نريد هنا ان نسترسل في كتابة تاريخ عباس في حركة التحرر الوطني الفلسطيني فتح ولا نريد هنا ان نتحدث عن بدايات التدمير الذي مارسه ضد حركة التحرر الوطني الفلسطيني،ولكن يبدو ان عباس معني بالسير مضيا ً في عملية التدمير حتى اخر رمق في حياته وفي حياة حاشيته التي اصيبت بالشيخوخة ماديا وفكرا وعقلاً . بل اصبح مشروع عباس اكثر تدميرا وتوسعا بعد انهى دور حركة فتح وفككها وهمشها.،فهو الان يتجاوز ما تبقى من فصائل او اي مكونات عمل وطني ولو شكلية ، ولنكتشف ان البرنامج الفلسطيني وطموحات الشعب الفلسطيني اختزلت على ايدي ثلاثي مبغوض ومنتقد في الساحة الفلسطينية"""" عباس"" عريقات""" ياسر عبد ربه""" بل ان هذا الثلاثي اصبح يمثل حالة غثيان وظاهرة قرصنة على الشعب الفلسطيني وخياراته . واذا كان مشروع عباس الذي وضع الان تحت منظومة مقايضة او سيناريو مقايضة من اجل الافضل لحماية امن اسرائيل على 82% من اراضي فلسطين وعرض قضية اللاجئين على مائدة مالكي الاموال في الصهيونية العالمية والدول الغربية وبعضها العربية فان مشروع عباس ماهو الا سيناريو مكمل او حلقة مكملة لمجمل التنازلات التي قام بها منذ ان بدأ من اللحظة الاولى في مفاوضات اوسلو بعد استشهاد ابو جهاد الوزير وابو اياد صلاح خلف في اواخر الثمانينات من القرن الماضي.لم يكن كيري غبيا ومعه ادق الملفات والدراسات لما يسمى الواجهات القيادية في الساحة الفلسطينية فدراسة تلك الشخصيات عوامل مهمة في اي حوار او تفاوض للادرة الامريكية،، تلك الواجهات والقيادات والتي مازالت متربعة على عرش المفاوضات اصبحت ورقة مكشوفه امام الخارجية الامريكية والاسرائيلية،، حيث تدرك الاطراف تلك ان تلك القيادة ستمضي للامام للحفاظ على مكونها ودورها المناط لها في التجهيز على اخر مكونات وارادات فلسطينية تتمسك بالحق الفلسطيني،،من المهازل القائمة والمستمرة لتلك القيادة انها مازالت تلعب في قعر فنجان مصالحا فقط متجاوزة مصالح الشعب بل ماضية للامام وفي استهتار باي مكون للشعب الفلسطيني ولنكتشف برغم اكتشافنا لهذه الحقائق منذ عقود لا وجود لاي مؤسسات للشعب الفلسطيني لا مجلس وطني ولا تشريعي ولا تنفيذية ولا مركزي بل هناك عباس وصائب وعبد ربه قال المؤسسين الاوائل للصهاينة عندما اسسوا لبنات اغتصاب الارض ان فلسطين ارض بلا شعب، وكانت المذابح والنزوح واللجوء، وقد قاوم هذا الشعب كل ادوات تعمل على تلاشيه فهو المبدع في كل المجالات من التضحية من اجل الوطن الى التقدم العلمي والتكنولوجي في كل الميادين ليحمل اسمى قضية انسانية لارض تم القرصنة عليها من الصهيونية واعوانها دوليا واقليميا، وعندما يتجاوز عباس الشعب الفلسطيني ويمضي قدما في مطالب قزمية تجعل من مدينة الروابي ومطار في رام الله عاصمة لدولته المريضة التي رصدت اموال اسرائيلية واروبية لرعايتها فانه وفي اعماق ممارساته وامتدداتها يكرس مقولة الصهاينة ، لقد قال عباس منذ اكثر من سنتين """ ان الشعب الفلسطيني خرة وكويس اذا جبتله دولة في الضفة وغزة"" هذه هي منهجية عباس وبرنامجه وسلوكهللاسف مازالت تصور بعض الاقلام والابواق ان خطوة محمود عباس تصب في نخاع البرنامج الوطني وبعض الاقلام تصور ان محمود عباس قد صمد صمودا ً اسطوريا ُ امام امريكا في مطلبه الاعتراف بدولة فلسطين في الاممالمتحدة كعضو كامل الصلاحيات وللاسف ايضا ان كل برنامج عباس يتلخص في تثبيت الخريطة الامنية الصهيونية والمضي قدما مستغلا الظرف الاقليمي المضرب وفقدان الامة لمن يقول لا لعملية السطو الامريكي الاسرائيلي لينفذ برنامجه الخبيث. عباس الذي تصفه بعض