قالت مجلة "كرستيان ساينس مونيتور" الأمريكية، إن السياسة الأمريكية في مصر تحتاج إلى بعض التعديلات، إذا أرادت واشنطن امتلاك تأثير أقوى بمصر، مؤكدة أن الإستراتيجية الأمريكية المتمثلة في اللعب بورقة المعونة الاقتصادية والعسكرية ليس لديها التأثير الذي تأمله الولاياتالمتحدة في مصر. وأكدت المجلة الأمريكية، أن تصريحات الرئيس الأمريكي بارك أوباما، بشأن إعادة النظر في العلاقات المصرية الأمريكية حركت مياه الصمت الأمريكي منذ عزل الرئيس المعزول "محمد مرسي"، حيث أكدت تصريحاته أن مبدأ "المعونة مقابل التعاون" أصبح بلا معنى، إذ تفتقد واشنطن لتأثيرها المعتاد على الأمور في مصر. وأوضحت الصحيفة، أن كون الفريق أول عبد الفتاح السيسي واحد من ضمن قادة الجيش المصري الذين تلقوا تدريبات علمية وعسكرية في الولاياتالمتحدة والذي أدى إلى وجود علاقة قوية بين الإدارة الأمريكية وقائد الجيش المصري، إلا أن هذا لم يشفع لواشنطن لإحداث نوعا من التأثير الذي تأمله في الشأن المصري. وأشارت المجلة، إلى أن محاولات ضغط الإدارة الأمريكية متمثلة في أوباما الذي أعلن تأجيل إرسال بعض مقاتلات "F- 16"، ومطالبات بعض أعضاء الكونجرس الأمريكي مثل "جون ماكين" بتأجيل إرسال طائرات الأباتشي لمصر، لم تأتي بثمارها والتي تتلخص في إيقاف ما وصفته المجلة بقمع التظاهرات السلمية على حد وصفها. وأرجعت المجلة ضعف تأثير واشنطن في مجريات الأمور في مصر لعامل لا يمكن غض الطرف عنه، وهو المساعدات التي انهالت عليها من السعودية وبعض بلدان الخليج العربي، والتي وصلت لأكثر من 12 مليار دولار منذ عزل الرئيس السابق. ولاشك أن ادعاءات مصر وإسرائيل أن واشنطن لا تأخذ تهديد العناصر الإسلامية المتطرفة بسيناء على محمل الجد، أدى إلى تعاون البلدين في بدأ حملة تطهير لسيناء، مهمشين دور واشنطن التي صنعت السلام بين البلدين في 1979، وكانت دائما راعية للسلام بين البلدين على مدار أكثر من 35 عام، الأمر الذي لا شك أنه أفقد الولاياتالمتحدة جزءا كبير من تأثيرها في المنطقة. وتجد واشنطن نفسها أمام عدة اختيارات: أولها أن تستمر في إمداد مصر بالمعونة للحفاظ على ما تبق لها من تأثير، والاحتفاظ بالمزايا التي تمنحها مصر للولايات المتحدة والتي تتمثل في استخدام المجال الجوي لمصر لمحاربة الإرهاب، والمحافظة على الأولوية التي تحظى بها بالنسبة لعبور السفن والبواخر في مجرى قناة السويس الملاحي. والثاني هو أن تنتصر واشنطن لمبادئها وتلغي المعونة، متحملة تبعات هذا القرار من أضرار على الأمن الأمريكي، حيث أكدت المجلة أن المبدأ الذي كانت تستخدمه واشنطن "المعونة مقابل التعاون" لم يعد له أهمية بعد أن فقدت واشنطن سيطرتها وتأثيرها على النظام المصري الجديد. والثالث هو أن تؤجل إرسال المعونة العسكرية لمصر لحين الانتهاء من الفترة الانتقالية، واضعة عدة شروط أهمها أن تشمل المرحلة الانتقالية وجود جماعة الإخوان المسلمين وغيرها من التيارات الإسلامية الغير مسلحة، وعمل دستور ضامن لحقوق الأقليات كالمرأة والمسيحيين.