حذرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية من القوات التي تجر البلاد إلى نفق مظلم، وذلك بعد خطاب الفريق عبد الفتاح السيسي القائد العام للقوات المسلحة. وكان السيسي، قد طلب أمس من الشعب المصري، بالنزول لمظاهرات حاشدة لإعطائه تفويضا لمواجهة العنف والإرهاب. وأكدت الصحيفة أن الدعوة إلى الاحتشاد غدا الجمعة دفعت بالسيسي إلى سياسات مصرية مثيرة للجدل وأثارت التساؤلات حول طموحاته والتناقض مع تعهدات الجيش بالتنازل للقادة المدنيين بعد عزل مرسي، كما أن خطابه جاء بتلميح لحملة واسعة ضد الإسلاميين وإظهار انتقاد ما يقال بأن السيسي قد خان مرسي. ونوهت الصحيفة إلى أن المصريين يواجهون تهديدا آخر من الاشتباكات الدامية في الشارع وهو الأمر الذي أصبح دورة طويلة ومضنية حيث يعتزم محتجي الإخوان تنظيم مظاهرات منافسة يوم الجمعة. ونقلت الصحيفة عن مايكل وحيد حنا، الذي يدرس السياسة المصرية في مؤسسة القرن (مجموعة السياسات ذات التوجه اليساري)، أن الخطاب كان "مشئوما جدا". وقال حنا انه, في أحسن الأحوال, فالخطاب مسعى غير مسئول لعزل الإخوان لكسب النفوذ في أي مفاوضات تنجم وفي أسوأ الأحوال، فإنه بمثابة ضوء أخضر للعنف في المستويات الدنيا ويحتمل أن يعطي تفويضا لاستخدام القوة لتفريق الاعتصام، في إشارة إلى معسكر أنصار مرسي في القاهرة, وكلتا الحالتين سيئتين. وأكدت الصحيفة أن تطورات الأربعاء عززت الأزمة بين الإخوان والجيش والتي بدأت بعد خلع مرسي. في حين كثف خطاب السيسي مخاوف الإسلاميين من عودة الدولة البوليسية، إلا انه من المحتمل أن يكون بمثابة تقوية ليد الإخوان المسلمين. وأوضح شادي حميد، الباحث في مركز بروكنجز الدوحة في قطر، أن جماعة الإخوان تريد ازدياد القمع سوءا لتوصيل قضيتهم إلى الجمهور بشكل أوسع وعلى نحو فعال.