دعاوى التخوين والوصف بالعمالة والإنتماء للطابور الخامس التى انتشرت فى اعقاب 30 يونيو وطالت كل من هو معارض للآخر فى الرأى أو الفكر والأيديولوجية أصبحت ك« السوس » الذى ينخر فى جسد الشعب المصرى ، وكاد أن يفتت الدولة المصرية . ولم تكن حملة تمرد التى كانت أحد أسباب اسقاط نظام الإخوان المسلمين والرئيس السابق محمد مرسى فى الثالث من يوليو الماضى ، بمنأى عن الإنشقاق والإنقسام والتخوين لأعضاءها من داخلها ، حيث لهث البعض منهم بحثاً عن اقتسام الغنائم وتقلد مناصب فى الدولة تقديراً للدور الذى قام به فى الحشد للثلاثين من يونيو ، فى حين اعترض البعض الآخر على سياسات الأعضاء الأكثر ظهوراً والذين بدأو يتحدثون ليس فقط باسم الحملة الذين هم جزء منها بل تحدثوا باسم الشعب المصرى كله . وكانت فكرة تحويل الحملة إلى حركة سياسية دون الرجوع إلى باقى الأعضاء المؤسسين ومسؤلى المحافظات ومن ثم اعلان خوض الإنتخابات البرلمانية المقبلة ، بمثابة اعلان التمرد على الحملة والإنشقاق من الداخل ، حيث أن الهدف من انشاء حملة تمرد فى البداية هو اسقاط النظام واجراء انتخابات رئاسية مبكرة ومن ثم الرجوع إلى الصف الثورى ومراقبة أداء الحكومة الإنتقالية فى تنفيذ خارطة الطريق . وفى هذا الصدد أكد محب دوس أحد مؤسسى حملة تمرد ، أن الحملة مازالت موجودة بالفعل وأن ما أعلنه ال 7 أفراد داخل الحملة من تحويلها إلى حركة سياسية دون الرجوع للجنة المركزية ومسؤلى المحافظات يعد كارثة وبالتالى فهم المنشقون عن عباءة حملة تمرد وليس نحن ، مضيفاً أن الحملة شىء عام والحركة شىء خاص لذلك فلا يعقل أن ينشق العام عن الخاص . وأعلن فى تصريح خاص ل « محيط » ، أن حملة تمرد ترفض خوض أى إنتخابات فى تلك الفترة لان ذلك ما تعاهدت عليه مع الشعب المصرى ، لافتاً إلى أن مجرد تحويل الحملة إلى حركة كان بداية الخلاف والإنشقاق بين المؤسسين . ولفت إلى إطلاق أعضاء الحملة الأساسيين ما يعرف ب « تصحيح المسار » ، من خلال جمع أعضاء الحملة بالمحافظات المختلفة والذين يثبتون على مبادئهم تحت لواء حملة تمرد من جديد واعادة النظر فى الرؤية السياسية ومصير الحملة ثم اعلان ذلك على الشعب المصرى من خلال صفحات التواصل الإجتماعى ووسائل الإعلام المختلفة ، مؤكداً أن دور الحملة فى التفرة الحالية مراقبة سير خارطة الطريق التى وضعها الشعب المصرى . وأكد محمد عبدالناصر، عضو اللجنة المركزية السابق بحركة تمرد، أن حملة تمرد منذ تأسيسها كانت حملة شعبية هدفها توحيد الصف الثورى لإسقاط نظام الإخوان المسلمين الذين خانوا الثورة وقتلوا الثوار، مشيرًا إلى أن تمرد انتهى دورها عقب الإطاحة بنظام محمد مرسي وجماعته، ولايحق لأحد من قيادات تمرد التحدث بإسم الشعب المصرى لأن الشعب عندما وقع على الإستمارات ، كان بهدف إسقاط مرسي وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، وليس لتنصيب قيادات تمرد للحديث بإسمهم. وأضاف عبدالناصر أن تمرد وقياداتها بعد 30 يونيو تخلت عن الصف الثورى، وأصبحوا ينظرون إلى المصالح الشخصية دون النظر إلى مصلحة مصر، موضحًا أن مواقف تمرد فى الوقت الحالى، مواقف مخزية، خاصة عندما نسمع أحد ممثلى تمرد فى لجنة الخمسين يطالب بمحاكمة المدنين عسكريًا، ويؤيدون عودة الدولة البوليسية والقمعية مرة أخرى بحجة مكافحة الإرهاب.