قال محمود بدر، مؤسس حركة تمرد، وعضو لجنة الخمسين :"إن الثوار الذين يعارضون دور الجيش المصري في الحكم يحاولون التجمل برفع شعارات ثورية بعيدة عن الواقع رغم أنهم يعيشون في نفس "المستنقع"، مشيرًا إلى أن عددهم كان أقل ممن احتشدوا لمصافحته في الإسكندرية. واتهم بدر في مقابلة مع «رويترز»، من سماهم النخبة بالابتعاد عن المشاكل الحقيقية للمواطن المصري، وطالب شباب الثورة بأن ينزلوا إلى الشوارع، مؤكدًا أنه لمس، وهو يزور كل أسبوع خمس قرى في دائرته الانتخابية، أن مشاكل الناس غير مشاكل النخبة. وسخر بدر "مما يسمى بالتيار الثالث" الذي يرفع شعار "لا للإخوان ..لا للفلول ..لا للعسكر"، وقال "يؤسفني أن عدد من حضروا مظاهرة سفنكس التي دعا إليها التيار الثالث، أقل من عدد المواطنين اللي اتلموا عشان يسلموا عليا على كورنيش الإسكندرية". وشدد على أن هذا التيار يعطي غطاءً سياسيًا للإرهاب، متسائلًا: "ما هو الحل الواقعي الذي قدمه البديل الثالث في التعامل مع اعتصام النهضة ورابعة"، وقال بدر إن ثقته في المؤسسة العسكرية لم تمنعه من المطالبة بمحاكمة المشير طنطاوي والفريق عنان. وأضاف أن الدستور الجديد يتحدث عن فكرة العدالة الاجتماعية، التي تقوم على مبدأ الاعتراف والمصارحة ثم المحاسبة ثم المصالحة، وقال إن هذا ينطبق حتى على المصالحة مع جماعة "الإخوان". وقال بدر: "إن الدكتور محمد البرادعي أحبه وأحترمه، لكنني اختلف مع موقفه الأخير، كلية وجزئيا، وأرسلت له رسالة قلت له فيها (هذا هروب من المسئولية الوطنية والتاريخية.. وأنت آثرت صورتك أمام أصدقائك في العالم على مصلحة الشعب المصري)، ورد علي برسالة رقيقة قائلا (يومًا ما ستعرف يا محمود معنى أن الإنسانية تستدعي هذا). وتابع بدر أن "الدرس الأهم من ثورة يناير لحد اليوم هو عدم خصام وجدان الناس.. خارطة الطريق ماشية في الطريق الصحيح .. أهداف ثورة 30 يونيو هي نفس أهداف ثورة 25 يناير ستأتي ببناء دستوري وتشريعي صحيح وبالتالي نحن نسير في الطريق الصحيح لكن أهداف الثورة لم تتحقق حتى الآن". وأشار إلى أن حركة تمرد ستتحول إلى حزب بعد الانتخابات البرلمانية. وطالب بدر من يتهمون الحركة بأي شبهات جنائية أو مالية أو أنها صنيعة الجيش أو أجهزة المخابرات بالتقدم ببلاغ للنائب العام، وقال "إحنا أكبر من إننا نرد على هذه الاتهامات"، وقال "لم نلتق بأي مسئول في أجهزة الدولة الأمنية أو السياسية قبل 3 يوليو..أقسم بالله وأنا مسئول عن هذا الكلام". وعن أسباب الانشقاقات داخل الحركة، قال: إن تمرد كانت حملة شعبية تضم الجميع، وعندما تحقق الهدف الرئيسي وهو إزاحة محمد مرسي عاد الكل لاختياره السياسي. وقال "على مستوانا إحنا في تمرد لن يزيد عدد مرشحينا عن 100 أو 120 مرشحًا على مستوى الجمهورية". وأوضح أن هؤلاء سيتم اختيارهم من بين الشباب والخبرة. ورغم أنه يرى أنه من المبكر الحديث عن انتخابات الرئاسة إلا أن بدر يجدد تأكيده على أنه سيدعم الفريق أول السيسي إذا ما ترشح بسبب وجود شبه توافق شعبي كبير على شخصية الرجل وهذا غير موجود بالنسبة لأي واحد. وقال "تعاملت مع الرجل بشكل شخصي في موقف من أهم لحظات الوطن كله ووجدت أنه يستمع ويناقش بدليل أننا غيرنا وجهة نظره من الاستفتاء على محمد مرسي إلى فكرة إجراء الانتخابات الرئاسية مبكرًا وخريطة الطريق .. أعرف الكثير ممن يستشيرهم الفريق السيسي وأراهم ناس محترمين ولديهم رؤية وفكر". وقال بدر :إن مبعث موقفه من السيسي هو انتماؤه "لمدرسة من ينتصر للشعب المصري فأنا معه.. أنا من مدرسة لا تخاصموا وجدان المصريين.. وبالتالي أنا شايف هيكون مناسبًا جدًا أنه يكون موجود في الفترة دي". وشدد على أن السيسي هو الأكثر قدرة على جمع الشعب المصري، معربًا عن ثقته في الدستور الذي يحدد صلاحيات الرئيس ورئيس الوزراء والبرلمان، وقال: "أنا واثق بالشعب المصري، وبالتالي أي رئيس يحكم إذا لم يحترم إرادة الشعب المصري إذا لم يحقق ما يريده.. مش هيقعد سواء كان من المؤسسة العسكرية أو من خارجها". وعن المرشح الذي يمكن أن يدعمه لو لم يترشح السيسي، قال بدر "قد اتجه إلى دعم حمدين". وانتقد بدر أداء حكومة حازم الببلاوي، قائلًا إنه "سيء جدًا جدًا إلا من رحم ربي من الوزراء"، لافتًا إلى أن "وزراء الاقتصاد يتحدثون في السياسة ووزراء السياسة يتحدثون في الاقتصاد .. حكومة مائعة، لا هي يمين ولا يسار ولا في النص". وطالب بدر بتعديل وزاري سريع بعد الاستفتاء على الدستور، يهتم بمشاكل المواطنين.