قالت مجلة تايم الأمريكية إن الموظف السابق بوكالة الأمن القومي الأمريكية إدوارد سنودين، أحد أكثر المطلوبين لدى الولاياتالمتحدة، ليس امامه الكثير من الدول التي يمكنه اللجوء إليها لحمايته بعد قيامه بتسريب سيل من الوثائق السرية لوكالة الأمن القومي خلال الأسابيع الماضية. وذكرت المجلة على موقعها الإلكتروني اليوم الاثنين، أن وصول سنودين إلى روسيا كمحطة عبور على الأقل، تعتبر رهانا موثوق به، حيث أنه لا توجد معاهدة لتسليم المجرمين مع واشنطن، خصوصا وأنه ليس أول المسربين للمعلومات الغربيين الذين يسعون للحصول على مساعدة روسيا. وأشارت المجلة إلى أن السلطات البريطانية حاولت جاهدة من قبل منع ريتشارد توميلنسون، أحد ضباط الاستخبارات البريطانية، من نشر مذكراته التي تضمنت عدد من الاسرار وأصدرت حكما ضده بالسجن لمدة عام بتهمة الكشف عن أسرار رسمية عندما أرسل كتاباته لدور النشر عام 1997. وأضافت الصحيفة أنه بعد الإفراج عنه، توجه في رحلة طيران ليلا إلى موسكو، التي وافقت على طباعة مذكراته في كتاب. وتجدر الاشارة هنا إلى أن كتاب توملينسون تناول العديد من الأسرار المحرجة لأجهزة الاستخبارات البريطانية، بما في ذلك خطط لقتل الزعماء الأجانب مثل معمر القذافي وسلوبودان ميلوسيفيتش. واستدركت الصحيفة قائلة إن كتاب توميلسون ، لم يضر المخابرات البريطانية مثلما فعل سنودين لنظيراتها في الولاياتالمتحدة الشهر الماضي بإرساله وثائق سرية لصحيفة الجارديان البريطانية وصحيفة واشنطن بوست الأمريكية، والتي كشف فيها سنودين عن برنامج واسع للمراقبة وجمع البيانات والذي تنفذه وكالات الاستخبارات الأمريكية لسنوات على الملايين من مواطني الولاياتالمتحدة. وأضافت مجلة تايم الأمريكية أن السلطات الروسية أصرت على أنها لم تكن على علم مسبق بنية سنودين للسفر إليها، حيث أنه من الناحية التقنية لم يسبق له أن دخل الأراضي الروسية. وقال سنودين إنه لم يتم التحقق من جواز سفره من مراقبة الجوازات في مطار شيريميتييفو في موسكو. وبدلا من ذلك، حضر مسئولون من الإكوادور، والتي يسعى سنودين لمنحه حق اللجوء السياسي إليها، للاجتماع معه في المطار الدولي، والذي يعتبر خارج الحدود الإقليمية. ومن المتوقع أن يطير إدوارد سنودين إلى أمريكا اللاتينية، عملاا بنصيحة ويكيلكس، أكثر منظمات تسريب وكشف المعلومات شهرة في العالم. واستطرت المجلة تقول "إن اختيار روسيا لم يسلم من إلحاق بعض المخاطر الطفيفة على سنودين، حيث طالب سيرجي بوت، شقيق مهرب الأسلحة الدولي المدان في أمريكا فيكتور بوت، أمس الأحد بالقبض على سنودين ومبادلته بأخيه، الذي يقضي حكما بالسجن في سجن أمريكي، غير أن السلطات الروسية التي تتوق لإعادة فيكتور بوت لبلاده، لم تقدم أي دعم رسمي لإقتراح أخيه. وتابعت المجلة أنه بدلا من ذلك، أعلنت السلطات الروسية بوضوح أنه لا يوجد مبرر للخوف من اعتقال سنودين في روسيا. وقال مصدر بأجهزة الأمن الروسية إنه ليس هناك أي أوامر دولية بالقبض على سنودين"، مضيفا أنه لم يجتز الجمارك، حتى إنه لم يعبر رسميا الحدود لداخل روسيا". واختتمت المجلة أن هذه النقطة الأخيرة يمكن أن تكون إشارة إلى حدود الضيافة الروسية، وبما أنه لم يعبر الحدود، فإن صورة الموقف يمكن أن تتغير، ولكن إلى الآن، يبدو أن موسكو تعتبر مكانا آمنا بما فيه الكفاية للمسربين، ولو بصورة مؤقتة.