السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أنا أعاني من حيرة شديدة في أمري بين إرضاء زوجي وإرضاء أبي.. فأيهما أولى بالطاعة الزوج أم طاعة الأب؟ وهل إذا عصيت أحدهما في سبيل الآخر يوجد إثم علي؟ وسأسرد لكم القصة.. في السطور الآتية: لقد تزوجت في سن 27 وأنا الآن حامل في شهري الرابع وقبل أن يوافق أبي على الزواج اشترط على الزوج أن يكون السكن في بلدي وليس في بلده (هو من قرية وأنا من مدينة) ومكان عملي أيضا في نفس المدينة.. وزوجي حالته على قدر الحال. متزوجون من 4 شهور ويجب علينا أن نكمل السنة في دارنا التي استأجرناها بمبلغ كبير.. المهم زوجي اقترح علي العودة إلى القرية حيث إن الإيجارات هناك أرخص بكثير علما أن مدينتنا تبعد عن قريته فقط 10 دقائق بالسيارة لكن أبي يتدخل ويقول إنه غير موافق أن نسكن هناك وبدأ زوجي يكره أبي ويخيرني بينه وبين أهلي.. أرجوكم ساعدوني ماذا أفعل؟ أنا موافقة أن أطيع زوجي وأسكن معه حيث يريد وأحبه جدا.. أبي عصبي جدا وممكن أن يضربني وأنا حامل. فاطمة - مصر بعض الآباء تحكمهم في علاقاتهم بأبنائهم غريزة التملك والسيطرة أكثر من غريزة الحب ، ووالدك من هذا النوع فلو كان يريدك بجواره فلما وافق علي زواجك ، ألا يعلم الأب أن الفتاة متي تزوجت صار زوجها هو ولي أمرها وراعيها والمسئول عنها والمحاسب عليها يوم القيامة أنا أقدر حيرتك بين إرضاء أبيك وطاعة زوجك ، والمشكلة ليست في شخصك ولا في زوجك إنما هي في والدك الذي يصر علي إحكام قبضته عليك والسيطرة علي حياتك حتي وأ،ت في عصمة زوج مسئول عنك . قدري لوالدك عطاؤه وحبه لك وحاولي إقناعه بضرورة السفر مع زوجك واتباعه حيث يكون إن لم يكن من أجلك فمن أجل طفلك القادم في الطريق ، فليس من المروءة في شيء أن يفسد عليك والدك حياتك ليس هذا فق بل ويشرد طفلاً لا ذنب له في الحرمان من أبيه إن لم يقتنع والدك بأهمية وضرورة وجودك بجوار زوجك أينما كان وإن لم يدرك حقيقة ان الفتاة متي تزوجت صارت طوع أمر زوجها . فلا تثريب عليك إذن إن أنت خالفت إرادة والدك واتبعت إرادة زوجك لأسباب كثيرة جدا فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق والدك يريدك أن تعصي ربك وتجحدي زوجك وتخربي بيتك وتشردي طفلك فقط ليحكم قبضته وسيطرته عليك ، حتي لو كان ذلك بدافع الحب وكثير من الحب ما يقتل لكن لا تفعلي ذلك قبل أن تستنفذي مع والدك كل سبل الإقناع سواء عن طريقك أو عن طريق والدتك وإخوتك وأي من المقربين الذين يثق بهم وقادر علي إقناعهم وثقي أن الحياة لا تمضي بنا من نجاح إلي نجاح دون مواجهة الصعوبات فمواجهة صعوبات الحياة وتحطي عقباتها هو ما يصقل نفوسنا ويقوي عزيمتنا . وأنت الآن في تحد ليس كبير لكنه مهم لأنك مطالبة بإتباع إرادة زوجك التي تختلف مع إرادة والدك ، ولأن الضرورات تبيح المحظورات فضرورة المحافظة علي زوجك وبيتك تقتضي أن تكون طاعة زوجك مقدمة علي طاعة والدك ، لأن من واجبك تجاه نفسك السعي بكل الطرق المشروعة لتحقيق ما يضمن لك السعادة والاستقرار ، ولو كانت السعادة والراحة والاستقرار في الحياة إلي كنف أبيك فقط لما سعي زوجك إلي تزويجك لا أعرف ما سر استمرارك في بيت أبيك ولك منزل وزوج ، فأنت حتي لا تأمنين علي نفسك معه وتخشي من ضربه إياكي وأنت حامل لفرط عصبيته . لن يساعدك أحد ولن يعينك إلا نفسك علي اتخاذ القرار الصائب والسليم ، والعقل يقول إن زوجك الآن أحوج الناس إليك وأنت أحوج الناس إليه ، فلا تضيعيه وتضيعي نفسك . فحتي لو اعتبر والدك إن خروجك عن طاعته هو بمثابة العقوق فهو من دفعك نحو ذلك بضيق أفقه وانغلاق فكره وأنانيته الزائدة التي جعلته لا يحسب حساب مصلحة ابنته ولا يفكر إلا في أن ينتصر لرأيه حتي لو تعارض ذلك مع صالح ابنته وحياتها . لا شك أنه أمر صعب أن تعصي والدك لكن ليغفر الله لك فهو أعلم بما في نفسك نسأل الله أني يهيئ الأمور لصالحك . عواطف عبد الحميد نتلقي رسائلكم علي الرابط التالي