قال الكاتب الصحفي محمود عبده وهو أحد الباحثين في ملف الصراع العربي الإسرائيلي، أن أسامة الباز الدبلوماسي المصري الراحل أمس كان أحد الرجال الذين تولوا تعليم الفريق حسني مبارك العمل السياسي حين اختاره السادات نائبا وقد اكتسب الباز اهميته في عهد السادات من دوره في مفاوضات الصلح مع الدولة الصهيونية. وهناك قصة رواها وزير خارجية السادات اسماعيل فهمي في مذكراته وكان قد استقال اعتراضا على زيارة السادات للقدس فحين علم فهمي بنية السادات اخبر مدير مكتبه – أسامة الباز - فشاركه مدير مكتبه الغضب وشجعه على الاستقالة وبالفعل استقال فهمي بينما بقي مدير مكتبه في عمله بل رقاه السادات وصار مشاركا اساسيا في المفاوضات! كما ان الباز كان احد من قالوا انهم كتبوا خطاب السادات الذي القاه في الكنيست الاسرائيلي وحين تحدث السفير الاسرائيلي الخامس في مصر ديفيد سلطان في مذكراته فانه اورد اسامة الباز كاحد الشخصيات الرئيسية في صنع العلاقات مع اسرائيل ومدحه واثنى على جهوده، وبالتالي كان اسامة الباز احد صناع القرار المصري تجاه اسرائيل واحد اكبر اصدقائها . يضيف الكاتب في تصريحاته لمحيط : يكفي أن مبارك أوكل للباز أن يدرب ابنه على السياسة تمهيدا للتوريث وحين قاطعناه : لكن الباز لعب دورا هاما باتفاقية كامب ديفيد، حتى تتغير بعض ملامحها لصالح مصر، ألا يغفر له ذلك ؟ أجاب الكاتب : اتفاقية كامب ديفيد في جوهرها ومجملها لصالح امريكا واسرائيل؛ فهي اولا جعلت مصر تعترف باسرائيل وتخرج من الصراع معها فتصمت عن غزو بيروت عام 1982 وضرب المفاعل النووي العراقي عام 1981وتقيم تطبيعا معها وتشجع باقي الدول العربية على ذلك مقابل سيناء منزوعة السلاح ومعونة تافهة سنويا وتثبيت حكم الرئيس الذي ترضى عنه امريكا . كما أدت اتفاقية كامب ديفيد لأضرار بمصر أكبر من أن تحصى، ويكفي تدمير الزراعة المصرية ونشر الاوبئة وتدمير صناعة السلاح المصرية وتصدير البترول والغاز لاسرائيل والبترول يصدر منه اجباريا 2 مليون طن سنويا من عام 1978 فاي نقاط تحسب لمصر؟ كانت اتفاقية كامب ديفيد انتصارا استراتيجيا وفعليا لاسرائيل مهما تكلمنا عن تفاصيل يكفي تحديد عدد قوات الجيش المصري بما يساوي عدد قوات الجيش الاسرائيلي رغم ان عدد المصريين 15 ضعف الاسرائيليين المحتلين