بحاكم قطر الجديد، تميم بن حمد آل ثاني، الذي أعلن أن اتفاق البرنامج النووي كان "إنجازا كبيرا لإيران". وأشارت الصحيفة أيضا إلى امتناع دول الخليج عن الإدلاء بمثل هذه التصريحات حتى الآن، نظرا لأنهم يروا في هذا الاتفاق، على الأقل في العام، استسلاما أمريكيا لإيران والذي قد يأتي على حسابهم. ونوهت الصحيفة إلى أن إيران تسعى للمشاركة في مؤتمر جنيف الثاني بشأن الأزمة السورية، المقرر عقده في 22 يناير المقبل لذلك فإنها ستكون في حاجة إلى موافقة المملكة العربية السعودية لكي توافق كلا من قوى المعارضة السورية والولايات المتحدة على مشاركتها. وقال الصحيفة، إنه على سبيل المثال، زار الملك عبد الله سوريا في عام 2010، لينهي فترة انقطاع دامت خمس سنوات في العلاقات مع الرئيس السوري بشار الأسد وبعد ذلك بثلاث سنوات طالب الإطاحة بالأسد. وترى الصحيفة أن زيارة ظريف، والتي لم يتم تحديد موعدها ، يمكن أن تسفر عن تحول آخر في الموقف السعودي، وبالتالي إنهاء الشراكة الظاهرية مع إسرائيل لطموحات إيران النووية.