أكدت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، أنه عندما تم الإطاحة بالرئيس الأسبق حسني مبارك كانت المخاوف الإسرائيلية ترتكز على صعود الإسلام السياسي، والتخلي عن اتفاقية السلام؛ ولكن مع إطاحة القوات المسلحة بالرئيس السابق محمد مرسي ظهرت مخاوف جديدة وهي تآكل السلطة المركزية، وارتفاع الفوضى والانهيار الاقتصادي. قالت الصحيفة، أنه بينما تعد القوات المسلحة واحدة من المؤسسات الحكومية التي تتعامل مع إسرائيل، ويُنظر إليها كقوة استقرار على المدى القصير، إلا أن هناك أيضًا اعتراف بأن أي حكومة تنبثق قد لا تكون على استعداد لمواجهة التحديات الاجتماعية والاقتصادية الهائلة في البلاد. أوضحت الصحيفة، أن المتحدثين باسم الحكومة الإسرائيلية، رفضوا التعليق على الاضطرابات في مصر، محتفظين بسياسة تجنب ظهور الانحياز إلى أحد الجانبين في الصراعات السياسية المحلية للربيع العربي. ونوهت الصحيفة، إلى أن العديد من الخبراء يؤمنون أن المظاهرات ضد الرئيس السابق وجماعة الإخوان المسلمين، من الممكن أن تكون توبيخًا للإسلام السياسي، مع تداعيات أخرى قد تطغى على العالم العربي. وأضافت الصحيفة أن الأصداء يمكن الشعور بها في الأراضي الفلسطينية، التي تتأثر بالتغيرات السياسية في مصر، فمن الممكن أن تصاب حكومة "حماس" المسيطرة على قطاع غزة بالضعف. قال "دوري غولد" مستشار السياسة الخارجية ل "بنيامين نتنياهو" رئيس الوزراء الإسرائيلي، أن ما يحدث في مصر لطالما كان له تأثيرًا على القطاع، مؤكدًا أن أفرع جماعة الإخوان عبر الشرق الأوسط من تونس إلى اليمن، سوف تواجه أوقات أكثر صعوبة لإقناع الشعوب العربية بقدرتها على تحسين حياتهم، ولكن حذر بعض الخبراء من أن الحكومة المصرية الآن أصبحت أكثر ضعفًا، من الصمود في وجه مطالب المحتجين. كما أكدت الصحيفة، أن الخوف الإسرائيلي يكمن في الأزمة السورية، والخوف من أن تصبح شبه جزيرة سيناء، وحدود غزة مناطق مفتوحة للجماعات الإسلامية، وسط سلطة مركزية ضعيفة، كما هو الحال في سوريا. وأشارت الصحيفة، إلى أن تل أبيب على مر العصور، انتابها الخوف من حدوث هجوم عسكري مصري من الجنوب، ومع الاضطرابات الجديدة يكمن الخوف، وهو أنه بدلا من التحول الاقتصادي لجارتها الجنوبية، يمكن أن تجد إسرائيل ذاتها مع دولة فاشلة بالقرب منها. وقال "روث اسرمان" النائب الإسرائيلي السابق، لرئيس البعثة في مصر، أن عدم الاستقرار يمكن أن يتسرب إلى تل أبيب، موضحًا أن المصلحة الإسرائيلية هي أن يكون هناك قيادة قوية، من شأنها أن تجلب في نهاية المطاف الاستقرار الاقتصادي والنمو.