استطاعت عشيقة رئيس الحكومة التشيكية «بيترنيتشاس» أن تهز عرش حكومته وتدفعه لتقديم استقالته في وقت متأخر من ليل الاثنين بعد اجتماع قيادة حزبه المدني الحاكم أنه سيقدم بعد ساعات قليلة استقالته من منصبيه الحكومي والحزبي. وأضاف في إعلان له أنه يعي المسؤولية المترتبة عليه، بسبب إثقال إشكالاته الشخصية للساحة السياسية التشيكية وللحزب المدني. وبدأت الأحداث تطفو إلى السطح عندما تم القبض يوم الخميس على مديرة مكتبه التي يعتقد أيضاً أنها عشيقته «يانا ناغيوفا» بسبب مساهمتها في قضية رشوة ،وقيامها بغير وجه حق بتكليف الرئيس السابق والرئيس الحالي لجهاز المخابرات العسكري بالتجسس على زوجة «نيتشاس» التي لا يعيش معها في منزل الزوجية منذ يناير الماضي. ورأى «بيترنيتشاس» أن الائتلاف الحاكم الحالي يجب أن يستمر برئيس حكومة جديد يرشحه الحزب المدني، مشيرًا إلى أن استقالته تعني وفق الدستور استقالة الحكومة كلها، وبالتالي لن يكون هنالك من مبرر لإجراء تصويت يوم الثلاثاء على حجب الثقة عن حكومته، لأنها ستكون مستقيلة. وعبّر عن ثقته بنجاح أحزاب الائتلاف الحاكم «المدني وتوب 09 وحزب للناس» بتشكيل حكومة جديدة برئاسة الحزب المدني تحظى بدعم الأغلبية في البرلمان، مؤكداً أنه على قناعة بأن الرئيس ميلوش زيمان باعتباره ديمقراطياً سيحترم مثل هذه الحكومة. وكان رئيس الوزراء التشيكي قد أعلن انه بصدد الطلاق من زوجته مطلع الأسبوع الجاري. الخليفة المنتظر على الجانب الأخر بدأت الأحزاب السياسية في التشيك اليوم البحث عن رئيس وزراء جديد ومخرج للأزمة السياسية الناتجة عن قرار رئيس الوزراء بيتر نيكاس الاستقالة في أعقاب فضيحة فساد تسببت فيها عشيقته «يانا ناغيوفا». وينظر إلى وزير الصناعة مارتين كوبا من حزب نيكاس «الحزب الديمقراطي المدني» المحافظ على أنه الخليفة المحتمل، وقد أعلن بالفعل انه مستعد لتحمل المسؤولية، ومن المحتمل أن يترأس حكومة جديدة مدعومة من الائتلاف الحالي. في الوقت نفسه، يتطلع الديمقراطيون الاشتراكيون المعارضون إلى إجراء انتخابات مبكرة، وقال زعيم الحزب بوهوسلاف سوبوتكا: «ليس من المعقول تكليف الأحزاب المحافظة ببناء الحكومة مرة أخرى بعد فشلها». وفيما يدور الحديث عن أن خلفه سيكون نائب رئيس الحزب المدني، وزير الصناعة والتجارة الحالي مارتين كوبا، رأى الحزب الاجتماعي الديمقراطي أقوى أحزاب المعارضة بأن استقالة نيتشاس خطوة منطقية وإن جاءت متأخرة، وأن الكرة الآن أصبحت بملعب الرئيس زيمان. وأكد أنه ليس هنالك من مبرر لتشكيل حكومة جديدة وأن الحل الأفضل سيكون التوجه نحو الانتخابات البرلمانية المبكرة. ويعتقد المراقبون في براغ أن الرئيس زيمان أمامه الآن 3 خيارات لحل الوضع السياسي الناشئ الآن في البلاد: الأول تكليف أحد السياسيين من الحزب المدني بتشكيل حكومة جديدة تتكون من نفس أحزاب الائتلاف الحالي، والثاني إقناع السياسيين بأنه من الأفضل التوجه نحو الانتخابات البرلمانية المبكرة. أما الخيار الثالث فهو إقناعه للسياسيين بالعمل على تشكيل حكومة تكنوقراطية تقود البلاد إما إلى حين إجراء الانتخابات البرلمانية المبكرة أو إلى حين إجراء الانتخابات الدورية العادية المقررة في أيار مايو من العام القادم. وجدير بالذكر أن «نيكاس» تعرض لضغوط مكثفة في الأيام الأخيرة بعد أن اعتقلت الشرطة العديد من المقربين منه، ومن بينهم رئيسة مكتبه جانا ناجيوفا التي وجهت إليها اتهامات تقديم رشاوى لأعضاء بالبرلمان واستخدام وكالة استخبارات عسكرية للتجسس على عدة شخصيات، من بينهم زوجة «نيكاس» المنفصلة عنه.