قال الفيلسوف والكاتب الفرنسي برنار هنري ليفي أن الإسلام الراديكالي فقد مصداقيته في مصر، وأثبت عدم قدرته على البدء في بناء دولة، ووضع الأساس لتنمية اقتصادية واجتماعية، مشيرًا أنه مهما حدث في مصر بعد ذلك، فقد استطاعت جماعة الإخوان المسلمين دفن فكرة الخلافة الإسلامية التي لا تشكل إلا نوعًا من الاستبداد. وأوضح ليفي في مقال نشرته صحيفة "هافيجنتون بوست" الأمريكية، أن القوات المسلحة المصرية فقدت مصداقيتها، بعد أن أظهرت إلى الجميع أنها لم تتعلم أي شيء ولم تنسى أي شيء منذ عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك، مشيرًا إلى أن فكرة أن الجيش للشعب، وأنه يتدخل لحماية الحركة المدنية يُعد وهمًا. استعرض البروفيسور، توقعاته بشأن ما قد يحدث مستقبلاً في مصر، فربما تحدث عودة مفاجأة لجماعة الإخوان التي ربما تجدد جهودها لاستعادة السلطة، أو تظهر ديكتاتورية جديدة، ودائمة مدعومة من قبل قتلة يزعمون المطالبة بتفويض وهمي للقضاء على الإرهاب، في إشارة إلى تصريحات محمد إبراهيم وزير الداخلية بعد مذبحة السبت الماضي، بظهور "فجر جديد" للقوات المسلحة. أما السيناريو الثالث، فيكمن في سيناريو الجزائر؛ حيث يتلاقى معسكران وجهًا لوجه في معركة لا ترحم ولا نهاية لها، والسيناريو الأخير الذي يعتقد الكاتب أنه ينبغي أن يكون مفضلاً لكافة الأصدقاء الحقيقيين لمصر، وهو العودة إلى روح ميدان التحرير. وقال ليفي إلى أنه لكي تحدث هذه العودة لروح الميدان، ينبغي كسر التحالف غير الطبيعي بين نشطاء حركة "تمرد" والقوات المسلحة، كما يجب على محمد البرادعي نائب رئيس الوزراء أن يقوم بأكثر من مجرد الكتابة على موقع التواصل الاجتماعي تويتر للإدانة لاستخدام القوة المفرطة، ودعوة الشعب للعمل الجاد للهرب من الطريق المسدود. أضاف أنه ينبغي أيضًا أن يفهم الشعب أنه في الانتخابات الرئاسية الماضية، كان فقط خلاف في المخيم الودي، وتم فقط تقسيم الديمقراطيين بدعم اثنين أو ثلاثة من المرشحين، مما جلب إلى السلطة شخص إسلامي، ما يزيد قليلاً عن ربع الناخبين فقط أدلوا بأصواتهم له. أكد الكاتب، أن الثورة لا يتم إنجازها في يوم أو سنتين، فالثورة حدث صراعي غامض يتكشف مع مرور الوقت، وهي عملية تنجح فيها التطورات المفاجئة من خلال الانتكاسات الرهيبة، وينبغي على الغرب دعم الديمقراطيين الذين يعدوا القوة الثالثة في مصر اليوم.