شددت السلطات المصرية أمس من إجراءات تأمين المجرى الملاحي الدولي في قناة السويس، بعد معلومات عن اعتزام جهاديين استهداف القناة التي تمر منها مئات الناقلات النفطية والعسكرية بين البحرين الأحمر والمتوسط، وذلك قبل ساعات من بدء إجازة عيد الأضحى التي تستمر حتى نهاية هذا الأسبوع، مع توقعات بتصعيد من جانب تحالف يضم تيارات إسلامية متشددة تقوده جماعة الإخوان التي أجبرها ملايين المصريين على ترك السلطة منذ ثلاثة أشهر. وقالت مصادر أمنية لصحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية ، إن "الجيش والشرطة نشرا قوات على طول مجرى القناة البالغ نحو 160 كيلومترا، والاستعانة بمروحيات وطائرات عسكرية، وتشديد إجراءات التفتيش على الطرق القريبة من مجرى القناة"، مشيرة إلى أن إجراءات احترازية مشددة بدأت منذ الليلة قبل الماضية، بالتزامن مع دعوة زعيم تنظيم القاعدة، المصري الأصل، أيمن الظواهري، للإسلاميين الهجوم على الجيش في مصر. ومن جانبها قالت المصادر الأمنية أمس، إن "القوات المسلحة واصلت علمياتها لاقتلاع جذور الإرهاب من سيناء، وهي شبه الجزيرة الصحراوية شاسعة المساحة المطلة على قناة السويس"، مشيرة إلى أن قوات الجيش الثالث الميداني كثفت وجودها أمام جميع المنشآت الحيوية على المجرى الملاحي بما في ذلك منطقة "العين السخنة" السياحية ونفق الشهيد أحمد حمدي الذي يمر من تحت القناة، والطرق الواصلة بين مدن القناة (السويس - الإسماعيلية - بورسعيد)، وكل من القاهرة وشبه جزيرة سيناء. كما شهد المجرى الملاحي خاصة في نطاق محافظة السويس طلعات جوية بالطائرات الحربية، لمراقبة واستطلاع الدروب الجبلية والمناطق الصحراوية على جانبي القناة. وأضافت المصادر الأمنية أن عمليات مطاردة الإرهابيين والمتشددين المسلحين في سيناء، أدت لفرار "عناصر خطرة" إلى كل من قطاع غزة ومدن القناة ومحافظة الشرقية القريبة، وأن القوات المسلحة وقوات الشرطة، تعمل على مدار الساعة للقبض على المسلحين الهاربين من سيناء في اتجاه قناة السويس، قبل أن يتمكنوا من تنفيذ أي عمليات يمكن أن تسئ لسمعة القناة التي تعتمد عليها مصر كأحد مصادر الدخل القومي من رسوم عبور السفن. وتشمل أعمال تأمين المجرى الملاحي، على غير العادة، نصب الأسلاك الشائكة والحواجز الأمنية ونقاط التفتيش، بالإضافة إلى تأمين أسطح المباني والجسور المطلة على القناة في كل من السويسوالإسماعيلية وبورسعيد وبورتوفيق، وغيرها. وأضافت المصادر أن الأعمال المشددة للتأمين والمراقبة على جانبي المجرى الملاحي ستستمر طيلة إجازة عيد الأضحى.