تحدث السيناتور الأمريكي جون ماكين وزميله ليندسي جراهام عن زيارتهما لمصر وإيمانهما عقب الزيارة بأن الوقت يمر سريعًا لحل هذه الأزمة، في إشارة إلى أنه مازال هناك فرصة لأصحاب النوايا الحسنة من المصريين للاجتماع من أجل بلادهم التي تٌعد قلب العالم العربي. كما أعرب السيناتوران في مقال نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكي عن دورهما الداعم لمصر وثورة يناير وانتقادهما القوي للإجراءات غير الديمقراطية من قبل الرئيس المعزول محمد مرسي، ورغم ذلك يجدان صعوبة في وصف ما حدث لمرسي إلا بكونه انقلاب "فالقادة غير الناجحين في الديمقراطية ينبغي أن يرحلوا عبر الخسارة في الانتخابات". كما يعتقد السيناتوران أن هناك الكثير من أصحاب النوايا الحسنة في مصر، وينبغي على جميع الشعب والأحزاب النظر إلى الأمام لحل الاختلافات الواقعة بينهم بشكل سلمي من خلال عقد حوار شامل وتقديم التنازلات الصعبة والتضحيات المؤلمة الضرورية لإنقاذ بلدهم. وأشارا إلى أنه يجب على مؤيدي مرسي بما فيهم جماعة الإخوان المسلمين، الموافقة على أن أفعاله ولدت استياء هائل للرأي العام، وأنه لن يعود رئيسًا لمصر وأن يمتنعوا عن القيام والتحريض على العنف وأنهم سوف يحتاجون في نهاية المطاف ترك الشوارع والمشاركة في العملية السياسية؛ لأنه لا يوجد بديل جيد أو فعال لتحقيق مصالحهم. كما أضافا أنه في الوقت ذاته يجب على الحكومة المدنية والقوات المسلحة معرفة أنه مهما بلغ عدم إعجابهم بمؤيدي مرسي فهم في النهاية مصريين أيضًا وأنه من غير المنطقي أو الصواب محاولة استبعادهم من حياة البلاد، ومن ثم يجب التعامل معهم برحابة صدر. وأوضحا أن هذا يعني تحديد جدول زمني محدد لتحقيق التحول للديمقراطية والسماح بمشاركة جميع المصريين في تعديل الدستور، بالإضافة إلى ضمان أن يكون لدى المنظمات المصرية والدولية ذات المصداقية القدرة مراقبة الحملات القادمة والانتخابات، إلى جانب إطلاق سراح المسجونين السياسيين بما فيهم مؤيدي مرسي. وقالا أن رسالتهما في مصر كانت مباشرة وهي أن الديمقراطية تُعد الممر الحيوي الوحيد لاستقرار دائم ومصالحة وطنية ونمو اقتصادي مستدام وعودة للاستثمار والسياحة في مصر، وأن الديمقراطية تعني عملية سياسية شاملة يشارك فيها المصريون بشكل سلمي وحماية حقوق الإنسان الأساسية من خلال سيادة القانون والدستور، ودولة تدافع وتعزز وجود مجتمع مدني نابض بالحياة. كما أشارا أن الخطر الآن يكمن في أن القوى المتطرفة والرجعية بعضهم في الحكومة والبعض من مؤيدي مرسي، تريد الدفع بالبلاد نحو العنف والقمع والانتقام، وهذا من شأنه أن يجعل جميع مشاكل مصر أسوأ بلا حدود ويهدد في نهاية المطاف مصالح الأمن القومي للولايات المتحدةالأمريكية وحلفائها. ويؤمن ماكين وجراهام أن إعادة أخطاء الماضي الآن سوف تذهب بمصر إلى مستقبل من عدم الاستقرار والركود في حين يُخلق جيل جديد من المجندين الراديكاليين للجماعات الإرهابية مثل تنظيم القاعدة – حسب وصفهم. وقالا أن ما سيحدث في مصر في الأسابيع القادمة بإمكانه أن يكون له تأثيرًا حاسمًا على مستقبل البلاد وعلى الشرق الأوسط الكبير، وأن مصر في أفضل حالاتها لها الصدارة بين جيرانها. كما اختتما "نحن مازلنا نؤمن أن مصر يمكنها أن تكون بمثابة نموذج للديمقراطية الشاملة التي يمكن أن تُلهم المنطقة والعالم وفي هذا المسعى الكبير ينبغي على الولاياتالمتحدةالأمريكية مواصلة تقديم دعمها للبلاد."