فارقنا، فجر اليوم السبت، المستشار السياسي للرئيس الأسبق مبارك الدكتور أسامة الباز، الرجل الذي دار حوله اللغط في الشارع المصري مابين رجل «الحرس القديم» وبين رجل «الإصلاح والتغيير». يقول عنه البعض أنه «خزانة أسرار الرئيس» و«عميد الدبلوماسية المصرية» فهو القريب من دوائر صنع القرار على مدار ثلاث عقود مضت، إلا أنه اختار الابتعاد عن ذلك رفضًا لمشروع التوريث الذي أراد أنم يجهز له الرئيس الأسبق قبل خروجه. ورفض رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية الدكتور وحيد عبد المجيد في تصريحات خاصة ل "محيط"، إصدار أحكام على أسامة الباز وعمّا إذا كان منتميا للنظام السابق أو رجل ثوري يطالب بالإصلاح والتغيير، قائلا: "لسنا في مجال إصدار أحكام على أحد". وتابع "عبد المجيد" أنه يتمنى أن يكون قد ترك عددًا من الوثائق التي تجاوب عن أسئلة لطالما كانت مفتوحة بشأن معاهدات السلام بين مصر و إسرائيل فضلا عن قضية الصراع العربي الإسرائيلي. وأكد "عبد المجيد" أنه لا يعلم أسباب خروجه من العمل بمؤسسة الرئاسة، أكد أن الأسباب في علم الله، وليس من الضروري البحث في أمور قد انتهت و عفى عليها الزمن وكانت زوجة الفقيد الإعلامية أميمة تمام قد كشفت أن مبارك قرر خروج الباز من مؤسسة الرئاسة في عام 2005، بناء على نصائح من حوله فى تلك الفترة، الذين أوهموا مبارك أن الدكتور أسامة سيكون العقبة الحقيقية فى ملف التوريث، وأن خروجه سيسهل عليهم تمرير سيناريو وصول جمال للحكم. ولفتت زوجته إلى أن الباز كثيرًا ما حذّر من التوريث وأنه من الممكن أن يؤدى إلى عواقب جسيمة لا تستطيع الحكومة ولا مؤسسة الرئاسة تفاديها، وبعد هذا الحوار والإجابة الصريحة من الباز، حيث قرر مبارك وقتها التخلي عنه كمستشار سياسى ل "يخلو الملعب كله لجمال وشلته". ونعت الرئاسة الدكتور أسامة الباز، وقال عنه المستشار الإعلامي لرئاسة الجمهورية، إنه عمل بإخلاص لأجل بلاده وقدم نموذجا رفيعا فى الكفاءة والوطنية . كما نعاه الكاتب الصحفي مصطفى بكري، ووصفه بفارس الدبلوماسية المصرية ووضع على موقع التواصل الإجتماعي "تويتر" عدة مقاطع للفيديو توضح "الباز" ومشاركته في مظاهرات التحرير في يوم الثامن من فبراير عام 2011، أي قبل تنحي الرئيس الأسبق مبارك وهو ما يدل على مواقفه الوطنية.