تدخل المملكة السعودية، الخميس، إلى مجلس الأمن الدولي لأول مرة في تاريخها لتواجه ملفات شائكة تتطلب منها توظيف إمكانات كبيرة لطرح الأزمات التي تعصف بالشرق الأوسط، ومحاولة إيجاد حلول لها. وتحل السعودية مكان المغرب في مجلس الأمن من خلال انتخابات تجريها الجمعية العامة للأمم المتحدة الخميس لخمسة أعضاء غير دائمين، مدة عضويتهم سنتان. وفي ظل غياب وجود منافس، بات مؤكدا أن السعودية ستخوض على مدى السنتين المقبلتين معارك دبلوماسية تهدف إلى إيجاد حلول للأزمات في منطقة الشرق الأوسط. وتوقع أستاذ العلوم السياسية رئيس الجمعية السعودية للعلوم السياسية، سرحان العتيبي، أن توظف المملكة طاقاتها الاقتصادية ومكانتها السياسية والدينية لمعالجة القضايا التي تؤرق "العالمين العربي والإسلامي"، ومنها تلك التي برزت بعد ما بات يعرف بثورات الربيع العربي، فضلا عن موقفها من إيران ودورها في المنطقة. وعلى الرغم من إدراكه أن حل "القضايا الجوهرية" يصطدم بحق الفيتو التي تملكه الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن، إلا أن العتيبي يعتبر في حديثه ل"سكاي نيوز عربية" أن علاقات المملكة مع الدول الكبرى ستلعب دورا في محاولة إيجاد حلول لأزمات الشرق الأوسط القديمة والمزمنة. ويشير أستاذ العلوم السياسية إلى أن من شأن تولي مدير الاستخبارات السعودية، الأمير بندر بن سلطان، بعض الملفات الشائكة أن يعزز الدور السعودي داخل مجلس الأمن، خاصة أن لديه اتصالات قديمة وجيدة مع موسكو وطهران. ويؤكد العتيبي أن المدخل إلى حل الملف السوري الشائك وفقا لرؤية السعودية يتمثل بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة تحت إشراف ومراقبة دولية لاختيار خلف للرئيس السوري بشار الأسد، أي تغيير "رأس النظام". أما عن القضية الفلسطينية، فيقول إنه غير متفائل بحل قريب لهذا الملف "الراكد"، مضيفا أن الأزمة السورية والنووي الإيراني والأحداث التي تشهدها مصر، تعيق حدوث الاختراق المطلوب خارج أو داخل مجلس الأمن. يشار إلى أنه من المتوقع أن تترأس السعودية مجلس الأمن لشهر يوليو 2014 وفقا للنظام الداخلي الذي ينص على تولي رئاسة المجلس كل من أعضائه بالتناوب لمدة شهر واحد، تبعا للترتيب الأبجدي لأسماء الدول الأعضاء باللغة الإنجليزية.