منذ عدة اشهر وعشية زيارة اردوجان لمصر كتبنا دراسة موسعة نشرتها عدة صحف ومواقع مصرية وعربية وكانت تحمل عنوان (الوجه الاخر لتركيا التى يتغزل ويقتدى بها التيار الاسلامى) وكشفنا فيها بالوثائق والاسماء وجود 26 قاعدة عسكرية لامريكا وحلف الناتو بتركيا وعن علاقات عسكرية واقتصادية مع العدو الاسرائيلى تصل الى 12 مليار دولار سنويا وان تدريب الطيارين الصهاينة على اصطياد قادة المقاومة الفلسطينية كان ولايزال يتم فى قواعد عسكرية بتركيا وفى مناطق شبه صحراوية تتشابه مع الجغرافبا الفلسطينية وان بتركيا الاف المعتقلين السياسين وانه من السذاجة الفكرية والسياسية الانبهار بنموذجها العلمانى –الاسلامى فى الحكم فهو ابعد مايكون عن طبيعة ثورتنا وشخصيتنا المصرية التاريخية واذا كان ولابد من علاقات فلتكن علاقات اقتصادية وسياسية عادية ولاداعى لهذا الانبهار الساذج باردوجان وتجربته لان نهايته قريبة خاصة بعد الدور الموالى للغرب ولاسرائيل الذى لعبه فى سوريا بهدف تفتيتها وهو ما لم يحدث حتى الان بل وحدث العكس ،بدأت سوريا - الدولة فى الانتصار انطلاقا من معركة القصير الاستراتيجية وبدأت تركيا-اردوجان والحلف الخليجى الغربى فى التراجع والهزيمة وربما التفكك وهذا هو درس التاريخ الذى لم يتعلمه اردوجان وكل من مضى على طريق الاستبداد والتبعية من حكامنا السابقين واللاحقين . الان ومع مظاهرات ميدان (تقسيم) وبدايات الارهاصات الاولى للثورة او الانتفاضة التركية دعونا نذكر انفسنا اولا بالحقائق التالية عن الوجه الاخر لتركيا التى لايزال البعض رغم الاحتجاجات العارمة يقتدى بها ويدافع عن حاكمها الذى يتحدث عن الحريات ولايعمل بما يقوله بل يمهد عبر محاولات تغيير القانون والدستور لنمط من حكم شبيه بحكم حسنى مبارك ولكن بلحية تركية ، تعالوا نبحث ونكشف: * بداية يحدثنا التاريخ ان الدور التركى فى حلف شمال الأطلسى لم يتغير منذ أن انضمت إليه فى العام 1952 .. وكان استكمالاً لاعتمادها النهج الغربى فى سياساتها الخارجية، بعدما كانت أول دولة مسلمة تعترف بإسرائيل بعد إعلان قيامها عام 1948 بثلاث سنوات ، تعاقبت حكومات وحدثت انقلابات عسكرية وتناوب العسكر والعلمانيون والإسلاميون على السلطة ، "ولم يتغير ثبات تركيا فى ولائها للمنظمة التى كانت الشيوعية عدّوها المطلق ، قبل أن تنهار ليحل محلها الإسلام . تغير لون " العدو " من أحمر إلى أخضر ، لكن لون السياسة الخارجية لتركيا لم يتغير ، ومن التطورات الأخيرة فى المنطقة بدا واضحاً أن انفتاح تركيا ، فى السنوات الأخيرة ، على دول جوارها الجغرافى كان مجرد " حلم ليلة صيف " ، حيث تؤكد سياسات "حزب العدالة والتنمية " أن المزيد من التورط فى اللعبة الأطلسية هو الضامن لاستمراره فى السلطة ، فى مواجهة العلمانيين والأكراد واليساريين ، بل حتى القوميين الأتراك " . لا يمكن لأحد – وفقاً للخبير اللبنانى فى الشأن التركى محمد نور الدين – أن يحلل السياسة الخارجية التركية بمعزل عن دورها فى حلف شمال الأطلسى .. وهذا يضع دائماً شكوكاً سميكة على أى خطوة تركية " إيجابية " فى اتجاه الدول والقوى المعادية للمشروع الصهيونى ، أو المعارضة للسياسات الغربية فى المنطقة . يقول عبد الحميد بالجى ، الكاتب الإسلامى فى صحيفة " زمان " التركية : وتحت عنوان " حالت دون أن يتحول الأطلسى إلى