تأزمت الأوضاع السياسية اليمنية بعد اتهامات متبادلة بين مختلف القوى السياسية والحزبية حيث يحمل كل منهم غيره بالوقوف وراء توتر الأوضاع وعرقلة مسار الحوار الوطني كأحد بنود المبادرة الخليجية لحل الأزمة اليمنية، حيث اتهمت التجمع اليمني للإصلاح - إخوان اليمن - أطراف وأحزاب وفي مقدمتها رئيس حزب المؤتمر الشعبي العام " الشريك في حكومة الوفاق الانتقالية بموجب المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة "بأنه أحد عوامل تأزيم الوضع، وعائق أمام إنجاح الحوار الوطني، وتهدد مسار العملية السياسية. وقد لقى سبعة أشخاص مصرعهم وأصيب آخرون في اشتباكات بين قبليين مسلحين تابعين لمديرية مكيراس ومسلحين آخرين تابعين للجان الشعبية الموالية لحزب الإصلاح - إخوان اليمن - في مكيراس بمحافظة البيضاء -276 كيلومترا إلى الجنوب الشرقي من العاصمة صنعاء. وقال مصدر عسكري يمني بوزارة الدفاع اليمنية - في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم الأحد - إن مسلحين تابعين لمدير المديرية عبدربه جحلان اشتبكوا مع مسلحي اللجان الشعبية التي شكلها حزب الإصلاح وذلك على خلفية مشاكل قديمة بين الطرفين، لافتا إلى أن مسلحين تابعين للجان الشعبية في لودر توجهوا إلى مكيراس ولم يعرف بعد مهمتهم, في وقت تشهد الأوضاع تصاعدا خطيرا. وأعرب مصدر دبلوماسي بصنعاء عن القلق من مغبة انضمام عناصر مسلحة ومتشددة "متطرفة من العرب والأجانب إلى صعدة عبر الحدود السعودية للمشاركة فيما يعرف بالجهاد ضد الروافض"- استجابة لفتاوى تكفيرية وحملات تحريضية طائفية يقودها رجال دين سلفيون، محملة الدولة مسئولية الصمت أمام فتاوى هدر الدماء ودعوات الإبادة وذلك بعد تأزم الأوضاع الأمنية والسياسية بدماج شمال اليمن بعد تجدد الأعمال المسلحة بين مختلف القوى السياسة هناك من أنصار الله "الحوثيين" والسلفيين حيث تمكنت مجاميع مسلحة مكثفة من أتباع التيار السلفي من إحباط محاولة الحوثيين اقتحام منطقة دماج من الجهة الغربية، الأمر الذي دفع أتباع الحوثي إلى تكثيف القصف المدفعي والصاروخي على مناطق يتمركز فيها مقاتلو التيار السلفي. بينما حذر حسن الحمران مسئول العلاقات الخارجية لجماعة "أنصار الله" الحوثية عضو مؤتمر الحوار الوطني من مغبة الحرب الدائرة في منطقتي دماج وكتاف بمحافظة صعدة شمال اليمن ليست في حقيقتها بينهم وبين السلفيين بل بينهم وبين مليشيات الزعيم القبلي حسين الأحمر. وقال حسن الحمران - في تصريح صحفي له - إن جماعة "أنصار الله" الحوثية لا تريد الانجرار إلى حرب طائفية أو أنهم يملكون مشروعا سياسيا لدولة مدنية حديثة تم تقديمه إلى مؤتمر الحوار والقوى التقليدية والرجعية ترى أنها ستفقد مصالحها التي بنتها خلال خمسين سنة, لذلك تريد إفشال مؤتمر الحوار كي لا ينجح المشروع السياسي لأنصار الله والقوى التقدمية الأخرى في الحوار". وأضاف حسن الحمران "نحن من يدفع ثمن هذه الحرب من شبابنا وأبنائنا وليس آل الأحمر, لأن حسين الأحمر هو من يذكيها ويجلب المقاتلين من الصومالوأفغانستان وإريتريا وأثيوبيا, وسبق أن طلبنا من الرئيس عبدربه منصور هادي تشكيل لجنة من الجوازات والداخلية للتحقيق في إقامة الأجانب في دماج فهناك نحو سبعة آلاف أجنبي, وهم مقاتلون اكتسبوا خبرة في أفغانستان والبوسنة والهرسك, وأخيرا في محافظة أبين". وعلى صعيد متصل، قال مصدر مسئول بمنظمة العفو الدولية بصنعاء - في تصريح صحفي له مؤخرا - إن أكثر من ألفي عنصر متطرف من جنسيات عربية وأجنبية دخلوا اليمن خلال الفترة من 15 أكتوبر وحتى نهاية الشهر، غالبيتهم عبر الحدود اليمنية - السعودية، متوقعا ارتفاع العدد الى أكثر من ثلاثة آلاف "مجاهد" بحلول منتصف نوفمبر الجاري. وأكد المصدر الدولي أن هناك منظمات دينية يمنية تقودها جماعات سلفية تحصل على تسهيلات من جهات عسكرية هى من تتولى استقدام الجماعات المتطرفة وتتحمل نفقاتها وتأويها في أكثر من عشرة معسكرات منتشرة في أرجاء اليمن. وحذر المصدر السلطات اليمنية من خطورة الصمت على من يصدرون فتاوى تكفيرية ويدعون إلى سفك الدماء ببيانات تحمل أسماءهم دون مواجهة آي مساءلة قانونية، مشيرا إلى أن قوافل "المجاهدين المتطرفين" تشاهدها السلطات وتمر عبر نقاطها الأمنية ومع هذا تعتبر الأمر عاديا بل أن هناك معلومات تؤكد تورط وحدات عسكرية تابعة للدولة بالقتال إلى جانب الجماعات الدينية السلفية في دماج. وحذرالمصدر الدولي من مغبة أن يتجه اليمن إلى حرب أهلية واسعة مماثلة لما يحدث في سوريا، متهما دولا أقليمية باللعب بورقة الفتنة المذهبية لفتح ميدان جديد في اليمن للجماعات المتطرفة خوفا من انتقال الجماعات التي تقاتل في سوريا إلى أراضيها والإطاحة بأنظمتها.