نظمت بعثة جامعة الدول العربية ومجلس السفراء العرب في العاصمة الصينية بكين، احتفالية لإحياء الذكرى ال 65 ل "نكبة" فلسطين تحت شعار "العودة حق مقدس" ألقيت خلالها العديد من الكلمات التى تظهر الحق الفلسطيني العادل فى العودة والدولة المستقلة، وعرض خلال الاحتفالية فيلم وثائقي يحكي تاريخ النكبة ومعاناة الشعب الفلسطيني الذي تم تهجيره من أرضه واغتصاب مقدساته على مدى خمسة وستين عاما. وقد شهد الحفل الذى أقيم مساء أمس الاثنين حضور رفيع المستوي من بينه نائب رئيس جمعية الصداقة الصينية مع شعوب العالم ونائب رئيس جمعية الصداقة الصينية العربية فانغ ترو كو الملقب باسم "حكيم"، والمبعوث الصيني الخاص لعملية السلام بالشرق الأوسط وو سي كه، وأعضاء الوفد الفلسطيني المشارك في اجتماع لجنة الأممالمتحدة لدعم حقوق الشعب الفلسطيني، والسفير الفلسطيني لدى الصين أحمد رمضان، والسفير المصري أحمد رزق ولفيف من السفراء والدبلوماسيين العرب والأجانب ورئيس بعثة جامعة الدول العربية محمد حسن شبو ونائب رئيس البعثة أحمد مصطفى حافظ، وعدد من الشخصيات السياسية والثقافية وأبناء الجالية الفلسطينية والجاليات العربية المقيمين بالصين. من جانبه قال نائب رئيس جمعية الصداقة الصينية العربية فانغ ترو كو "حكيم"، إن الصين حكومة وشعبا تشعر بالمعاناة والعذاب الذي يعانيه الشعب الفلسطيني على مدى عقود،موضحا أن القضية الفلسطينية بقيت على الدوام لب قضية الشرق الأوسط والمتمثلة في احتلال إسرائيل الأراضي الفلسطينية للمدى الطويل وانتهاك الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني، وأنه لا مجال للسلام والاستقرار في المنطقة بدون استعادة العدالة حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة. وأشار كو، إلى أن الصين تؤيد بثبات إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة كاملة على أساس حدود عام 1967 وعاصمتها القدسالشرقية. كما أكد مواصلة الصين جهودها لحماية السلام والاستقرار في الشرق الأوسط عن طريق تشجيع المفاوضات السلمية ودعم عملية السلام إلى الأمام، وأن الصين ستعمل مع المجتمع الدولي للسلام الشامل والعادل والمبكر في المنطقة. وأضاف عبد الله بن صالح بن هلال السعدي، عميد السلك الدبلوماسي العربي وسفير سلطنة عمان ببكين فى كلمة نيابة عن مجلس سفراء العرب في الصين، أن التحية والإكبار واجبين للشعب الفلسطيني الذي لم تكسر إرادته وصمد على أرضه وتمسك بهويته الوطنية، وناضل رغم قسوة الاحتلال الاسرائيلي الغاشم . وأكد السعدي أن سياسة الاستيطان الإسرائيلي وفرض الأمر الواقع تعرقل عملية السلام وتسوية عادلة ودائمة للصراع الفلسطيني الإسرائيلي مشيدا بموقف الصين تجاه القضية الفلسطينية ودورها في الضغط على الحكومة الإسرائيلية لإنهاء أطول صراع عرفه التاريخ الحديث. من جانبه استعرض السفير الفلسطيني لدى الصين أحمد رمضان في كلمة ألقاها بهذه المناسبة معاني النكبة وما تعرض له الشعب الفلسطيني من ألوان الظلم والقهر والعدوان على مدى 65 عاما، وقال أن خمسة وستين عاما من التهجير والمعاناة والحرمان لملايين اللاجئين الفلسطينيين لا يخفف آلامهم سوى الآمل المتجدد للأجيال الفلسطينية المتعاقبة بالعودة لأرض الوطن حيث موروثة التاريخي والثقافي الممتد لآلاف السنين. وأعرب رمضان عن تقديره للصين حكومة وشعبا لوقوفهما إلى جانب حقوق الشعب الفلسطيني والى جانب ثورته لأكثر من نصف قرن ، ودعم انضمام فلسطين إلى عضوية الأممالمتحدة وتأكيدها على ضرورة استعادة الشعب الفلسطيني لحقوقه الوطنية المشروعة وفي مقدمتها حقه في إقامة دولته الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدسالشرقية ، وما تم تأكيده في خطة النقاط الأربع من قبل الرئيس الصيني شي جين بينغ والتى تعد استكمالا لمسيرة الدعم والتأييد الصيني لحقوق الشعب الفلسطيني وانعكاسا لمواقف الصين تجاه حقوق الشعوب المظلومة في العالم. من جانبه قال محمد حسن شبو، رئيس بعثة جامعة الدولة العربية لدى بكين أن الشعب الفلسطيني لم ينس وطنه فلسطين بالرغم ما يقوم به صناع النكبة لكسر إرادته الصلبة في نضاله وطمس هويته الوطنية على مدى الخمسة وستين عاما، وأن قرار الأممالمتحدة 181 الذي صدر في 29/11/1948 لتقسيم فلسطين وتشريد الشعب الفلسطيني عن أرضه وإعلان قيام إسرائيل على أرض فلسطين أدى إلى حالة من الاضطراب والفوضى والحروب المتلاحقة التي لا تزال تعيشها المنطقة. وأشار إلى أنه في أعقاب النكبة احتلت إسرائيل ما تبقى من الأرض الفلسطينية عام 1967 واستمرت في عدوانها على الشعب الفلسطيني وعلى أرضه ومقدساته وتاريخه وتراثه والمحاولات الرامية إلى تهويد القدس وإقامة المستوطنات وتمزيق الأرض بجدار الفصل العنصري ، وسلب مقدراته الاقتصادية وموارده الطبيعية في ظل صمت دولي على انتهاكها للقانون الدولي وعدم التزامها بتنفيذ قرارات الشرعية الدولية. كما وجه شبو التحية للشعب الفلسطيني المناضل لنيل حقوقه الثابتة في تقرير المصير، داعيا الجميع لمساندة الشعب الفلسطيني في نضاله للحفاظ على حقوقه المشروعة وحقه في تقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. وعلى هامش الاحتفالية ، أقيم معرض إحياء الذكرى ال 65 ليوم "النكبة" الفلسطينية بجامعة الدراسات الأجنبية ببكين، حيث عرض خلاله لوحات خشبية وصور ومنتجات الفخار والأزياء الفلسطينية إضافة لمجموعة للشهداء الفلسطينيين والزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات والمسجد الأقصى وقبة الصخرة ما يجسد نضال الشعب الفلسطيني من أجل إقامة دولة فلسطينية مستقلة. وركز المعرض أيضا على الزيارات التى قام بها قادة الصين وفلسطين ودعم الصين للقضية الفلسطينية بشأن إقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
