كشفت صحيفة «حآرتز» الإسرائيلية بعض الوثائق التي تم تسريبها من أرشيف الدولة ، والتي تثبت أن «جولدا مائير» رئيسة الوزراء الإسرائيلية وقت وقوع «حرب أكتوبر» عام 1973 ، التي يطلق عليها اليهود حرب «الغفران» ، قد إستخدمت القنوات الدبلوماسية الألمانية ، لتقديم عرض إعطاء مصر السيطرة الكاملة على معظم شبه جزيرة سيناء في مقابل ضمان عملية السلام معها. وقالت الوثائق أن «مائير» قد طلبت من المستشارالألماني «فيلي برانت» ، أن يساعد إسرائيل على إجراء مقابلة شخصية و سريعة مع زعماء المصريين ، في أي مكان وفي أي وقت وتحت أي ظروف – حسبما قالت الوثائق المسربة ونصت رئيسة الوزراء الإسرائيلية- كما توسلت «مائير» من «برانت» أن ينقل رغبة إسرائيل إلى المصريين في تلبية هذا الطلب بالمقابلة ، فضلا عن إستعداد إسرائيل بالتنازل عن معظم سيناء في مقابل معاهدة السلام مع مصر. وأشارت التسجيلات -المرفقة مع الوثائق- أن «مائير» لم تكن على إستعداد للرجوع بشكل كامل إلى حدود 1967 في حالة التسليم ، كاشفة عن بعض ما قالته «مائير» في إجتماع لاحق مع المستشار الألماني ، حيث قالت : " من الممكن أن تقنع «السادات» بأن إسرائيل حقا تريد السلام ، كما أننا لا نريد سوى قطعة بسيطة من سيناء" ، وأضافت رئيسة الوزراء بعض التنازلات في عرضها ايضا مثل أنها عرضت على «برانت» أن يقول للسادات أنها على إستعداد أن تتم هذه المفاوضات بشكل سري في حالة رفضه أن تكون الإتفاقيات على مستوى من العلانية ، خوفا على وضعه دوليا على الساحة السياسية. ومتابعة للأحداث ، قالت الوثائق المسربة أن المستشار الألماني قد إلتقى بالفعل مع «حافظ إسماعيل» ، المستشار المقرب للرئيس الراحل محمد أنور السادات ، في القاهرة ، لينقل «برانت» العرض الإسرائيلي ،والذي لاقى رفضا شديدا من الجانب المصري – حسبما قالت الوثائق. وأشارت الوثائق إلى ما قاله «إسماعيل» تأكيدا للرفض ، حيث قال : " طالما أن إسرائيل ليست على إستعداد للعودة بالكامل إلى حدو 67، لن يكون هناك أي سبيل للمفاوضات" ، مضيفا أنه لن يكون هناك «محادثات عن محادثات» من الأساس ، مشدداعلى أن :"مصير العالم العربي من الآن فصاعد سوف يكون في أيديهم". وقالت الصحيفة أن مصر قد وافقت على ما يشبه العرض الذي قدمته «مائير» وقت الحرب ، - بعد ذلك - وهو إتفاقية «كامب ديفيد» للسلام ، ولكن هذه المرة كانت الموافقة من موضع نصر للمصريين ، حيث إستطاعت مصر بالفعل إستعادة سيناء كاملة ، كما أضافت أن هذه التسريبات قد ألقت الضوء على محاولات إسرائيل لإستغلال دولة أوروبية للتوسل إلى مصر.