قالت مجلة "تايم" الأمريكية، أن احتمالية توجيه الولاياتالمتحدةالأمريكية الضربات صوب سوريا، تعمل على تأجيج موجة من القومية العسكرية التي اجتاحت جزءًا كبيرًا من المجتمع المصري، منذ عزل القوات المسلحة للرئيس محمد مرسي في يوليو الماضي. وكان مرسي – الذي يدين برئاسته لموجة من الثورات العربية التي بدأت عام 2011 – قدم الدعم للمعارضة السورية، ودعا إلى التدخل الدولي في الأزمة السورية، ولكن منذ تولي الحكومة الحالية المدعومة من القوات المسلحة السلطة، تغير الموقف الرسمي المصري بشأن سوريا، رافضًا بشدة التدخل العسكري واتخاذ أي إجراء دولي في جامعة الدول العربية. ومع عقد قمة جامعة الدول في القاهرة يوم الأحد الماضي لمناقشة الأزمة في سوريا اندلعت المظاهرات المنددة بالإجراء الأمريكي المحتمل في سوريا، وفي الأسبوع الماضي ومع اقتراب الهجوم الأمريكي ارتفع الخطاب القومي داخل مصر. أشارت المجلة إلى تصريحات حمدين صباحي المرشح السابق للرئاسة، والمعروف بالتوجه الناصري، والتي رفض فيها الهجوم على سوريا، بالإضافة إلى مظاهرات الأحد الماضي، وبعض من أعضاء حركة "تمرد"، التي رفضت المشاركة في الهجوم على سوريا. وهناك أمر مشترك بين هذه الأطراف الثلاثة، وهي أن قوميتهم مشبعة بالحنين إلى عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، إلا أن هناك أطراف أخرى تخشى إعادة الإحياء الواضحة لهذا العصر، فبالرغم من أنه كان محبوبًا لإصلاحاته وغرسه الفخر الوطني في شعبه، إلا أن البعض يتذكر وضعه للممارسات الاستبدادية التي لا تزال أسس الدولة المصرية. قال خالد فهمي، رئيس قسم التاريخ في الجامعة الأميركية في القاهرة، أن الخطاب الناصري كان غائبًا في الأشهر التي تلت ثورة يناير 2011، فهذه الثورة كانت رفض لمعادلة ناصر القائمة على تحقيق الاستقرار، والأمن الاقتصادي على حساب الحقوق السياسية. ولكن تغير هذا العام الماضي أثناء المظاهرات ضد مركزية مرسي في السلطة، وبدأت تظهر صور ناصر في المظاهرات "إنه الخوف من جماعة الإخوان المسلمين وانهيار القانون والنظام". وأوضح فهمي، أن الثورة اندلعت ضد هذه المعادلة، فالشعب المصري يريد الاستقرار والحرية، ونعلم أن الحرية الفعالة تعني طرح أسئلة بشأن القوات المسلحة التي تم إدراجها في السياسة، والتي أفلتت من العقاب بسبب ناصر، لذلك في النهاية فالمطالبة بعودة عهد ناصر انتكاسة للثورة.