عبرت أغلبية ساحقة بين الإسرائيليين عن معارضتها الدخول بالحرب في سوريا، في وقت سيطرت فيه على المشهد الإسرائيلي صورة آلاف الأشخاص بالقدس وتل أبيب وحيفا يقفون في طوابير للحصول على أقنعة واقية من أسلحة غير تقليدية، فيما تعرض رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، لانتقادات بسبب تهديداته المتكررة للرئيس السوري، بشار الأسد. وأظهر استطلاع للرأي العام في إسرائيل، نشرته صحيفة (معاريف) الجمعة، أن 77% من الإسرائيليين يعارضون تدخل إسرائيل في القتال الدائر في سوريا في حال عدم تدخل الولاياتالمتحدة، وقال 11% أن على إسرائيل التدخل، بينما أجاب 12% أنه ليست لديهم إجابة على سؤال كهذا. وقالت الصحيفة إنه في الوقت الذي يسود فيه الشعور بأن نتنياهو يؤيد عملية عسكرية ضد سوريا "يبدو أن قسما من المسؤولين رفيعي المستوى في محيطه أقل حماسة"، وأنه "فيما نتنياهو لا يترك شيئا للخيال عندما يهدد بالرد على أي صواريخ تُطلق من سوريا، يبدو أن قسما من زملائه حول طاولة المشاورات (الأمنية) يعتقدون أن على إسرائيل أن تصمت وتضبط النفس′′. وأضافت أنه "بينه وبين نفسه يدرك نتنياهو أن عليه أن يدرس رد الفعل الإسرائيلي جيدا، إذ أن سوريا ليست منظمة إرهابية مثل حماس أو حزب الله، وإنما هي دولة عدو بحجم آخر". وأشارت الصحيفة إلى أنه باستثناء وزير الدفاع، موشيه يعلون، ووزيرة العدل، تسيبي ليفني، فإنه يجلس في المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية، الذي انعقد خلال الأيام الثلاثة الماضية، مع وزراء "غير قادرين على القول ل نتنياهو إنه يبالغ في تهديداته للأسد". وأكدت الصحيفة على أن مسؤولين في المؤسسة السياسية – الأمنية يعتقدون أن "نتنياهو يرتكب خطأ استراتيجيا عندما يهدد بتدمير سوريا ردا على إطلاق صواريخ" وأنه يتصرف مثل الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، "الذي وضع خطا أحمر أمام السوريين وأوقع نفسه بفخٍ، وسيضطر في ساعة الامتحان إلى كسر كلمته والتصرف من خلال ضبط النفس′′. وأضافت أن الولاياتالمتحدة تفضل أن تحافظ إسرائيل على ضبط النفس في حال نفست سوريا عن نفسها عقب ضربة أمريكية، بإطلاق صواريخ باتجاه إسرائيل، وأنه "ليس صدفة أن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، بيني غانتس، التقى مع جنرال أمريكي، أول من أمس′′. وتابعت الصحيفة أن الأمريكيين "يريدون إنهاء الضربة العسكرية بسرعة، من دون أن تتدهور المنطقة إلى مواجهة نتيجة لأخطاء في تقدير ردود الفعل وردود الفعل المضادة، لأن التخوف هو من رحيل الأسد وسقوط سوريا بأيدي منظمات متطرفة من دون تسوية سياسية، وهذه السياسة لا تواجه الولاياتالمتحدة وروسيا وحسب، وإنما إسرائيل ايضا". ووُجهت في الأيام الأخيرة انتقادات شديدة لجهاز الأمن الإسرائيلي بسبب النقص بالأقنعة الواقية من الأسلحة غير التقليدية، في الوقت الذي شهدت فيه المدن الإسرائيلية الكبرى، القدس وتل أبيب وحيفا، إقبال المواطنين بشكل واسع جدا للحصول على هذه الاقنعة، الأمر الذي عكس حالة التوتر بين الإسرائيليين بعد قرع طبول الحرب ضد سوريا. ووسط تدافع الاسرائيليين في هذه الطوابير والمشادات والعراك فيما بينهم، أعلنت سلطات الاحتلال عن أن 40% من السكان لن يحصلوا على أقنعة كهذه، وتبين أنه لا توجد في المدن والبلدات العربية أي مركز لتوزيع هذه الأقنعة.