جنود مجهولون، لم يحملوا سلاحا على الحدود، بل خاضوا معارك قانونية وسياسية بعيدة عن الرصاص، لكن وقعها لا يقل عن وقع الرصاص على العدو. أسامة الباز ولد عام 1931 وتخرج فى كلية الحقوق جامعة القاهرة عام 1952، عمل بوزارة الخارجية وترقى فى المناصب إلى أن وصل إلى درجة وكيل أول الوزارة، ثم التقطه إسماعيل فهمى وزير الخارجية فى زمن الرئيس أنور السادات وعينه مديرا لمكتبه.
تعرف عليه أنور السادات، واكتشف قدراته القانونية ومتابعته الأكاديمية للقضية الفلسطينية، مما جعل السادات يكلفه بكتابة عدد من التقارير والخطابات وكان أهمها الخطاب التاريخى الذى ألقاه أنور السادات يوم 20 نوفمبر 1977 فى الكنيست الإسرائيلى، وقد روى الدكتور بطرس غالى الذى كان وزير دولة للشئون الخارجية وقتها أن مبارك وكان نائبا للرئيس اتصل به، وطلب إعداد الخطاب الذى سيلقيه السادات وقال غالى إنه سهر الليالى فى جمع الكتب والدراسات التى استخرج منها الدفوع والحجج، وكتب خطابا، ثم جلس يستمع إليه فى الكنيست عندما كان مرافقا للرئيس السادات فى رحلته، إلا أنه كما ذكر وجد أن السادات لم يستخدم شيئا من خطابه الذى سهر عليه، وإنما ألقى خطابا جديدا تماما.
وباعترافه قال غالى إن الخطاب الذى ألقاه السادات كان أكثر فهما للمناسبة، وأفضل من لغة الخطاب الجافة التى استخدمها، وشارك الباز فى كتابة الخطاب الذى ألقاه السادات من الناحية القانونية «الجزء القانونى»، بينما تولى موسى صبرى الصحفى الكبير كتابة الجزء الإنسانى من الخطاب، ولم ينته دور أسامة الباز عند كتابة الخطابات بل شارك فى وفد كامب ديفيد وكان الأكثر قربا للرئيس السادات فى كل الجلسات والمفاوضات.
بطرس غالى ولد يوم 14 نوفمبر 1922. كان الأمين العام السادس للأمم المتحدة للأعوام 1992 1996م، وكان وزير الدولة للشئون الخارجية، ولعب دورا كبيرا فى إقناع الولاياتالمتحدة بجدية الرئيس السادات فى صنع السلام مع اسرئيل وشاركه سفير مصر فى الولاياتالمتحدة حينها عبدالرءوف الريدى، وشارك فى وفد كامب ديفيد وقبلها قام بالعديد من الزيارات التنسيقية لإقناع جميع الأطراف.
مصطفى خليل حصل على بكالوريوس الهندسة من جامعة فؤاد الأول (القاهرة حاليا)، ثم أوفد إلى أمريكا فى بعثة علمية حيث حصل على درجة الدكتوراه فى الهندسة من جامعة إلينوى الأمريكية عام 1951.
عاد إلى القاهرة ليُدرس الهندسة بجامعتها فى الفترة بين عامى 1951 1956، وخلالها عُين وزيرا للنقل والمواصلات والاتصالات لأول مرة فى عهد الرئيس المصرى الراحل جمال عبدالناصر. بعد ذلك تعددت المناصب الوزارية التى تقلدها.
استطاع خليل أن يحوز ثقة السادات، وأن يصبح من مستشاريه المقربين، الأمر الذى دفع السادات إلى تكليفه بمهمة تغيير النظام السياسى الذى كان سائدا فى مصر منذ قيام ثورة يوليو 1952.
فى عام 1977، رافق خليل الرئيس السادات فى رحلته الشهيرة إلى القدس بصفته مستشارا للسادات، وتعرف خليل أثناء دراسته على عيزرا وايزمان رئيس إسرائيل الأسبق، وتوطدت صداقة بينهما. وربما لذلك السبب استعان به للعب دور فى مفاوضات اتفاقية كامب ديفيد، وكافأه السادات بتكليفه برئاسة الحكومة فى الفترة من أكتوبر عام 1978 وحتى مايو عام 1980.
وظل مصطفى خليل محامى كامب ديفيد يدافع عنها باستماتة حتى وفاته، ويصفها بأنها لم تكن نقطة ضعف فى سياسة السادات، بل كانت نقطة قوة وصواب لم يلتفت إليه الكثيرون.