أصبح بإمكان كل الدول تقريباً الحصول على الأسلحة الكيماوية والبيولوجية، نظراً لسهولة تحضير بعضها بمصاريف زهيدة وسرعة فائقة أومعامل بسيطة،في الوقت الذي يصعب السيطرة على هذه الأسلحة ومراقبتها. وأوضح الدكتور مجدي بدران عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة وزميل معهد الطفولة بجامعة عين شمس، خلال الندوة التي ألقاها اليوم في مركز توثيق وبحوث أدب الأطفال، أن الخطورة في أسلحة الحرب البيولوجية والحرب الكيماوية هى تأثيرها السام على الجهاز التنفسي الذي يعجل بالوفاة بدون سماع أصوات السلاح أو رؤيته. وأكد بدران أن الأسلحة الكيماوية تكون في صورة سوائل أو غازات تنتشر في الهواء يكون إنتاجها أقل تكلفة من الأسلحة التقليدية، ولكنها تعتبر بمثابة القنابل الذرية للدول الفقيرة، حيث انها تدخل جسد الإنسان عن طريق الأنف، الفم، الجلد عن طرق الإمتصاص أو الجروح أو الحقن. وقد تم استخدمها في الحرب العالمية الأولى بواسطة كافة الأطراف المشاركة فيها، من أجل التأثير على جنود الأعداء وشل حركتهم أو قتلهم. أما غاز "السارين" يعتبر من أكثر عوامل الإعصاب سمية وأكثرها سرعة، فطريقة طريقة عملها تشبه عمل المبيدات الحشرية، فهو سائل شفاف عديم اللون والطعم والرائحة قابل للإشتعال، حيث تم تطوير "السارين" في ألمانيا كمبيد للآفات، كما تم إستخدامه في الحرب العراقية الإيرانية. وتصل أعراض "السارين" إلى 25 عرضاً، مثل سيلان رشح الأنف، الدموع، سيلان اللعاب، ضيق البؤبؤ ( العين)، عدم وضوح الرؤية، التعرق المفرط، السعال، ضيق النفس, ضيق الشعب الهوائية، تراكم البلغم في الرئتين، التنفس السريع، الإسهال، زيادة التبول، الإرتباك، النعاس، الضعف، الصداع، الغثيان والقيء، ألم في البطن، إضطراب معدل ضربات القلب بالزيادة وأو النقصان، انخفاض أو ارتفاع ضغط الدم، فقدان الوعي، التشنجات، الشلل، فشل الجهاز التنفسي مما قد يؤدي إلى الموت. أما الحرب البيولوجية فهي الاستخدام المتعمد للميكروبات وسمومها لنشرالأوبئة بين البشر والحيوانات والنباتات عن طريق الميكروبات أو سموم الميكروبات، كالكوليرا، الطاعون، الجمرة الخبيثة، الجدري، البوتيولايانام، الإى كولاى، التيفويد، الحشرات، كالقمل، البراغيث. وقد عرف الإنسان الحرب البيولوجية والكيماوية منذ القرن السادس قبل الميلاد عندما كان الآشوريون يسممون آبار مياه أعدائهم بفطريات صدأ القمح السامة. وكان نابليون 1769 – 1821 في كل حروبه يلقي الحيوانات النافقة من الطاعون في مياه الشرب ليقضي على أعدائه، بينما كانت ألمانيا تلقي قنابل محملة بالطاعون فوق لندن. وكانت اليابان في حربها ضد الصين منذ عام 1931 تلقي البراغيث الحاملة للطاعون والكوليرا من طائرات لنشر الأوبئة, فحصدت الآلاف من الجنود والمدنيين. وبين 1937 - 1945م بدأت اليابان برامجها للحرب البيولوجية في عام 1937 وانتهت في عام 1945 وبنهاية الحرب العالمية الثانية، أصدرت الولاياتالمتحدةالأمريكية عفواً عاماً للعلماء اليابانيين الذين شاركوا في هذه البحوث، مقابل كشف هؤلاء العلماء عن تفاصيل البرامج البيولوجية. وكان التتار