أثارت دعوات حركة " تمرد " لجمع توقيعات من الشعب المصري لرفض المعونة الأمريكية عن مصر وإلغاء اتفاقية السلام " كامب ديفيد " بين مصر وإسرائيل جدلاً واسعاً في الأوساط السياسية المصرية، ولاقت الدعوة ترحيب من قبل البعض ونفير من البعض الآخر ، في حين رأى فريق ثالث أن فكرة رفض المعونة واردة أما إلغاء " كامب ديفيد" في الوقت الحالي أمراً صعباً . ورجح البعض بأن حركة تمرد التي كان سبب رئيسي في الإطاحة بالرئيس السابق محمد مرسي ونظامه من جماعة الإخوان المسلمين، شعرت بشيء من الحماس وبدأت كما أنها معبر عن لسان حال غالبية الشعب المصري، متناسية أنها جزء منه . مراهقون وفي سياق متصل أوضح السفير محمد العرابي رئيس حزب المؤتمر ووزير خارجية مصر الأسبق بحكومة الدكتور عصام شرف، أن المتحدثون عن قطع العلاقات مع أمريكا مراهقون سياسياً وواهمون ، مشيراً إلى أن هذا القرار ليس سهلاً ويصب في غير صالح مصر . إعلان حرب وفيما يخص الدعوة لإلغاء كامب ديفيد، انتقد رئيس حزب المؤتمر تلك الدعوة، موضحا بأن إلغاء الاتفاقية يعني إعلان الحرب، مبينا بأن من يحدد ذلك ليس حركة سياسية، أو شعبية، أو غيرها.. ولكن ذلك يكون بناءً على طلب من مجلس الشعب وبأغلبية . تدخل في شئون مصر ويؤكد عبد الغفار شكر، وكيل مؤسس حزب التحالف الاشتراكي المصري، ونائب رئيس المجلس القومي لحقوق الإنسان، أنه وقع على استمارة " امنع معونة " لرفض المعونة الأمريكية التي تتيح فرصة للتدخل الأجنبي في شئون البلاد ،غير أنه رفض فكرة إلغاء اتفاقية كامب ديفيد ، قائلاً : من الممكن أن نلجأ لمخالفة الاتفاقية بشكل مشروع من خلال نشر أفراد قواتنا المسلحة في سيناء حيث أننا نحارب الإرهاب وهذا أمر مقبول ، مضيفاً أما فكرة الإلغاء فهي فكرة مرفوضة في الوقت الحالي . ومن جانبها قالت أميرة العادلي، عضو شباب جبهة الإنقاذ الوطني، إنها لا تعرف الجبهة المسئولة عن حملة " امنع معونة " ، مشيرةً إلى أن المساعدات الأمريكية لا تمثل شيء بالنسبة للاقتصاد المصري ، مشيرة إلى أن الجيش والحكومة والشعب المصري لهم موقف واضح تجاه تلك المعونة التي تسمح بالتدخل في الشأن الداخلي. أولويات وأوضحت" العادلي" أن الحديث عن إلغاء اتفاقية كامب ديفيد، سابقا لأوانه، مبينة بأن هناك مجموعة من الأولويات خلال المرحلة الحالية يجب أن تتحقق، وهي وقف العنف، وفرض السيطرة وعودة الأمن للشارع، وإجراء محاكمات عادلة، ووضع برنامج واضح لخارطة الطريق ، مشيرةً إلى أن صاحب القرار في مثل هذه الأمور المتعلقة بالأمن القومي هو مجلس الشعب . تراجع تمرد وعلى صعيد آخر رأى حسام فودة أمين شباب حزب المصريين الأحرار والقيادي بتنسيقية 30 يونيو أن الحديث عن إلغاء كامب ديفيد ورفض المعونة في ذلك الوقت ليس له قيمة ، مؤكداً على أنهم تواصلوا مع أعضاء من حركة تمرد وأثنوهم عن تلك الدعوات . وأكد عدد من الخبراء الإستراتيجيين في تصريحات خاصة لشبكة الإعلام العربية "محيط " أن إلغاء اتفاقية " كامب ديفيد " يعنى إعلان الحرب فضلاً عن أن بقاؤها يعني يمثل انتقاص للسيادة المصرية، مؤكدين إلى أن الحل الأمثل هو التعديل . يذكر أن حركة " تمرد" قررت الانضمام رسمياً لحملة " امنع معونة " لجمع توقيعات من الشعب المصري لقطع المعونة الأمريكية عن مصر ، مؤكدةً أن ذلك يرجع لرفض التدخل الأجنبي في الشأن الداخلي المصري.