اشترط رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، أحمد الجربا، احترام الغرب لوعوده بفتح ممرات إنسانية للمناطق المحاصرة في سوريا مقابل حضوره مؤتمر "جنيف 2" للسلام حول سوريا. وقال الجربا في مقابلة مع صحيفة "صندي تليجراف" الأحد: "إنه سيحضر محادثات جنيف للسلام إذا ضمن الغرب وصول الدعم إلى المعارضة وقام أولاً بتحقيق وعوده بتمكينها من ايصال المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين". وأضاف أن الدول الأساسية الإحدى عشرة في مجموعة أصدقاء سوريا: "لم تف حتى الآن بوعود ضمان فتح ممرات إنسانية في سوريا لإيصال المساعدات إلى المناطق الخاضعة لسيطرة المتمردين والمحاصرة حالياً من قبل قوات النظام". وسُئل ما إذا كان سيحضر مؤتمر "جنيف 2"، فأجاب الجربا: "نعم، ولكن هل تعتقد أن بإمكاننا الجلوس مع النظام بينما هناك أشخاص في سوريا لا يستطيعون شرب حتى المياه؟ وكنا حصلنا على وعود من قبل الغرب بحل هذه القضايا الإنسانية قبل انعقاد جنيف 2". وكشف رئيس الائتلاف السوري المعارض أن وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ: "وعد رسمياً في الاجتماع الذي استضافته لندن الشهر الماضي لمجموعة أصدقاء سوريا بفتح ممرات آمنة لإيصال المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة في سوريا، واطلاق سراح النساء والأطفال المحتجزات والمحتجزين حالياً في سجون النظام السوري". وقال: "إن هيج ووزير الخارجية الأمريكي جون كيري، ووزراء خارجية الدول الأساسية ال11 بمجموعة اصدقاء سوريا وعدوا الائتلاف السوري المعارض في اجتماع لندن بأن يحلوا هذه المسألة قبل انعقاد (جنيف 2) لكنهم لم يفعلوا ذلك حتى الآن، ونحن لا يمكن أن نذهب إلى جنيف عندما يكون هناك أطفال دون ماء وحليب وخبز ودواء". وفيما اعتبر الجربا أن هذا الشرط المسبق: يمثّل أيضاً اختباراً لقدرة المجتمع الدولي على تحقيق أهدافه الأوسع"، مضيفاً: "نشعر أن الدول الراعية لمؤتمر (جنيف 2) غير قادرة على تأمين وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المحاصرة في سوريا وتصر في الوقت نفسه على أنها ستتمكن من تأمين حل سياسي". وشدد على أن تحقيق هذه التدابير يشكل أيضاً عاملاً حاسماً لكسب تأييد مقاتلي المعارضة داخل سوريا الرافضين بقوة حتى الآن لأي نوع من المحادثات السياسية. وأضاف رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية: "إذا رأت هذه الجماعات بأن المجتمع الدولي يمارس ضغطاً حقيقاً على النظام (السوري) من خلال تنفيذ هذه التدابير فلا اعتقد أنها سترفض (جنيف 2)، ونحن نتحدث إلى العديد منها وحين نشرح لها الوضع وتفهمه بطريقة أفضل فإنها لا ترفض الحل السياسي، لكن يتعين على القوى العظمى مساعدتنا على اقناعها بهذه الخطوات". وأشارت "صنداي تليجراف" إلى أن بريطانيا والولايات المتحدة جعلتا الممرات الإنسانية جزءاً أساسياً من المناقشات مع الروس، وطالبتا الحكومة السورية بالتعاون الكامل مع وكالات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة لايصال المساعدات إلى المناطق المحاصرة. وقالت: "إن الحكومة السورية وضعت خطة عمل لفتح هذه الممرات، غير أنها لم تنفذها حتى الآن".