وهبة : السوق بحاجة إلى اللحوم المستوردة بجانب البلدي لسد الفجوة بين الإنتاج والاستهلاك شرف : ارتفاع أسعار اللحوم خلال الأيام الحالية بسبب ارتفاع سعر النقل عبد الباسط : بيع اللحوم بالشوادر ينشر المرض ويضر بالمستهلك أصبح ارتفاع الأسعار شبحا أمام المستهلكين يطارد جميع السلع ولم تستطع أي سلعة الإفلات من براثنه ، ولم يقتصر ذلك على أوقات المناسبات والأعياد حسبما كان متعارف عليه من قبل " أن أي مناسبة يتزامن معها ارتفاع سعر السلعة التي تعد بطلة هذا الموسم أو العيد "...ولأننا على أعقاب موسم عيد الأضحى الذي يعد من أهم المناسبات الدينية لدى المسلمين ، علاوة على كونه من أكثر المناسبات تكلفة وذلك بسبب أن بطل هذا الحدث هو " اللحوم " والتي تتفاوت أسعارها ما بين اللحم الضأن والكندوز والبتلو ، والجملي ، كما أنه يوجد اللحوم المستوردة . ولأن اللحم كسلعة يمثل عبئا على كاهل الأسرة المصرية قامت " محيط " برصد استعدادات الأسواق لاستقبال عيد الأضحى للإجابة على تساؤلاتهم حول الأسعار والكميات المتاحة بالأسواق وغيرها من الأسئلة التي تدور بأذهانهم .سد العجزيقول محمد وهبة ، رئيس شعبة القصابين بالغرفة التجارية بالقاهرة ، أن الحكومة لا بد أن تتخذ إجراءات عاجلة لاستيراد اللحوم سواء الحية أو المجمدة استعدادا لاستقبال عيد الأضحى المبارك حتى لا ترتفع الأسعار أكثر من ذلك ، متوقعا أن تشهد الفترة المقبلة ارتفاعا في أسعار اللحوم خاصة في حالة عدم وجود كميات لحوم مستوردة لسد العجز من احتياجات الأسواق وكذلك سد الفجوة بين الاستهلاك والإنتاج . ويشير وهبة إلى أنه يتم الاعتماد في استيراد اللحوم على العديد من الدول ومنها ؛ أثيوبيا ، السودان ، استراليا ، الأرجنتين ، أوكرانيا وغيرهم ، مضيفا أن السوق بحاجة إلى اللحوم المستوردة جنبا إلى جنب البلدي ، لأنه إذا تم العزوف عنها سيؤثر ذلك بالتأكيد على أسعار اللحوم البلدية في السوق وستزيد بشكل ملحوظ ، هذا إلى جانب ما سيحدث من عجز في الاستهلاك ، حيث أن السبب الذي دفع بمصر إلى الاستيراد هو أن اللحوم البلدية لا تكفي الاستهلاك ، فالإنتاج يتراوح ما بين 40% و45% . ويحذر وهبة من إهمال قطاع الثروة الحيوانية الذي يحدث حالياً خاصة أن الشعبة دائماً تطالب بالاهتمام به وتنميته ولكن دون جدوى مشيراً إلى أن الأيام الحالية تشهد ارتفاعا طفيفاً في الأسعار ولكن من المتوقع زيادة أخرى مع قدوم عيد الأضحى خاصة مع زيادة الطلب إذا ما قامت الحكومة باستيراد كميات لسد احتياجات الأسواق في المرحلة المقبلة.ويطالب وهبة بضرورة إنشاء مجلس أعلى للثروة الحيوانية والداجنة والسمكية منفصل عن وزارة الزراعة يكون له كافة الصلاحيات الخاصة بالاستيراد والتصدير وتنمية الثروة الحيوانية واتخاذ كافة القرارات التي تراقب الإنتاج الحيواني بالأسواق . شوادر اللحوم ومن جانبه يتحدث هيثم عبد الباسط ، نائب رئيس شعبة القصابين بالغرفة التجارية بالقاهرة ، عن ظاهرة الشوادر الخاصة ببيع اللحوم والتي تنتشر بالشوارع بالقرب من عيد الأضحى قائلا أن هذه الشوادر تنشر المرض لان الماء الذي تستخدمه