قال الكاتب الصحفى "ليزلى جيلب" فى مقاله اليوم فى صحيفة "ديلى بيست" الأمريكية إن حكومة الرئيس الأمريكى "أوباما" تريد عودة سريعة للديمقراطية فى مصر، ولكن إذا حدثت انتخابات سريعة مرة أخرى، فإن الانتخابات لن تكون ديمقراطية حقيقية. وذكر الكاتب أنه بعد الإطاحة بالرئيس الأسبق "حسنى مبارك"، طالب "أوباما" وحشود السياسة الخارجية بانتخابات فورية، وكان الفائز الذى يمكن التنبؤ به كان الطاغوت المنظم للرئيس المعزول "محمد مرسى" جماعة الإخوان المسلمين، والتى بدأت فى تحويل غالبيتهم إلى سلاح فعال ضد الديمقراطية، وأن الخاسر الوحيد هم الشباب الصادق والديمقراطى فى ميدان التحرير. ويرى "جيلب" أنه إذا أجريت انتخابات حرة ونزيهة مرة أخرى خلال شهر أو ستة أشهر أو حتى عام من الآن، فإن النتيجة المحتملة ستكون هى نفسها، حيث قال إنه إذا أرادت واشنطن أن تدفع المنتصرين إلى انتخابات سريعة، فإن النتيجة ستكون ربما نصرا للإخوان المسلمين. وأشار الكاتب إلى تاريخ العملية السياسة فى مصر منذ ثورة يناير 2011، حيث قال إن جماعة الإخوان المسلمين كانت ولاتزال الوحيدة القادرة على خروج عدد هائل من الناخبين، ف"مرسى" حصل على 50 % من الأصوات فى مرحلة الإعادة بالانتخابات الرئاسية، والإخوان المسلمون هيمنت على مجلس الشعب، وكانت المعارضة "الصالحة" متفرقة للغاية وغير مرجح أن تتحد بشكل فعال. واستخدمت جماعة الإخوان المسلمين أغلبيتها في إرباك الديمقراطية المصرية، ثم سقط الاقتصاد، مما دفع المواطنين "الصالحين" للنزول إلى الشوارع مرة اخرى ليتدخل الجيش ويطيح ب"مرسى" وشركاه. وقال الكاتب إن هذه القصة يجب أن تكون متوقعة، مشيرا إلى دفع الرئيس الأمريكى السابق "جورج بوش" ومستشاريه شعب غزة لانتخابات سريعة عام 2006، والتى كانت حرة ونزيهة وفازت بها حماس، وهى الحزب الأكثر تنظيما، واستخدموا أغلبيتهم فى إقامة نظام ديكتاتورى، مؤكدا أنه لن توجد ديمقراطية ما دامت حماس فى الحكم. وشدد على أن الانتخابات الحرة والنزيهة تكرم وتحسن الديمقراطية فقط عندما يتم بناؤها على ثقافة ومجتمع ومؤسسات ديمقراطية، وعلى قوانين صلبة وصحافة حرة، ووجود قيود دستورية حادة على السلطة الحكومية، ومنظمات غير حكومية، وحقوق الأفراد الراسخة، مشيرا إلى أنه بدون تلك الأسس، فإن الانتخابات عادة ما تكون صورية. وأضاف أن الأمريكيين كانوا يمارسون الديمقراطية قبل الثورة الإمريكية، وهذه هو السبب لنجاح الانتخابات والديمقراطية هناك، وايضا الثوار الفرنسيين كان لديهم القليل من الممارسات الديمقراطية، ولهذا أنتجوا "دانتون" و"مارات" و"روبسبير" و"نابليون". كما قال إنه كان من الصعب أن يظهر أى تعاطف مع "مرسى" عندما نزل مئات الآلاف إلى الشوارع فى مظاهرات جديدة بعد تحصين قراراته ضد القضاء، وقمعه لحقوق المرأة والصحافة، ويرى الكاتب أن الحل الوحيد لحكومة "أوباما" هو الانتقال من الدعوة لانتخابات مبكرة إلى الدعوة لعودة قريبة للديمقراطية.