أكد السفير محمد توفيق سفير مصر لدى الولاياتالمتحدة أن ما حدث في مصر هو تعبير عن إرادة الشعب وليس انقلابا عسكريا. وقال محمد توفيق في مقابلة مع شبكة "سي إن إن" الأمريكية: "الحقائق على الأرض تشير إلى أنه كانت ؟هناك أعداد ضخمة تظاهرت ضد مرسي، كان هناك أكثر من 15 مليون محتج في الشوارع ؟في كل مكان.. وكان أمامه أن يقول للناس أنا أسمعكم وسأتحدث إليكم وأقوم بعمل مع من تريدونه.. ولكنه بدلا من ذلك بدأ في حشد أنصاره مع قادة آخرين من جماعة الإخوان المسلمين.. وحرضوا معا على العنف.. في وقت شهدت فيه مصر وضعا خطيرا للغاية". ونوه السفير بأن الرئيس السابق محمد مرسي وعد بالالتزام بالدستور وحماية مصالح جميع المصريين ؟ولم يفعل ذلك، وبالتالي فإن الغالبية العظمى من المصريين لم تتمكن من الاستمرار تحت قيادته. وفيما يتعلق بانتخاب مرسي رئيسا بشكل ديمقراطي، قال السفير: "هذا صحيح، وكلنا كان لدينا آمال كبيرة في البداية.. وتمنينا له النجاح.. ولكنه للأسف لم يتمكن من نسيان ماضيه كعضو في جماعة الإخوان المسلمين، وواصل العمل بنفس المنهاج القديم ولم ينفتح على مختلف الأطراف والأطياف في مصر، وركز فقط على عشيرته وأنصاره". وحول أنباء وضع مرسي وأنصاره المحرضين على العنف قيد الاحتجاز، قال السفير توفيق، إن هذا الإجراء قانوني "ولم نكن سعداء بتجاهل مرسي للقواعد القانونية وعدم التزامه بالأحكام القضائية، ونريد الآن أن نعود مرة أخرى إلى الممارسات القانونية الصحيحة". وحول دعوة الرئيس باراك أوباما لعدم اللجوء إلى الاعتقال العشوائي للرئيس مرسي وأنصاره، قال السفير: "لن يتم اعتقال شخص واحد بشكل عشوائي.. ما سيحدث سيكون وفقا للقانون لمن يتم الاشتباه في تورطهم في ارتكاب جرائم .. وهؤلاء سيتم التعامل معهم بالشكل الصحيح وفقا لسيادة القانون". وحول الجرائم التي ارتكبها الرئيس السابق مرسي، قال السفير: "لا أعرف بعد، ولكن ذلك أمر سيتضح وننتظر الإعلان عنه". وفيما يتعلق بالجرائم التي ارتكبتها قيادات أخرى لجماعة الإخوان المسلمين، قال السفير: "علينا الانتظار، أنا واثق من أن الادعاء العام سيعلن التفاصيل في الوقت المناسب، ما رأيناه على مدى الأيام الثلاثة الماضية هو التحريض الواضح على العنف". وعن فحوى الاتصالات والمشاورات التي أجراها على مدى الأيام القليلة الماضية مع المسئولين ؟الأمريكيين ورسالتهم إليه، قال السفير: "الرسالة هي أنهم يؤيدون الديمقراطية في مصر، ويريدون أن يروا مصر تنجح كدولة ديمقراطية.. وهو بالضبط ما نرى أن الشعب المصري كله يريده، ولذلك فإننا سنعمل على تحقيق هذا الهدف". وعن الرسالة التي وجهها له المسئولون الأمريكيون وخاصة البيت الأبيض والخارجية والبنتاجون حول ما قامت به القوات المسلحة وما إذا كانوا أثاروا أية مخاوف، قال السفير: "القضايا التي ناقشناها دارت حول كيفية نجاح مصر، وأعتقد أننا جميعا نتفق على ذلك.. إننا نريد ديمقراطية حقيقية في مصر، لقد ولى زمن الإقصاء في مصر، إننا نريد نظاما ديمقراطيا يستوعب ويشمل الجميع ويحترم حقوق الإنسان والأقليات والنساء، وهذا هو السبب في قيام الشعب المصري بالثورة". وحول ادعاءات مرسي في حديث ل "سي إن إن" في يناير الماضي بالقاهرة بأنه تلقى دعوة لزيارة واشنطن في نهاية شهر مارس للقاء رئيس الولاياتالمتحدة وهو ما لم يحدث، قال السفير محمد توفيق: " ليس لدى أي فكرة عن دعوة الرئيس مرسي لزيارة واشنطن في موعد محدد". وحول تصريحات مرسي التي وصف فيها اليهود بأنهم أبناء القردة والخنازير، قال السفير إن مرسي لم يسع للرجوع عن ماضيه كعضو في جماعة الإخوان المسلمين وظل جزء منها وظل ملتزما بفكرها وفشل في العمل كرئيس لجميع المصريين. وعما إذا كان المسئولون في وزارة الخارجية الأمريكية قد أبلغوه بأن هذه التصريحات هي التي كانت سببا في عدم إتمام زيارة مرسي لواشنطن، قال السفير توفيق إن هذا ليس هو نوع اللغة التي يتم استخدامها في المجال الدبلوماسي، مشيرا إلى أن مسئولي الخارجية الأمريكية قد بحثوا هذا الموضوع معه وبالطبع كانت لديهم اعتراضات عليه، ولكنهم لم يحددوا أي موعد لزيارة مرسي إلى واشنطن، وقال: "ربما كانت هناك آمال أو توقعات بهذا الشأن ولكن لم يتم تحديد أي موعد لزيارته لواشنطن". وحول مستقبل العلاقات المصرية -الأمريكية وما أثاره الرئيس أوباما بشأن ما نص عليه القانون فيما يتعلق بوقف المساعدات الأمريكية للدول التي يحدث فيها انقلاب، قال السفير "هناك اتفاق واسع النطاق بين مختلف الأطياف السياسية والقيادات المدنية والدينية في مصر على خارطة المستقبل التي تنص على العمل على إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية والعمل على بناء المصالحة الوطنية، ولا نريد إقصاء أحد، ولا نريد تكرار الأخطاء التي وقع فيها مرسي، نريد أن يشعر المصريون بأن لهم نصيب في نجاح مصر، وبمجرد أن نقوم بذلك سنعود إلى المسار الصحيح لتحقيق طموحات شعبنا".