ملوث وغير صحي ، موضحا أن اللحم المباع داخل تلك الشوادر جملي ولكن أحيانا يتم خلطه باللحم المستورد دون أن يشعر المستهلك ، ويتراوح سعر الكيلو الجملي في الشادر من 35 إلى 40 جنيها ، أما في المحل فيتراوح ما بين 45 و 50 جنيها على سبيل المثال ، مفسرا الفارق السعري بين كيلو اللحم في الشادر ومثيله في المحل إلى أن المحل يدفع إيجار وضرائب وتأمينات ورسوم . وأضاف أنه مع دخول موسم الصيف قد شهد قطاع اللحوم ارتفاعا سعريا ، وهو ما وصفه ب "الطبيعي" لأن ذلك يحدث سنويا مع قدوم الصيف ، حيث طالت هذه الزيادة اللحوم المجمدة التي يتم استيرادها من البرازيل وأمريكا وغيرهما ، حيث ارتفعت الأسعار بنسبة تصل إلى 30% بسبب سعر الدولار في ذلك الوقت ، وكذلك سعر البتلو بنسبة 25% بسبب قلة المعروض منه . ارتفاع الأسعار في حين يقول محمد شرف ، عضو شعبة القصابين بالغرفة التجارية بالقاهرة ، أن أسعار اللحوم ارتفعت خلال الأيام الحالية إلى 47,5 جنيه للكيلو في الجملة بسبب زيادة أسعار النقل وصعوبتها خاصة بعد الأحداث الأخيرة التي يشهدها الشارع المصري ، مؤكدا أن هذه الزيادة جعلت سعر كيلو اللحوم يباع بمبلغ يزيد عن 70 جنيه للمستهلك بعد النقص الواضح في اللحوم نتيجة تخوف سيارات النقل من عدم تأمين الطرق بعد الأحداث التي تشهدها البلاد في الفترة الأخيرة مما أدى إلى صعوبة بالغة في نقل اللحوم بصورة عادية كما كان يحدث في الأيام السابقة وهذا أدى إلى زيادة أسعار النقل وبالتالي بالتبعية ينعكس هذا على أسعار اللحوم و هذا ما حدث بالفعل حاليا . ويحذر شرف من زيادات جديدة في أسعار اللحوم ، مطالبا الحكومة بسرعة إتمام عمليات استيراد اللحوم سواء الحية أو المجمدة لعمل توازن في السوق حتى لا ترتفع الأسعار خلال الأيام المقبلة خاصة مع قرب عيد الأضحى المبارك وقال أنه دائما ما يؤكد على هذا الأمر من أجل استقرار أسواق اللحوم ، محذرا من التهاون في هذا حتى ترتفع الأسعار بشكل لا يرضي المستهلك خاصة في ظل الظروف الصعبة التي تعاني منها البلاد حاليا . ويستكمل قائلا :" أن ما يجعل الشعبة تؤكد علي مطالبتها للحكومة بضرورة وجود إجراءات سريعة لاستيراد اللحوم ما تعرضت له الأسعار خلال الأسبوعيين الماضيين من ارتفاعات متتالية في الجملة فبعد أن كان يباع الكيلو جملة بسعر 43,5 وصل حالياً إلى 47,5 جنيه وهذا مؤشر خطر على الأسعار بشكل عام خاصة مع الحالة الاقتصادية المتدنية التي يعيشها المواطن المصري حاليا ليس المستهلك فقط بل والتاجر أيضا لأنه في النهاية مستهلك " . استعدادات الزراعة وفي إطار استعداداتها لاستقبال عيد الأضحى أعلنت وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي مؤخرا أنها ستقوم بطرح نحو 50 ألف رأس من عجول وخراف الأضاحي التي تم تسمينها بقطاع الإنتاج بالوزارة و الجمعية العامة للإصلاح الزراعي خلال الفترة الحالية ،حيث أصدر الدكتور أيمن أبو حديد وزير الزراعة قرارا بعدم استثناء أية كميات بهدف زيادة المعروض من هذه المنتجات بالأسواق والسيطرة علي أسعارها ، مشيرا إلى أن أعداد عجول الأضاحي المحلية والمستوردة من