وصف ميشائيل بوك سفير ألمانيا لدي مصر ما حدث في 30 يونيو بأنه "الموجة الثانية من ثورة 25 يناير" وأن تمثلت في إرادة الشعب في عزل الرئيس محمد مرسي .. مشيرا إلي أن الوضع أصبح أكثر استقرار الآن بينما كان يوصف في السابق بأنه مائع للغاية. وقال في مؤتمر صحفي محدود عقده بمقر السفارة اليوم، "إن خارطة الطريق التي وضعها الجيش أعلنت عن إطار زمني لإعادة النظام الديمقراطي والمؤسسات.. وأول خطوة هامة كانت بالإعلان عن تشكيل الحكومة الجديدة والخطوة الثانية هي تشكيل الجمعية التأسيسية لصياغة الدستور". وأفاد بأن بلاده تراقب عن كثب التطورات الأخيرة في مصر وتحاول تقديم المساعدة في هذا الوقت الصعب.. معربا عن أمله في نهاية لمعاناة الشعب المصري. وأوضح بوك أن الشعب المصري لم يكن سعيدا بحكم مرسي الذي تم انتخابه ديمقراطيا والطريقة التي حكم بها مصر كانت مشكلة.. حيث أن مرسي واجه معارضة شديدة من مجموعات كثيرة في المجتمع التي كانت تحاول أن تعرقل عمل حكومته.. ولكن في الوقت نفسه كان يوجد بعض الخطوات التي تبنتها جماعة الأخوان المسلمين والتي وصفها بأنها أخطاء. وأضاف أنه حدثت بعض المؤشرات التي تتصف بأنها غير ديمقراطية من بينها وعد مرسي بمنح المزيد من الوقت لمناقشة مسودة الدستور ثم قرر فجأة التصويت عليه في 24 ساعة.. وهذا يعد أمرا غير ديمقراطيا. وعن دعم ألمانيا للرئيس المعزول مرسي، قال بوك: "إننا ندعم الشعب المصري ونتعاون مع حكومات.. وكان هناك تعاون مع حكومة مبارك وحكومة مرسي"، مشيرا إلي البرامج التي نفذتها ألمانيا في مصر لم تختلف في عهد مرسي عن مبارك. وأكد علي أهمية المصالحة بين الفصائل المختلفة وهذا ما أكد عليه الجيش المصري وأنه من المهم للإخوان المسلمين وحزب العدالة والتنمية أن يلعبوا دورا في الحياة السياسية في مصر. وعن موقف ألمانيا من الإفراج عن الرئيس المعزول محمد مرسي، قال ميشائيل بوك سفير ألمانيا لدي مصر "إن وزير خارجية ألمانيا جيدو فسترفيلي طالب بالسماح بالوصول إليه وإلغاء القيود المفروضة علي حركته ثم الإفراج عنه في المستقبل طالما لم يتم توجيه اتهام له". وأوضح أنه لا يوجد شك بأنه يحظي بمعاملة حسنة.. ولكن من الجيد أن يتم السماح له بلقاء محامي أو مسئول من الصليب الأحمر وهي خطوة سوف تسهم في العملية الديمقراطية. وردا علي سؤال حول أحداث الحرس الجمهوري، أشار بوك إلي أنه ينتظر نتائج التحقيقات في هذه الأحداث مضيفا أن التقي مع بعض أعضاء المجلس الأعلى للقوات المسلحة منذ يومين.. معربا عن اعتقاده بأن الجيش المصري صادق فيما أعلن عنه في خارطة الطريق وأنه لا يرغب في العودة إلي السلطة لأنه ليس في مصلحته. وعن دعاوي التحريض من قيادات الأخوان المسلمين، وصف بوك بعض الكلام الذي قيل بأنه دعوة للتحريض علي العنف.. مشيرا إلى أن وزير خارجية ألمانيا طالب في هذا الصدد جميع الأحزاب السياسية خاصة زعماء الأخوان المسلمين بالامتناع عن التحريض علي العنف بأي شكل. وردا علي سؤال حول الدعم المالي الذي قدمته دول الخليج لمصر في الفترة الماضية، وصف بوك الدعم المالي والتضامن الذي أظهرته دول الخليج بأنه "إيجابي لأن مصر كانت علي حافة الإفلاس وأنه في المرحلة الانتقالية التي تمر بها البلاد فأنه من المهم أن تحصل علي هذا الدعم".. مشيرا في هذا الصدد إلي أن ألمانيا تتحمل عبء ثقيل بسبب أزمة اليورو. وفى سؤال عن تقييم الوضع في سيناء ، قال بوك إنه صدرت تحذيرات من السفر إلى شمال سيناء في الثلاث السنوات الماضية وتم تصعيد هذا التحذير في ضوء الأحداث الأخيرة.. ولكننا نعتبر منتجعات البحر الأحمر مثل شرم الشيخ والغردقة ومرسي علم أماكن آمنة للسائحين الألمان. وأضاف، أن السفارة توصي بعدم السفر للقاهرة في الوقت الراهن ولكنه ليس تحذيرا.. وسوف أرفع التوصية قريبا بعدم السفر إلى الأقصر وأسوان.. مؤكدا أهمية استعادة الأمن في سيناء.. نظرا لوجود جماعات عنف فيها ومن المهم حماية سيادة الدولة.