أصدر الجهاز المركزي للمحاسبات تقريره مؤخرا حول الإهمال في متحف الأمير محمد وحيدالدين سليم بحي المطرية، والذي يضم مقتنيات نادرة للغاية وأغلق 11 عاما لعدم وجود ميزانية لتطويره من قبل قطاع الفنون، حتى شاهدنا خلال جولتنا المصورة له المياه الجوفية تصعد على جدرانه مهددة إياها بالزوال . متحف الأمير محمد وحيد الدين سليم تم إشهاره بقرار جمهوري رقم 376 عام 1966 بعد أن كان ضمن قصور الأسرة المالكة، ويضم مجموعة من العهد المتحفية والمخزنية كعهدة متحف الفنون الجميلة بالإسكندرية بحفظها بشكل مؤقت، عهدة متحف راتب صديق على سبيل الأمانة، عهدة متحف قصر القبة، ومتحف عين الحياة المخزنية، وكذلك عهدة متحف الأمير وحيد الدين سليم المتحفية والمخزنية.
وعودة لتقرير المركزي للمحاسبات فقد أشار إلى أن محتويات المتحف تم تخزينها وإخلاؤها للترميم ، ولكن المتحف نفسه يواجه مشكلات ارتفاع منسوب المياه الجوفية عن المعدل الطبيعي منذ 2009 والتي تراكمت عبر سرداب المتحف "البدروم" وهو ما يشكل خطورة حقيقية على المتحف . وأكد التقرير أيضا أنه لم تتخذ أي أعمال لتوصيل خط أمان الحريق الرئيسي لسلامة المتحف الذي يضم مقتنيات ثمينة ، وقد أجلت أعمال الصيانة للسنة المالية 2010 – 2011 .
وجاء بالتقرير أن معظم مقتنيات المتحف بحاجة للترميم لطول فترة تخزينها منذ عامين، فضلا عن تكدس حجرات القصر بكمية ضخمة من المقتنيات؛ حيث يتم استخدامها كمخازن لمقتنيات بعض الجهات مثل قصر القبة، قصر عين الحياة، جمعية أصالة لرعاية الفنون التراثية، إدارة المعارض الدولية، وإدارة المعارض الطوافة، فيما لا تزال أعمال لجان الجرد مستمرة بالمتحف حتى الآن.
وتعقيبا على ذلك قال الفنان الدكتور صلاح المليجي الرئيس الجديد لقطاع الفنون التشكيلية أنه يعتبر تأمين المتاحف أحد أهم أولوياته ، فهي تراث إنساني لا يجوز التخاذل معه . وأضاف أن قطاع الفنون محكوم بميزانية محدودة لتطوير المتاحف، ولذلك فهناك أولويات بتنفيذ الخطط ، ومن الخطط قصيرة الأجل وضع آليات مواجهة الأخطار بالمتاحف ، وتحويلها لكيانات ثقافية راقية تجذب الجمهور ، ووجود دليل متحفي بالصوت والصورة يستدل منه الزائر عل أي معلومات يريدها كما يحدث في المتاحف العالمية .
وأكد المليجي أن متحف الأمير وحيد لم يحصل على ميزانية لتطويره من الدولة، وذكرنا سابقا أنه لابد من حقن أرضياته وحوائطه التي تسربت لها المياه الجوفية ، ولكننا بانتظار الرد .
كما أشار المليجي إلى أنه يقوم بزيارة متحف على الأقل يوميا، نافيا ما أثير بالصحف مؤخرا من تبديد مقتنيات المتاحف المصرية خلال الثورة .
وقال أحمد عبدالفتاح رئيس الإدارة المركزية للخدمات الفنية للمتاحف والمعارض: بعد حادث سرقة لوحة "زهرة الخشخاش" من متحف محمد محمود خليل وحرمه، توجهت الميزانيات بشكل كبير للأجهزة والأنظمة الأمنية، وتم عرض أمر متحف سليم بالكامل على الإدارة الهندسية بالقطاع، ونفذنا توصيتهم كما قمنا بعمل خطط لتأمين مقتنيات المتحف وقمنا بنقل أعمال حسين صبحي التي كانت مخزنة في المتحف.
وأضاف عبدالفتاح إلى أنه بعد معاينة المكتب الإستشاري ستكون الأولوية لمتحف وحيد في الفترة المقبلة حين تتوفر الميزانية، مؤكدا أن حديقة المتحف ستشهد نشاطا ثقافيا يجذب الجمهور . قصة المتحف يقوم القصر على مساحة تقدر بحوالي أربعة أفدنة ونصف الفدان، عبارة عن حديقة بها مجموعة من أشجار النخيل النادرة، وتتوسطها نافورة رخامية بديعة، بعد صعود درجات السلم المؤدية للدور الأول يطالعنا بهو مكسو بالرخام الأسود والأبيض والموردى المستورد من إيطاليا، به كرانيش تحمل زخارف نباتية مذهبة.
تطل على البهو أربعة غرف، أولها الصالون رقم 1 وبابه مغطى بمرايا، وتغطى سقفه رسومات من الجبس، وفي صداره الغرفة لوحة زيتية كبيرة لمحمد على باشا رئيس الأسرة العلوية، كما أن حوائط الغرفة مزينة بزخارف نباتية مذهبة على الطراز الفرنسي ومرآة كبيرة بالحائط المجاور للباب، والأرضية من خشب الأرو.
أما الصالون الثاني فبابه من الخارج مغطى بمرآة، والسقف تزينه تصاوير على الطراز الفرنسي، والحائط مبطن بالستان الوردى داخل بانوه، وبه مرآة كبيرة وبالحائط ديكور على هيئة دفاية مجلدة برخام أبيض على الطراز الفرنسي. كما يوجد بهذه الغرفة تمثال نصفى لإبراهيم باشا، وتتدلى من السقف نجفة كبيرة.
أما الغرفة الثالثة فتحتوى على المكتبة الخاصة بالأمير وكل محتوياتها باللغة الفرنسية، وفي مواجهة هذه الغرفة تقع غرفة السفرة. بينما يحتوي الدور الثاني على أربع غرف أهمها الجناح الخاص بالأمير محمد وحيد الدين سليم الذي ولد في 20 يناير عام 1919، وتوفي في 19، ديسمبر عام 1995.
والد الأمير محمد هو سليم بك خليل أحد ضباط الجيش التركي، ووالدته هي الأميرة شويكار بنت إبراهيم بن الأمير أحمد رفعت بن إبراهيم باشا بن محمد على باشا الكبير. وتلقى الأمير محمد تعليمه بباريس وعاد إلى مصر سنة 1939 حيث كانت ثقافته فرنسية وكان كثير السفر والرحلات، كما كان يهوى التردد على المزادات لشغفه باقتناء التحف. عاش وحيداً بلا زواج . وقد استقر في هذا القصر منذ عودته من فرنسا عام 1939 وحتى وفاته في عام 1995، ثم تم إغلاق القصر منذ ذلك الحين ، وكان هذا القصر ملكاً للأمير يوسف كمال ثم أهداه إلى الأميرة شويكار .