بدأت منظمات الإغاثة العالمية والحكومات الأوروبية والأمريكية مجهودات الإغاثة لضحايا إعصار "هايان" في الفلبين والذي يصنف أنه الإعصار الأكثر عنفا. وذكرت شبكة "إيه بي سي نيوز" الإخبارية الأمريكية اليوم الأحد أن بريان جولدبيك، والذي يعمل سفيرا لواشنطن في الفلبين، أعلن عن توفير حزمة إغاثة قيمتها 100 ألف دولار لضحايا الإعصار، فيما ينشط مسؤولون تابعون للوكالة الأمريكية للتنمية الدولية داخل الفلبين حاليا لمراقبة وتحديد حجم الدمار الذي لحق بالمناطق المتضررة من الإعصار. وتقوم هيئات أخرى بتقديم جهود الإغاثة للمتضررين، ومن بينها برنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة فقد أعلن أنه قد خصص مبلغ 2 مليون دولار استجابة لحجم الكوارث التي لحقت بالفلبين فيما انضم مسؤولون تابعون للبرنامج إلى مهمة تقييمية لتحديد الأضرار في إقليمي "ليتي" و "سامار" الأكثر تضررا جراء الإعصار. وقال البرنامج إنه سيرسل أكثر من 40 طنا من المواد الغذائية عالية الطاقة بالإضافة إلى العمل جنبا إلى جنب مع الحكومة الفلبينية لتقديم المساعدة في الخدمات اللوجيستية وأنظمة الاتصال والطوارئ، لافتة إلى أنها طالبت بالتبرع على موقعها الإليكتروني أو عبر إرسال رسائل قصيرة على أرقام خاصة بها لجمع تبرعات فورية قيمتها 10 ملايين دولارات. أما منظمة الأممالمتحدة للطفولة "يونيسيف" فقد قالت إن إحدى فرقها أعادت تغيير موقعها للمساعدة في جهود الإغاثة وتم إرسال 66 طنا من إمدادات الطوارئ إلى مانيلا من العاصمة الدانماركية كوبنهاجن، مشيرة إلى أنه من المقرر أن يقام جسر جوي بحلول الثلاثاء المقبل سيتضمن نقل برامج لتنقية المياه وأدوات تخزين وإمدادات المرافق الصحية إلى الفلبين ويمكن التبرع على الموقع الرسمي للمنظمة. وقالت منظمة الصليب الأحمر الأمريكية إنها أرسلت شخصين لمساعدة السلطات الفلبينية في تقييم حجم الأضرار الناجمة عن الإعصار وتنشيط خدمات البحث عن الأسر، فيما طالبت الراغبين في دعم جهود الإغاثة بإرسال شيكات إلى الفرع المحلي لها داخل الفلبين بعنوان "أعاصير وفيضانات الفلبين" وأيضا التبرع مباشرة على الموقع الخاص بمنظمة الصليب الأحمر الفلبيني. أما خدمات الإغاثة الكاثوليكية فأعلنت عن قبولها التبرعات على موقعها الخاص وبدأت في نقل الإمدادات وإرسال فريق عمل للتجاوب مع الأثار الناجمة عن الإعصار. أما منظمة "وورلد فيجن" فقد أعلنت أنها سخرت مواردها لمساعدة 1.2 مليون شخص وإمدادهم بالغذاء ومستلزمات النظافة وتوفير ملاجئ الطوارئ والحماية لهم، وطالبت بالتبرع على موقعها الخاص. وأعلنت الشرطة الفلبينية أن ما لا يقل عن 10 آلاف شخص قتلوا في إقليم "ليتي" بوسط الفلبين بعد أن اجتاح الإعصار "هايان" الإقليم مبتلعا مدنا ساحلية. " وعبّرت الحكومة عن قلقها بينما أجلي حوالى 800 ألف شخص لإيوائهم في ملاجئ قبل وصول العاصفة. وضرب هايان أول من أمس الساحل الشرقي لوسط الأرخبيل ومر فوق جزيرتي لييتي وسامار ترافقه رياح بلغت سرعتها في الذروة 315 كلم في الساعة. وهو أعنف إعصار في العالم هذه السنة وواحد من أقوى الأعاصير التي تضرب الأرض منذ عقود. وأفادت الحكومة الفيليبينية أن أكثر من 4 ملايين نسمة يعيشون في المناطق التي عبرها «هايان»، الذي واصل أمس مساره فوق بحر الصين الجنوبي في اتجاه فييتنام حيث أوردت وسائل إعلام رسمية أن السلطات بدأت بإجلاء حوالى مئة ألف شخص يعيشون في مناطق تقع على مسار الإعصار الذي يتوقع أن يضرب البلاد اليوم. كما أجلي سكان القرى الساحلية الأكثر عرضة للعاصفة إلى ملاجئ أقيمت في مبان عامة شيّدت على مرتفعات. وأعلن الصليب الأحمر الفيليبيني أن أمواجاً ارتفاعها 3 أمتار ضربت السواحل. وأفاد رئيسه غويندولين بانغ أن «هناك أبنية منهارة ومنازل أزيلت تماماً وحوادث انزلاق للتربة». وأرسلت حكومة مانيلا أمس 15 ألف جندي إلى المناطق الأكثر تضرراً. كما أرسل الجيش طائرات من طراز «سي-130» لنقل معدات إغاثة إلى تاكلوبان. ولا تزال المناطق الأكثر تضرراً في الفيليبين مقطوعة عن العالم إذ دمرت فيها شبكتا الكهرباء والاتصالات. لكن المعلومات الأولية عنها تشير إلى أوضاع سيئة. وصرّح جون أندروز نائب المدير العام لسلطة الطيران المدني، أن مدير مطار تاكلوبان أبلغه عبر اللاسلكي بحصيلة ضحايا تبلغ مئة قتيل جثثهم ملقاة في الطرق، وحوالى مئة جريح. وأضاف نقلاً عن مدير المطار أن «مدرج المطار وبرج المراقبة ومعدات الاتصالات دمرت». كما أحصيت ثماني جثث في كنيسة المطار الذي أصيب بأضرار جسيمة. ودمرت مناطق بأكملها في تاكلوبان كبرى مدن جزيرة لييتي وتضم 220 ألف نسمة، إذ ضربها الإعصار عندما كان في أوج قوته، ما أدى إلى اقتلاع أعمدة كهرباء وأشجار وانقلاب سيارات. وبدا سكان في حالة صدمة هائمين بين الأنقاض ويتبعون صحافيين تمكنوا من الوصول إلى المكان، ليطلبوا منهم الماء. وهناك مخاوف من حدوث أسوأ من ذلك في بلدات أخرى في المنطقة تعذّر الاتصال بها، منها مدينة غيوان الساحلية (40 ألف نسمة)، التي شكلت نقطة دخول الإعصار إلى الفيليبين. وصنّف جيف ماسترز الخبير الأميركي في الأرصاد الجوية الذي يعمل في مجموعة «ويذر أندرغراوند» الخاصة «هايان في الدرجة 5 وهي الأعلى». والرقم القياسي السابق سجله الإعصار «كاميل» الذي ضرب ولاية ميسيسيبي الأمريكية في عام 1969.