يوم 30 يونيو، يعتبر "كابوسا" للجميع: للإخوان والسلطة من جهة وللمعارضة من جهة ثانية ، وللكتلة الصامتة من الشعب من جهة ثالثة. الأسئلة المطروحة هذه الأيام، تعكس قلق الجميع، فليس ثمة "يقين سياسي" ضامن للمستقبل.. فالكل لا يعرف مآلات اليوم التالي لهذا التاريخ الذي حُدد للإطاحة بنظام الحكم الإخواني. لكل طرف "هواجسه" حتى التيار الإسلامي المؤيد ل مرسي، له هواجسه غير المعلنة والتي نسمعها من قياداته مباشرة، عبر الهاتف أو في الجلسات الخاصة.. ويخشى أن يعلنها أو يهمس بها في أذن الرئيس أو مساعديه أو لقيادات حزبه السياسي "الحرية والعدالة". السؤال الأبرز في هذا السياق هو ماذا لو فشل يوم 30 يونيو؟!.. الإجابة التي يتوقعها الجميع، هو تحول الإخوان إلى "وحوش" ولن يوقف أحد الطوفان الإخواني المندفع بطيش غير مسبوق. فشل يوم 30 يونيو.. سيكون تعزيزا لشرعية الرئيس، واعتدنا من الجماعة، افتعال رابط عضوي بينها وبين مرسي، بمعنى أنها تعتقد أن انتخابه، كان في فحواه الحقيقي غير المعلن، أن الناس اختارت الإخوان معه.. وهي العلاقة "المتوهمة"، التي أساءت للرئيس ووضعته ، في الضمير العام، بوصفه "موظفا" في الإدارة الملحقة بمكتب الإرشاد بالمقطم. واستنادا إلى خبرة عام من وجود مرسي في قصور السلطة، فإن فشل 30 يونيو، سيتحول على الفور إلى إضافة لرصيد الجماعة، وربما يطلق يدها لاعمال "الأخونة المنظمة" في كل مؤسسات الدولة، باعتبارها "مطلبا شعبيا" استقته الجماعة، من عزوف الناس عن النزول يوم 30 يونيو. سيناريوهات ما بعد الفشل "مرعبة" فهي لن تتعلق فقط بإلحاق نظام الحكم الحالي، إلى مجموعة الأنظمة الفاشية الشهيرة في العالم، والتي تقوم على التطهير المهني على أسس أيديولوجية، مثل الحزب الشيوعي الصيني والبعثي العراقي والسوري.. وإنما سيوفر الغطاء لسلسلة من عمليات انتقامية من المعارضة، خاصة وأن الصراع الحالي لم يعد "خلافا سياسيا" وإنما بات "صراع وجود": إما الإخوان وإما المعارضة، بكل ما خلفه هذا التحول من اكسسوارات غاية في البؤسن أقلها أنه أسس لعلاقات ثأر تنتظر فقط أن تضع الحرب أوزارها، ليثأر الطرف المنتصر من خصمه المهزوم.. غير أنه سيكون أكثر رعبا حال حسمت الجماعة الصراع لصالحها، بعد أن نجحت في "تديين الأزمة" وسوقت لها بوصفها صراعا بين "مؤمنين" و"خوارج".. وكلنا يعلم عقوبة "الخوارج" في الخبرة السياسية الإسلامية. الوضع إذن يتعقد ويتشابك ويتجه نحو الاعتقاد بأنه لا حل ولا نجاة للمعارضة، إلا بنجاح يوم 30 يونيو.. لأن فشله يعني نهاية الوجود السياسي ل"المعارضة المدنية" إلى أجل غير مسمى.. وحسمه لصالح الإسلاميين يعني إعادة انتاج "تأبيد السلطة" وتداولها فقط داخل الحالة الإسلامية منفردة.. لأن فشله، سيترجم بوصفه استفتاء شعبيا، جاء مؤيدا لدعاة "المشروع الإسلامي".. وهو مشروع لا يقبل بالتنازل أو بالتسامح مع أية قوة مدنية أخرى حتى لو جاءت عبر صناديق الاقتراع فيما بعد.