الأفكار الجريئة لاقت ترحيبا من القراء سنواجه ظاهرة مغالات الموزعين بأسعار الكتاب المصري سعيد : اللغة العربية لحياتنا اليومية وليست للتراث "قميص جامعة الدول" ، "أورارا" ، "ملك وامرأة وإله" ، "بريود"، "آيات علمانية" و"شفرة فرويد" عناوين لكتب أثارت الجدل مؤخرا ، وربما كان هذا ضمن أهداف دار "الربيع العربي" كما يحدثنا صاحبها الأديب أحمد سعيد خلال حفل افتتاح الدار والمكتبة بوسط العاصمة المصرية. يقول سعيد : هدفنا تنوير العقول وليس خداعها، ويجب علينا خلخلة بعض المفاهيم الثابتة عند الناس. ونؤمن كذلك بأنه لم تعد فكرة حجب الكتب عن القاريء المصري ممكنة، فأنا على قناعة تامة بأن المجتمع نضج ويجب أن يحدد كل منا مدى اتفاقه مع الفكرة واختلافه معها بعد قراءة العمل وليس قبلها. يعرف صاحب المكتبة نفسه بأنه كاتب قصصي وشاعر ، يحضر للماجستير بعلوم اللغة وكان محررا بعدد من دور النشر المصرية بالإضافة لعمله كمدير تحرير بدار "مدبولي الصغير" ، وقد تمكن من تدشين جبهة على الإنترنت لتصحيح لغة النصوص المقدمة للقراء ، وهو ما يؤثر إيجابا في درجة التذوق والوعي، إضافة لتصحيح صورة اللغوي باعتباره شخصا يمكن أن يكون عصريا وليس غارقا في الماضي منكبا على التراث، لأن اللغة بالأساس وسيلة لتواصلنا وإنتاجنا وإبداعنا المعاصر. أما الدار فكما يحدثنا صاحبها، برزت فكرتها نهاية 2010 كدار تحمل اسم "العربي" وتهتم بفنون اللغة العربية، ولكن انطلاق ثورات الربيع العربي، وما شاهده الكاتب أحمد سعيد من أفكار الشباب بالصالون الذي أقامه باسم "وسط البلد" دفعه لتطوير فكرة الدار لتشمل نواحي فكرية وأدبية معبرة عن جيل كامل من الشباب لم يأخذ فرصته ولا قدمته وسائل الإعلام التقليدية . تخطي الثوابت المكتبة عامرة بصنوف الكتب الحديثة من أغلب دور النشر المصرية، ومعظمها يدور في حقول الأدب والفكر، والذي يتماشى مع رؤية الدار بالأساس . وحين سألنا أحمد سعيد عن صدمة بعض عناوين الكتب لشريحة واسعة من القراء، أجاب : لقد صدرت طبعات ثانية من عدد من الكتب الصادرة حديثا، ومنها "ملك وامرأة" لنوال السعداوي، و"آيات علمانية" للدكتور عماد ذكري و"بريود" ، وقد حققت رواية رامي جان الجديدة "شفرة فرويد" نجاحا ملحوظا رغم بعض الانتقادات للكاتب الذي يتزعم حركة "مسيحيون ضد الانقلاب" . لكن "سعيد" يؤكد أنه لا يتدخل في أفكار الكاتب ويقبل بنشر كتب يختلف معها جزئيا، وهو أمر طبيعي، لكن بشرط أن تكون في إطار أهداف الدار الفكرية، والدليل على ذلك أنه تصدى لنشر رواية رامي جان رغم أنه يصف 30 يونيو بالانقلاب، ونشر أيضا لقيادي إخواني ليبي وهو فضل ساسي روايته "أورارا" ، وهناك كتب لا علاقة لها بالتابو مثل "آخر أحلام الدانتيل" لمعتز هاني والذي يوازي بعمقه وجمال لغته كتابات أحلام مستغانمي ، وأخيرا فقد تحمس الناشر للغاية لنشر ديوان الشاعر الكبير أحمد بخيت "القاهرة" وهو ديوان محافظ نسبيا وليس فيه كسر للتابوهات بقوة. الترويج تتميز الدار كما يؤكد سعيد بأنها أقل ربحية من نظيراتها في مصر، فقد عانى منذ ممارسته لمهنة النشر من المكتبات التي تحصل على نصف سعر الكتاب وترفع ثمنه لتبيعه بأضعاف ثمنه الأصلي، ومن هنا فقد شملت رسالة الدار التشجيع على القراءة عبر تخفيضات حقيقية بأسعار الكتب. وبسؤاله عن وسائل ترويج تلك الكتب، قال سعيد أن من بينها المشاركة بالمعارض الكبرى كمعرض القاهرة الدولي للكتاب، وحفلات التوقيع والتخفيضات، وتوصيل الكتب للمنازل، لكن الأهم هو خلق أماكن جديدة لم يكن الكتاب المصري يصل لها بربوع مصر . أخيرا أعلن سعيد عن استعداد الدار لنشر رواية الدكتور بهاء عبدالمجيد "النوم مع الغرباء" وكتاب "ثورة على النحو" وفيه يفتح سلسلة إعادة النظر فيما قدم للغة العربية من أفكار وتوجهات .