تحالف صليبى " .. تركيا بمشاركتها مثلاً فى حرب أفغانستان لم تكن ترشد الأطلسيين إلى حساسيات المجتمع الإسلامى ليتفادوا إثارة النعرات .. بل على العكس كانت الغطاء الذى يمرر تجاوزات الأطلسيين هناك " . *يحدثنا الواقع الراهن ايضا ان الافة الكبرى للحكم التركى الحالى هو الاستبداد السياسى الذى لاتزال تعيشه تركيا رغم إدعاءات حزب الحرية والعدالة ، بالديمقراطية ، فتحت عنوان (تريدون أردوجان ... خذوه !) كتب الكاتب التركى المعروف (براق بكديل) مقالاً رائعاً أكد فيه أن أردوجان ليس سوى (مستبد) وقامع لشعبه ، وأنه يصدر صورة إعلامية كاذبة عن نفسه وهو ليس مع الثورات العربية لكنه مع سرقتها وتحويلها إلى ثورات لحلف الناتو وأمريكا وضرب مثلاً بموقف أردوجان من سوريا ؛ ويختم بالقول (مهما يكن ، أيها الأخوة ، فإن عرضى سار دائماً ، وأضيف إليه هدية مغرية : مع كل أردوجان تحصلون عليه ، نقدم لكم بكل سرور وزير الخارجية أحمد داوود أوغلو !) . وتقدّر جهات تركية عدد المعتقلين الذين يمكن وصفهم بالمعتقلين السياسيين بأكثر من ثلاثة آلاف شخص. وهو رقم كبير جداً في بلد يرفع شعار الديموقراطية، وفي مفاوضات مباشرة لعضوية الاتحاد الأوروبي. وباتت مقارنة وضع الحريات الصحافية والسياسية في تركيا في عهد حزب العدالة والتنمية مع وضعها فى عهود الوصاية العسكرية أمراً شائعاً و«عادياً». وجاءت رسالة أردوجان في الذكرى 63 لوضع إعلان حقوق الإنسان العالمي مغايرة لما هو جار في تركيا، بحيث أن الكاتب سميح ايديز فى صحيفة «ميللييت» شكك فى أن يكون أردوجان يتحدث عن تركيا بل عن بلد آخر. يقول أردوجان في رسالته «إن تركيا، مع كل يوم يمر، تصبح في وضع النموذج في المنطقة والعالم في ارتباطها بالديموقراطية وحقوق الإنسان ودولة القانون». ويعقّب ايديز على هذه الجملة بالقول إنه «أمر مأساوي حقاً أن يتكلم عن هذا الأمر أردوجان الذي تلقى جائزة (معمر القذافي لحقوق الإنسان، ولم يعدها في ذروة الأزمة الليبية». ويقول ايديز إنه «لكي نفهم وضعنا في مجال حقوق الإنسان هناك حاجة لقراءة كل التقارير التي صدرت من المنظمات الحقوقية الدولية وآخرها تقرير الاتحاد الأوروبي السنوي الرسمي». ويوضح أن الدولة الثانية التي تقدّم ضدها شكاوى إلى المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان هي تركيا، إذ بلغ عدد الشكاوى في العام الماضي 15 ألفاً ومئتي شكوى، وفي العام 2011 ارتفع إلى 16 ألفاً وثمانمئة شكوى. وفد تثبتت المحكمة الأوروبية من صحة تسعين في المئة من الدعاوى التي درستها حتى الآن. ويقول إن التثبت من أوضاع حريات الصحافة في تركيا يجب ألا تقوم به الحكومة بل الإعلام الحر ] . * هذه بعض الاوجه الخفية لتركيا فى عهد أردوجان الذى يجرى خلفه فريق من نخبتنا وسياسيينا ، منبهرين كالقطيع ، مقنعين أنفسهم بأنه يساند ثوراتنا العربية لوجه الله ، وهو فى الواقع مجرد حليف لواشنطن والغرب وللاستبداد المغلف بالحريات المحدودة .ولقد قاربت تجربته على النهاية بعد الاحتجاجات الاخيرة .. ان اردوجان على خطى مبارك وان طال الزمن .ولاعزاء للمتأسلمين وثوار حلف الناتو المنبهرين بتجربته ،وبدعمه للخراب فى المنطقة بإسم الثورات وهو اسم اطهر كثيرا من اردوجان وصهاينة العرب الجدد الذين سرقوا ثوراتنا ويحاولون الان سرقة الاوطان ولكنهم قطعا لن ينجحوا .