يلقون بالفئران الميتة من الطاعون أو يرمون بالمنجنيقات الجثث المتعفنة المصابة بالطاعون بدلاً من الصخور والحجارة, فوق أسوار المدن التي كانت يحاصرونها لإشاعة وباء الطاعون فيها ليستسلم أهلها الطاعون قتل 75 مليوناً سنه 1340 م , منهم 30 مليون فى أوربا وحدها. وسمم الصهاينة أبار المياه للفلسطينيين بميكروبات التيفويد خلال إعدادهم لقيام دولة إسرائيل، كما استعانت الولاياتالمتحدةالأمريكية بالخبرة اليابانية في الحرب البيولوجية فى حرب فيتنام ( 13 سبتمبر 1956 -17 يونيو 1975). الإرهاب البيولوجي بالجمرة الخبيثة الجمرة الخبيثة.. مرض قاتل يصيب الحيوانات أساساً نتيجة العدوى ببكتيريا الجمرة الخبيثة، ويعتبر من الأمراض المهنية التي تصيب عمال صناعة الجلود و مربى الماشية والأغنام والبيطريين الذين يتداولون الحيوانات المصابة بالمرض. ويسبب المرض قرح جلدية سوداء شبيهة الفحم تظهر على جلد المصابين، كما تستطيع البقاءعلى قيد الحياة في ظروف بيئية قاسية للغاية لفترات طويلة حتى قرون من الزمن. وعن طرق العدوى، الإستنشاق، البلع، لمس جروح الجلد، وإذا لم تعالج تصبح معدل وفياتها 95%. وقد استخدمت جراثيم الجمرة الخبيثة المركزة في 18 سبتمبر سنة 2001 بإرسال رسائل بريدية تحتوي على جراثيم الجمرة الخبيثة المركزة إلى المكاتب البريدية لبعض الوسائل الإعلامية في عناوين أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي, فقتلت 5 أشخاص وأصابت 17شخص. سم البوتيولاينام (الفسيخ) يعتبر من أقوى سموم الحرب البيولوجية، ففي عام 1942، بدأت الأبحاث إمكانية إستخدام هذا السم, وتم بحلول 1944 تخزين كميات كبيرة منه لإستخدامها ضد الألمان في الحرب العالمية الثانية. وقد تسربت أنباء للمخابرات الأمريكية خلال الحرب العالمية الثانية بأن الألمان سيستخدمون هذا السم ضد الأمريكان إذا غزوا ألمانيا, وتم تجهيز مليون جرعة مصل مضاد لحماية الأمريكان. وفي نفس العام تم إغتيال الجنرال الألماني في براغ بواسطة هذا السم، وأعلن الأمريكان تدمير الرصيد الأمريكي سنة 1971 من هذا السم. وفي التسعينات تم إجهاض 3 محاولات لجمعيات إرهابية يابانية حاولت إستخدام هذا السم عن طرق الإسبراي. ويرى دكتور مجدى بدران أنه لا يمكن إستخدام سم "البوتيولينام" في الإرهاب حالياً، لأن السم لا يثبت في الظروف العادية فهو بروتين لن يكون ثابتاً في الهواء, و يحتاج للحفظ في كمية كبيرة من الماء (أو الأنسجة) وهذا لا يمنع من إمكانية تطوير أسلحة تستخدمه في المستقبل أبسطها التسلل إلى مستودعات إمداد الجنود أو الأعداء بالغذاء ودسه فيها. ويستنكر بدران ألاعيب الإدارة الأمريكية التي تمتلك ترسانات من أسلحة الدمار الشامل، كافة إتهام الدول بإمتلاك أسلحة الدمار الشامل بلا أدلة دامغة حقيقية يتم التأكد من صدقها بأطراف محايدة، والأحرى بالأمم المتحدة ألا تكون أداة لإستعمار الدول وتفكيكها مثلما حدث في غزو العراق 2003. ولا يستبعد تلوث البيئة والهواء بهذه الأسلحة لو تم ضرب أماكن تخزينها ومستودعاتها مما يعني المزيد من الضحايا الأبرياء سواء فى سوريا أو الدول الأخرى.