قالت منسقة شؤون الإغاثة في الأممالمتحدة، فاليري آموس، في مقابلة خاصة مع قناة "العربية"، إن الحل السياسي ضروري في سوريا، إلا أنه بعيد المنال، بحسب رأيها، لافتة إلى أن الوضع الإنساني في سوريا متدهور للغاية. وأضافت آموس، بعد عودتها من زيارة إلى دمشق التقت خلالها مسؤولين سوريين: "مؤخراً كان مجلس الأمن منشغلاً بقضية السلاح الكيماوي، أملي كبير بأنه بعد التوصل إلى قرار حول هذا الأمر بأن يعودوا إلى الاهتمام بما يجري على الصعيد الإنساني". وقالت: "أعتقد أنه لا يمكننا أن ننسى أثر هذا الصراع على ما يجري على الأرض، ونحن بحاجة ماسة إلى حل سياسي، ومن دون شك أشعر بأن الناس يريدون العمل على حل سياسي، لكنه لا يزال نوعاً ما بعيد المنال". يأتي ذلك في ظل تجاوز عدد اللاجئين السوريين في بلاد الجوار عتبة المليوني لاجئ، إضافة إلى أكثر من أربعة ملايين نازح داخل الأراضي السورية. وأكدت آموس أن هناك خوفاً لدى الناس لمسته خلال زيارتها إلى دمشق، جراء الاستعدادات لضربة عسكرية دولية ضد النظام السوري، لكنها لفتت إلى أن لا أحد يعلم أثرها حال وقوعها. وأضافت: "هناك خوف كبير من المجهول، وخوف مما قد يجري للأفراد والمجموعات في حال حصول ضربة، ولكن حول أثر مثل هكذا أمر، فحقاً لا أحد يستطيع قول ما قد يحصل". وأعربت آموس عن تخوفها من ظاهرة محاصرة المدن والقرى، والتي صارت تكتيكاً عسكرياً يستخدمه النظام والمعارضة. وأضافت: "الغوطة من الأماكن التي كنا نحاول الوصول إليها منذ أشهر من دون أن نتمكن من ذلك. ما لاحظناه هو أن محاصرة المدن والقرى صارت نوعاً ما طريقة للتعامل مع الصراع في مختلف مناطق البلاد. إنه تكتيك يستخدمه النظام والمعارضة. هناك مناطق لم نستطع الدخول إليها، مناطق من حلب مثلاً حيث منعتنا المعارضة، ومناطق أخرى من ريف دمشق ودمشق ذاتها حيث منعنا النظام لأسبباب أمنية. لدينا مخاوف حقيقية حول الوضع الإنساني في هذه المناطق، نحن نتلقى تقارير مزعجة للغاية حول شح الغذاء والدواء وعدم قدرة الجرحى على الوصول إلى المستشفيات والمستوصفات". ويعمل في سوريا 4500 موظف أممي غالبيتهم من السوريين. وكانت آموس قد صرحت سابقاً بأن الأممالمتحدة "ستوفر أمن موظفيها وهم في القسم الأكبر منهم من السوريين". وأوضحت أن هؤلاء الموظفين "يريدون تحسين مصير السوريين على الأرض، لكنهم يدركون في الوقت نفسه التأثير الذي سينجم عن عمل عسكري محتمل عليهم وعلى عائلاتهم". وقالت إن "الناس خائفون، لأن الوضع شديد الغموض". وأضافت آموس أن وضع اللاجئين مثير للقلق الشديد في لبنان، "حيث هناك مواطن سوري واحد من كل خمسة مواطنين مع تأثيرات سلبية على الاقتصاد". وكانت المفوضة العليا لشؤون اللاجئين، أعلنت الثلاثاء، أنها اضطرت إلى خفض مساعداتها للاجئين السوريين في لبنان بسبب نقص الأموال. ولن يتمكن ربع هؤلاء اللاجئين من الحصول على مساعدة إنسانية اعتباراً من أكتوبر/تشرين الأول، ذلك أن النداء لجمع التبرعات الذي وجهته الأممالمتحدة لصالحهم (1.7 مليار دولار) لم يجمع سوى 27% من المبلغ المنشود.