أكد رئيس الصين، شي جين بينغ "تأييد بكين إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة كاملة على أساس حدود عام 1967 وعاصمتها القدسالشرقية حق للشعب الفلسطيني غير قابل للنقاش"، لافتا إلى أن "حق البقاء لإسرائيل وأمنها يجب أن يكون موضع احترام". وقال بينغ - خلال مباحثاته مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في بكين، اليوم الاثنين - إن "القضية الفلسطينية يجب أن توضع على سلم الأولويات، وأن دعم الشعب الصيني للشعب الفلسطيني صادق ومن أعماق القلب، وستؤيد الصين بثباتقضية الشعب الفلسطيني العادلة".
وخلال المباحثات قدم الرئيس الصيني رؤية صينية مكونة من أربع نقاط حول تسوية القضية الفلسطينية ومستقبل عملية السلام، حيث دعت الصين في النقطة الأولى إلى ضرورة التمسك بالاتجاه الصحيح المتمثل في إقامة دولة فلسطينية مستقلة والتعايش السلمي بين دولتي فلسطين وإسرائيل.
وأكدت الصين، أن "إقامة دولة فلسطينية مستقلة مفتاح تسوية القضية الفلسطينية، وفي نفس الوقت، إن حق البقاء لإسرائيل وهمومها الأمنية المعقولة يجب أن تكون موضع الاحترام الكافي، وأن الصين تؤيد بثبات قضية الشعب الفلسطيني العادلة، واصفا القضية الفلسطينية بأنها تعد محور قضية الشرق الأوسط، بهدف استعادة الحقوق والمصالح القومية القانونية للشعب الفلسطيني وتحقيق السلام بين فلسطين وإسرائيل والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط ككل". وقالت الصين - خلال رؤيتها - إن "النقطة الثانية تتضمن التمسك بالمفاوضات باعتبارها الطريق الوحيد الذي يؤدي إلى السلام الفلسطيني الإسرائيلي، وأنه يجب على الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي التكيف مع التيار العصري والمثابرة على المضي في طريق مفاوضات السلام من خلال التفهم المتبادل وتبادل التنازلات لتقريب المسافة بينهما".
وأشار الرئيس الصيني شي جين بينغ - خلال رؤية بلاده لتسوية القضية الفلسطينية - إلى أن "النقطة الثانية توضح أن الأمر الأهم في الوقت الحاضر هو اتخاذ إجراءات ملموسة لوقف بناء المستوطنات ومنع أعمال العنف ضد المدنيين الأبرياء ورفع الحصارعن قطاع غزة ومعالجة قضية الأسرى الفلسطينيين بشكل ملائم، بما يهيئ ظروفا لازمة لاستئناف مفاوضات السلام، وإن تحقيق المصالحة الوطنية الشاملة بين جميع الفصائل الفلسطينية أمر يساهم في استئناف وتدعم مفاوضات السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي".
وأكدت النقطة الثالثة من الرؤية الصينية على "ضرورة التمسك بثبات بمبدأ (الأرض مقابل السلام) وغيره من المبادئ، وعلى الأطراف المعنية أن تعمل على دفع عجلة عملية السلام للشرق الأوسط إلى الأمام على نحو شامل استنادا إلى المرجعيات القائمة المتمثلة في مبدأ "الأرض مقابل السلام" وقرارات الأممالمتحدة ذات الصلة و"مبادرة السلام العربية".
أما النقطة الرابعة من رؤية الصين للقضية الفلسطينية فدعت إلى أنه "يجب على المجتمع الدولي أن يقدم دعما قويا لدفع عملية السلام، ويتعين على الأطراف المعنية في المجتمع الدولي أن تشدد على الشعور بالمسئولية وأهمية القضية، وأن تتخذ موقفا موضوعيا ومنصفا وتعمل بنشاط على النصح بالتصالح والحث على التفاوض كما تسعى إلى زيادة المساعدات إلى الجانب الفلسطيني في مجالات تطوير الموارد البشرية والبناء الاقتصادي وغيرها".
من جانبه، قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس: إن "الصداقة بين الصين وفلسطين تضرب جذورها في عمق التاريخ، وقد شهدت العلاقات الودية بين الجانبين استمرار توطدها وتطورها"، معبرا عن "شكره لدعم ومساعدات الصين لفلسطين وعن أمله في تعميق التفاهم والدعم السياسي وتعزيز التعاون الاقتصادي مع الصين"، داعيا الاستثمارات والمؤسسات الصينية ومرحبا بها في بلاده.