في حفل توقيع "أثقل من رضوى .. مقاطع من سيرة ذاتية" اجتمع عشرات المحبين للأديبة المصرية الدكتورة رضوى عاشور مساء أمس بدار الشروق ، وكان بينهم زوجها ونجلها الشهيران تميم ومريد البرغوثي، والناشط علاء عبدالفتاح ووالدته ليلى سويف، والناشر ابراهيم المعلم. وقالت رضوى : الثورات الكبيرة مكلفة وصعبة، ولن نستطيع أن نغير البلد والمنطقة بكتاب أو قصيدة أو مظاهرة سلمية، ولازم "نشد حيلنا" لأن الثمن غالي ولازم ندفعه. وبدت الكاتبة التي ترأس قسم اللغة الإنجليزية بآداب عين شمس، حزينة على دماء الشهداء الذين يروحون ضحية مجازر متتالية منذ اندلاع ثورة يناير وحتى الآن . وقد تضمنت السيرة الذاتية للكاتبة مقاطع متفرقة من حياتها، كان أكثرها تركيزا على السنوات الأخيرة حيث مرض السرطان الذي أصابها واضطرها لجراحات متتالية بالخارج شديدة الخطورة قبل الثورة المصرية مباشرة، لكنها مع ذلك سارعت للمشاركة بالثورة مع نجلها وزوجها ، وسارت في مسيرات مناهضة لنظام مبارك ثم الأنظمة التي تعاقبت على مصر من بعده، وقالت ل"محيط" أنها لا تزال تهتف بسقوط حكم العسكر لأن لا شيء تغير والدماء لازالت تسيل وهي أعز ما نملك . السيرة تذهب أيضا لحياة رضوى عاشور في الجامعة المصرية ونضالها اليومي مع الباحثين والطلبة ، ونضالها أيضا في الحياة العامة ومن ذلك شد أزر مصابي الثورة من الشباب بالذات. سأل أحد الحضور عن مصدر هذه القوة والتفاؤل فردت الأديبة : لا تسأل امرأة تدافع عن ابنها من أين تأتين بتلك القوة .. وأضافت : التفاؤل جزء من تركيبتي وبدونه لا نستطيع مواصلة الحياة . وبرأي رضوى فإن الكتابة والثورة والعمل أفعال مقاومة للظلم ومقاومة للفناء أيضا. وحين أعادها سؤال أحد الحضور لروايتها قبل الأخيرة "الطنطورية" قالت أنها قرأت بنهم عن فلسطين منذ كانت 12 عاما تحاول إقناع فتاة بلجيكية بعدالة القضية الفلسطينية، ثم تعرفت عن قرب على فلسطين بعد زواجها من الشاعر مريد البرغوثي، ولإعداد الرواية ظلت 10 سنوات متواصلة تقرأ بالأدب والسياسة والتاريخ المتعلقين بالقضية. أما عن قراءاتها، فتذكرت رضوى أنها كانت تلتهم أعمال الكتاب العرب والعالميين المشاهير ومنهم محفوظ والسباعي وادريس وديكنز وبرونتي وتشيخوف، لكن "ثلاثية نجيب محفوظ" وأعمال هذا الأديب الفذ تعتبر الأرفع مكانة والتي تحتل مكانا أثيرا بنفسها ، وكذلك أعمال تشيخوف الذي توقفت عن الكتابة 19 سنة بعد أن قرأت أعماله ولسان حالها "اعملي شيء آخر" أما ماركيز فبعد أن قرأت له "مائة عام من العزلة" فقد تركت الكتابة 9 سنوات. وتحب رضوى أيضا كتابات إيميل حبيبي و"مدن الملح" لعبدالرحمن منيف. وقد حاولت إحدى الباحثات المقربات من الأديبة أن تغالب دموعها وهي تتحدث عن حياتنا في مصر التي تتنازعها الكراهية ونفي الآخر وسقوط الشهداء وأنهم يتذكرون ما كانت الدكتورة رضوى تعلمه لهم في كلماتها بالمحاضرات وخارجها، من أن الحياة تتسع لنا جميعا وأن التفاؤل والحب أدوات مهمة لمواصلة الوجود الإنساني.