الدوائر في السلطة الفلسطينية انه الرجل الوطني الذي يسير في طريق ايجاد الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني هو ذاته الذي حطم مشروع حركة فتح كحركة تحرر وطني وهو الذي افقد حركة فتح مصداقيتها في الشارع الفلسطيني والعربي وهو ذاته الذي حارب المقاومة وحارب خلايا حركة فتح النشطة والنائمة في الضفة الغربية وهو نفسه الذي اصدر قانون التقاعد لكل كوادر حركة فتح جناح العاصفة واعتبرهم محاربين قدماء وهو الذي حجم بل قطع التمويل عن تنظيم حركة فتح في الخارج،هذا التصرف الذي كان له انعكاساته على الوحدة الاجتماعية والسياسية للبنية الاجتماعية الفسطينية في الخارج. محمود عباس الذي مازال مصراً على كبح جماح اي مبادرة لانتفاضة شعبية تضع اسرائيل في حرج امام المجتمع الدولي بل انتفاضة ثورة شعبية يمكن ان تسقط العنجهية الاسرائيلية وتكنس المستوطنات وتخل بنظرية الامن الصهيوني وهي الطريق الجاد لمشروع تحرير ، بل عمل عباس على تقوية المؤسسات الامنية برعاية اسرائيلية غربية فكانت احدى اهم مطالبه امام كيري تزويد وتدعيم اجهزته الامنية بالسلاح والعتاد لتقوم بواجبها لحماية اسرائيل ومنظومته المتكاملة مع الغاية الاسرائيلية وبعد اكثر من عقد من المفاوضات والادلجة النفسية والترويط والتكسيح والحصار والاخلال بالمنظومة الثقافية والوطنية للشعب الفلسطيني، يتنازل عباس عن شروطة السابقة بوقف الاستيطان رغم ان هذا المصطلح سياسيا يعطي الشرعية والاعتراف بما هو موجود وهذه من الخدع التي مررت على الشعب الفلسطيني "" واذا كان المطلب دولة على ارض 67م لماذا لم يكن المطلب ازالة الاستيطان كشرط بل طالبوا بالتبادلية لارض فلسطينية- فلسطينية محتلة، قيادة فلسطينية تقر بان القضية الفلسطينية هي قضية داخلية في الشان الاسرائيلي عمقها امنيا، بل تلغي كل القرارات الدولية ذات الصلة في الصراع ومن جديد يستجيب عباس لمطالب الصهيوني كيري ولنتنياهو مقابل امتيازات اقتصادية وتوسيع رقعة نفوذ سيطرته الامنية على مناطق جديدة في الضفة وتعصاريح عمل لاسرائيل ومناطق سياحية مع تجميد لقضية القدس التي تهود ومدينة الخليل المسيطر على اجزاء هامه فيها وقضية اللاجئين التي يجمد البحث فيها لعدة سنوات مع بحث حالات انسانية لضمها لعائلاتها سواء في الضفة او اغزةفي اخر لقاء صحفي يقول عباس بان الشرعيات في الساحة الفلسطينية يجب ان تجدد في حين ذكرت بعض القارير والمقربين له بان مهمته ووظيفته شارفت على الانتهاء لنتوقع نائبا للرئيس مرشح له حكم بلعاوي او شخصية اخرى لادارة المرحلة اللاحقة........... لقد انجز عباس مالم ينجزة قادة الكيان الصهيوني في حروبهم واعتداءاتهم على الشعب الفلسطيني فكانت مهمة عباس مزدوجة الضربات على المستوى الداخلي والخارجي فهو من خطط للانقسام والانعزال بالضفة لتمرير مشروعه السياسي والاقتصادي الذي قاده بلير ليجدده كيري فهو الذي وضع نظرية بان اسرائيل دولة جارة وصديقة وهو الذي ثبت امام اطار دولي للجمعية العامة الخريطة الامنية والجغرافية للاحتلال الاسرائيلي وهو الذي وقف في جاهزية عالية لمنع اي دعاوي قضائية تقدم ضد الاحتلال في المحافل الدولية وجمد تقرير غولدستون،،وهو الذي ضحى بالقدس وغالبية فلسطين وهو من اقصى العناصر المؤثرة في العمل الحركي والوطني ..... واقترب دوره على الانتهاء .................... لمرحلة جديدة ثبت فيها بان لا تكون للشعب الفلسطيني ارادة التحرير للارض الفلسطينية من خلال وثائق وممرات بدات من اغوسلو الى اوسلو 2′′فهل يسقط الشعب الفلسطيني مؤامرة عباس ام سيبقى اسيرا لها....؟؟؟