امرأة قوية الإرادة، شديدة البأس، لا تعرف الكسل أو الوهن أو اليأس، ولا يعرف الاستسلام لها طريقا، لا يقف طموحها عند حدّ، ولا تخضع للواقع، بل تجد وتجتهد في سبيل تحقيق أهدافها، محطمة الحدود والقيود، حتى حققت ما لم يحققه الرجال في بلدها، وخرجت بها من ظلام الليل إلى ضوء القمر، وبددت ضباب الفساد وغمام الجوع، حتى أضحت ليبيريا من الدول التي تصاعد فيها المد الديمقرالطي والاقتصادي منذ تولت جونسون رئاستها. لمحات من حياتها ولدت في 29 أكتوبر عام 1938 في مونروفيا لأسرة ريفية، من أحفاد المستعمرين الأصليين لليبيريا , والذين يسموا بالليبيريين الأمريكيين. تزوجت وهي في السابعة عشرة من عمرها، وأنجبت أربعة من الأولاد، ولكنها طُلّقت بعد ذلك. درست "إيلين جونسون" المحاسبة والاقتصاد في كلية غرب أفريقيا في مونروفيا في الفترة من 1948 حتى 1955. وبعد الزواج في سن ال " 17" من جيمس سيراليف ، سافرت إلى الولاياتالمتحدة (في 1961) وواصلت دراستها ، حيث حصلت علي شهادة جامعية من جامعة كولورادو.
نشاطها السياسي عادت جونسون إلى ليبيريا بعد إنهاء دراستها بالخارج, وبدأت العمل في حكومة الرئيس وليام تولبرت (حزب المحافظين الحقيقي)، ثم عملت وزيرة للمالية في ذات الحكومة، ثم تركت الوزارة بعد ذلك بعد خلاف على الإنفاق العام. وبعدها حدث انقلاب على حكومة تولبرت, وتم اعدامه هو وعدد من وزرائه رمياً بالرصاص, ولكن نجت إيلين وذهبت إلى كينيا واختارتها ملجأ لها.
قررت خوض انتخابات الرئاسة في ليبيريا عام 1985, لكنها وُضِعت تحت الإقامة الجبرية، وحكم عليها بالسجن عشر سنوات، لكنها قضت وقتا قصيرا بالسجن، قبل أن يُسمح لها بمغادرة البلاد مرة أخرى في المنفى. وعادت جونسون إلى ليبيريا في عام 1997 لخوض الانتخابات الرئاسية مرة أخرى, وكان ذلك ضد الرئيس "تشارلز تايلور" الذي فاز بالانتخابات بنسبة 75% مقابل 10% لها. وعلى الرغم من الإشادة بحريّة ونزاهة الانتخابات من قِبل المراقبين الدوليين, إلا أن أيلين قامت بحملة ضد تايلور ووجهت إليه تهمة الخيانة.
وفي 11 أغسطس 2003، سلّم تايلور السلطة إلى نائبه موسى بلاه، ووقّعت الحكومة الانتقالية الجديدة والجماعات المتمردة اتفاق السلام التاريخي حول تعيين رئيس جديد للدولة، وكانت إيلين مرشحة محتملة، ولكن في النهاية تم اختيار "تشارلز غيود بريانت"، وهي سياسية محايدة.
ولعبت إيلين دورا نشطا في الحكومة الانتقالية، حتى قامت بترشيح نفسها في انتخابات عام 2005، في منافسة مع لاعب كرة القدم الدولي السابق الشهير جورج ويّا، وجاءت النتيجة بمنح الأغلبية لها. وتم في 23 نوفمبر 2005 إعلان إيلين جونسون سيراليف فائزة في الانتخابات الليبيرية والتأكيد علي أنها هي الرئيس المقبل للبلاد. وبذلك تعد أول رئيسة منتخبة في ليبيريا، وكذلك هي أول امرأة تنتخب كرئيس في القارة الأفريقية.
كما لعبت دورا هاما في الدفاع عن المرأة وحقوقها في العالم، وانضمت إلى تحالف عالمي لنساء صاحبات نفوذ لحماية المرأة من الفقر.
إنجازات شخصية احتلت المرتبة السادسة والستين في قائمة أعظم النساء وأكثرهن تأثيرا في العالم، والتي أصدرتها مجلة فوربز الاقتصادية الأمريكية عام 2008.
وفي هذا العام 2011 فازت بجائزة نوبل للسلام مشاركة مع مواطنتها إلين جبووي والناشطة اليمنية توكل كرمان، تقديرا لجهودا في مجال السلام والدفاع عن حقوق المرأة محليا ودوليا.
فماذا يفعل الرجال أمام هذه الأهرام النسائية؟ وكيف يصبح كثير النساء كإلين جونسون؟!!