الأبقار، وكميات اللحوم المجمدة بأنواعها، ستكون كافية خلال فترة عيد الأضحى، في حين أن الأضاحي من الأغنام من المتوقع أن تكون أعدادها غير كافية في تلك الفترة . وأشار أبو حديد إلى أن هناك عرضا كانت قدمته دولة جورجيا بتوفير 4500 من رؤوس الأغنام بمتوسط وزن 40-45 كيلو لا يزيد سعر الكيلو عن 24-25 جنيه، سيتم تسويقهم بشكل جيد، على أن يتم الاستيراد عن طريق الهيئة الزراعية بحيث لا تزيد نسبتها عن 2، لافتا إلى أن فترة الحجر البيطري في دولة المنشأ لا تتجاوز 21 يوما شاملة فترة الإبحار والشحن إلى مصر . من جانب آخر، بحث مجلس إدارة الجمعية العامة للإصلاح طرح كامل إنتاج مشروعات الجمعية من حيوانات الأضاحي البقري والجاموسى والخراف البلدية إلي جانب البيض و الدواجن المدبوحة المجهزة وذلك اعتبارا من الأسبوع القادم وحتى عيد الأضحى المبارك . وقد صرح مجدي الشراكى ، رئيس الجمعية ، أنه تقرر طرح عدد 13 ألف رأس عجول بقري بسعر يتراوح بين 26 و27 جنيها للكيلو جرام القائم و 15 ألفا من الرؤوس الجاموسى بسعر 25 جنيها للكيلو جرام القائم وجميعها عجول تسمين باوزان تتراوح بين 350 و 500 كيلو جرام للرأس الواحدة و عمر أقل من عامين إلي جانب 18 ألف رأس خراف بلدية وزن ما بين 50 و 60 كيلو جراما وتم تغذيتها بعلائق غذائية تضمن تحوي الأعلاف الي لحوم و ليس دهوناً و لن يتجاوز سعرها 30 جنيها للكيلو جرام القائم . وأضاف أنه قد تم طرح نحو 95 مليون بيضة في الأسواق من إنتاج مشروعات الإصلاح إلي جانب 6 ملايين دجاجة مذبوحة طازجة ومغلفة بأوزان مختلفة وبأسعار تتناسب مع جميع المواطنين إلى جانب كميات كبيرة طيور البط البلدي والمسكوفى .جدير بالذكر أنه قد ارتفع حجم الاستهلاك السنوي للسوق المصرية من اللحوم إلى مليون طن سنوياً، يتم استيراد أكثر من 250 ألف طن لحوم مجمدة، مقابل 50 ألف طن سابقاً و 12 ألف طن من اللحوم المبردة . استيراد اللحوم ومن ناحية أخرى فقد كشفت الغرفة التجارية بالجيزة في تقريرها الاقتصادي الصادر عن شهر يوليو أن الحكومة أعلنت عن التعاقد على استيراد كميات كبيرة من اللحوم الحية والتي تذبح بالعين السخنة وكذلك اللحوم المجمدة لسد الفجوة الاستهلاكية سواء من السودان وأثيوبيا أو من الأرجنتين والبرازيل والهند واستراليا للحفاظ على مستويات الأسعار داخل الأسواق المحلية عند حدود قدرة المستهلك المصري. وأشار التقرير إلى أنه كان من المفترض أن تصل كميات كبيرة من اللحوم السودانية عن طريق المنافذ البرية بعد افتتاح الطريق البرى الأول بين مصر والسودان في جنوبأسوان وتجهيز المنفذ بالمجازر التي تستقبل اللحوم الحية وتذبح داخله قبل دخولها البلاد لتفادى الأمراض المعدية التي تنقل عن طريق المواشي الحية ثم تدخل اللحوم المذبوحة البلاد مبرده مما يساهم بشكل كبير في خفض أسعار اللحوم بالأسواق ولكن على ارض الواقع لم يشعر احد بهذا التغيير ومازالت الأسعار عند مستويات عالية وفى غير متناول الغالبية العظمى من الشعب المصري .وعلي الجانب الآخر استمرت المجمعات الاستهلاكية في عرض للحوم بأسعار مخفضة استقرت عند 38 جنية للكيلو