قال ليزلي غيلب الذي يشغل حاليا الرئيس الفخري لمجلس العلاقات الخارجية الأمريكية أنه بعد الاطاحة بالرئيس المصري الاسبق حسني مبارك، بدأ الرئيس أوباما والعاملين في السياسة الخارجية يطالبون بانتخابات مبكرة، الا أن الفوز كان لصالح "طاغوت تنظيم الإخوان المسلمين" والرئيس المعزول محمد مرسي الذي شرع لتحويل الاغلبية إلى سلاح فعال ضد الديمقراطية لذاك فان الخاسر كان شباب ميدان التحرير الذين يناضلون من أجل الديمقراطية، والقادة المصريين الموثوق بهم من قبل الأمريكيين الذين فشلوا في تنظيم انفسهم. وأكد غيلب المراسل السابق لصحيفة "نيويورك تايمز" الامريكية، في مقال له على موقع "الدايلي بيست" الامريكي انه إذا أجريت انتخابات حرة ونزيهة مرة أخرى بعد شهر أو ستة أشهر أو سنة من الآن، فإن النتيجة المحتملة ستكون هي نفسها. ويرى غيلب ان البيت الأبيض ووزارة الخارجية ، على علم بالمأزق ولكن هناك ضغوط سياسية كبيرة بإتجاه استعادة "الديمقراطية" في مصر. وأشار غيلب إلى أن جماعة الإخوان المسلمين كانت ولا تزال التنظيم السياسي الوحيد القادر على التحكم في عدد هائل من الناخبين، حيث فاز مرسي بما يزيد على 50% من الأصوات في انتخابات الإعادة الرئاسية، وهيمن "الإخوان" على اغلبية المقاعد البرلمانية. واضاف غيلب ان المعارضة "الجيدة "كانت مشتتة للغاية وأنه من غير المرجح أن تتوحد بشكل فعال لذلك استخدم "الاخوان" أغلبيتهم البرلمانية للتضيق على الديمقراطية الهشة واضعاف الاقتصاد المصري ، مما ادى الى نزول الشعب إلى الشوارع مرة أخرى، وتدخل الجيش، وخلع مرسي. ولو دفعت واشنطن "المنتصرين" لانتخابات سريعة، لربما كانت النتيجة هي نفسها، انتصار "الاخوان". ويعتقد غيلب ان شرف الانتخابات الحرة والنزيهة والتقدم الديمقراطي يتم بناؤها فقط من خلال ترسيخ الثقافة الديمقراطية، والمجتمع، والمؤسسات التي تقوم على قوانين قوية، وحرية صحافة، ومنظمات غير حكومية وضوابط دستورية تحدد السلطة الحكومية، والحقوق الراسخة للأفراد منوها ان من دون هذه الأسس، تكون الانتخابات خدعة. واستطرد غيلب قائلا ان تركيا اليوم برئاسة رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان تسبب قلق، لاستخدام أغلبيته لأسلمة أمته العلمانية وتجاهل الحقوق، وهذا ما كان يفعله مرسي في مصر حيث قام بتحصين قراراته من رقابة القضاء والضغط وقمع حقوق المرأة وأثار ضجر غير المسلمين و خنق الصحافة الحرة ووعين اعضاء "الاخوان" في الحكومة. وابدى الكاتب عدم تعاطفه مع مرسي، قائلا: كان من الصعب نزول دمعة واحدة من اجل مرسي عندما خرج مئات الآلاف إلى الشوارع للاحتجاج مرة أخرى، كما حدث قبل عامين (ثورة 25 يناير). واكد غيلب ان فريق الرئيس الامريكي باراك أوباما يجد نفسه في مأزق حيث يتهم داعمو الديمقراطية الأمريكيون الجيش المصري بتنظيم انقلاب غير شرعي، ويرى الكاتب انهم على حق حين يستشهدون بالقانون الأميركي الذي ينص على إنهاء المساعدات العسكرية للحكام الذين يأتون إلى السلطة بانقلاب عسكري ضد حكومة منتخبة ديمقراطيا. ويشدد الكاتب فيما يعتقد مناصرو الديمقراطية أنهم على حق طبقا للوقائع والقانون، الا انهم مخطئين لاعتقادهم الاحمق أن قطع المساعدات سيجبر الجيش المصري على اعداة مرسي الى الحكم. واشار غيلب الى ادراك الجيش المصري لعدم امكانية قطع المعونة لانه اتخاذ خطوات تربك السلام مع إسرائيل في سيناء، منوها ان الاضطرابات في سيناء هو آخر شيء تريده امريكا وعلى كل الأحوال فإن الجيش لن يساعد مرسي للعودة إلى السلطة. وبحسب غيلب يبدأ الفخ بمهاجمة أوباما الذي لا يستطيع الاستمرار بإنكار أن الإنقلاب الذي حدث في مصر ليس انقلابا ، وهو بالتأكيد لا يريد وقف المساعدات العسكرية وإغضاب الجيش المصري , ومن الناحية الاخرى لا يريد الضغط من أجل انتخابات جديدة ومبكرة يفوز فيها مرسي اخر. ويرى غيلب ان الخيار الوحيد الامثل امام أوباما هو تجنب الدعوة لانتخابات مبكرة.