إغلاق القنوات الفضائية المؤيدة للدكتور مرسى والقبض على الإعلاميين العاملين فيها جريمة متكاملة الأركان وتعود بنا إلى عصر الغابة .. ما حدث إهدار لكرامة الإنسان .. كل وطنى حر وكل إعلامى شريف لابد أن يدين هذه الجريمة البشعة فى حق الإعلام والإعلاميين وفى حق الشعب والوطن. إن الطريقة التى تم بها إغلاق القنوات تعيد إلى الأذهان ممارسات جهاز أمن الدولة البغيض فقد تم سب وإهانة الإعلاميين العاملين بهذه القنوات قبل اعتقالهم ، ووصل الأمر إلى اعتقال عامل البوفيه فى إحدى القنوات. إن ماتم لا يمت لأى قانون بصلة ويعبر عن أسلوب همجى يعود بنا إلى الوراء سنوات طويلة . كما إن إغلاق جريدة الحرية والعدالة تم بطريق إدارى بعيداً عن أية شرعية . هذا الأسلوب مدان ولا بد من إعادة الأمور إلى نصابها بعيداً عن التدخلات الإدارية المنافية لكل الأعراف المستقرة فى الضمير الإنسانى. والأمر كله يجعلنا نساءل أين جميع منظمات حقوق الإنسان لتتحمل مسئولياتها فى الدفاع عن حق الجميع فى التعبير عن آرائهم وفق القواعد العالمية لحرية الرأى والتعبير. وأين نقابة الصحفيين للتدخل دفاعاً عن حق الصحفيين العاملين بجريدة الحرية والعدالة فى إبداء رأيهم فلا يمكن أن يقصف قلم لمجرد أنه يقول رأياً مختلفاً؟ والغريب أن نسمع أن النقابة تدخلت فى حدود الوعد بإعادة صدور الجريدة بشروط معينة منها ألا تصف ما حدث بأنه انقلاب عسكرى مع أن هذا رأى سياسى بحت قاله كثيرون من بين المعارضين جذرياً للإخوان المسلمين.... الغريب أن ليبراليين صدعوا دماغنا فى الحديث عن حرية الرأى والتعبير رأيتهم يعترضون على وجهة نظرى ودار بينى وبينهم حوار طويل أحاول أن ألخصه في السطور التالية : ليبرالى من الشرقية : قد يكون مجرد إجراء احترازى حتى تهدأ الأمور . وكان ردى : فى قضايا الحريات وحقوق الإنسان .. المسائل عندى لا تتجزأ. محام من المعروفين فى الدفاع عن حقوق الإنسان : القنوات دى تقوم ببث الاكاذيب وتضلل الشارع وتحثهم على العنف وسفك الدماء وما حدث لا يد على شيئ ولكن لتهدئه الراى العام وعدم تهييج المؤيدين لمرسى. وهنا دخل على الخط واحد ممن يصفون أنفسهم بثوار محمد محمود صارخاً ليقول : لا كان المفروض نتركهم علشان يبثوا اغاني جهاد وتخرج علينا شيوخ تحل دماءنا .. لعلمك مصلحه انها تقفلت سلميا علشان كنا هنعملها زياره عنيفه. ياخبر !! .. الثائر يهدد ويعترف أنه كان سيتوجه لممارسة العنف ضد هذه القنوات لكنى تماسكت ورردت عليهما قائلاً :عفواً .. أرفض تبريرات كل منكما.. المبادىء لا تتجزأ لأنه بنفس المنطق كان يمكن لمرسى أن يغلق القنوات المدنية التى تعارضه ليل نهار .. أنا كواحد قضى عمره السياسى كله يدافع عن حرية المختلفين معه لا يمكن أن أقبل ماحدث لأنه خارج إطار أى شرعية . ثائر محمد محمود : لكن القنوات المعارضه لم تدع الي القتل مثل عاصم عبد الماجد وغيره. وكان ردى : عاصم عبد الماجد يتم اعتقاله ولكن لاتغلق القناة .. شبكة النت عليها مواقع تدعو للقتل ومواقع تدعو للإباحية الجنسية وإقامة علاقات بين المحارم فهل معنى ذلك أن نطالب الحكومة بإغلاق النت نهائيا فى مصر ؟ ودار بعد ذلك حوار طويل مع صحفية من هوانم مصر الجديدة لا أريد أن أصدعكم به لكنها فى النهاية سألتنى :" طب ليه يقبضوا على عامل البوفيه " فرددت عليها بقولى : إسألى من أعطى لنفسه حق ممارسة كل هذه التجاوزات واستخدم أساليب عهد مبارك وداس بالحذاء على القانون وأهدر حقوق الإنسان. ** كاتب صحفى