مسيرة شعبية حاشدة انطلقت اليوم الخميس من أمام سنترال الميناء في طرابلس شمال لبنان متجهة صوب السرايا الحكومي مطالبة بإنهاء العنف وفرض سيطرة الدولة في المدينة وخاصة على محاور الاشتباكات. ضمت المسيرة كافة فئات المجتمع المدني والأهلي والفعاليات النقابية والتربوية والاجتماعية والاقتصادية. وجاءت على أثر انتهاء الجولة السادسة عشر للاشتباكات الدائرة بين منطقتي جبل محسن وباب التبانة شرق طرابلس وقد كانت الأعنف منذ الحرب الأهلية, استخدمت فيها الاسحلة الرشاشة المتوسطة والثقيلة والقذائف الصاروخية (B10 – B7) ومدافع الهاون إضافة إلى أعمال القنص وأسفرت عن 31 قتيلاً حوالي 250 جريحاً. وترجع بداية الاشتباكات في المدينة إلى أكثر من عامين متأثرة بالأزمة السورية حيث أن منطقة جبل محسن تقطنها الطائفة العلوية و يسيطر عليها الحزب العربي الديمقراطي المؤيد للنظام السوري بينما منطقة التبانة تقطنها غالبية سنية مؤيدة للثورة السورية ومما يشجع على هذه الاشتباكات, إضافةً إلى مستجدات الأحداث السورية, انتشار الأسلحة بأيدي أبناء المنطقتين وتراخي الأجهزة الأمنية عن القيام بدورها إضافة إلى عدم عمل السياسيين بجدية على معالجة الأوضاع بشكل عام في المدينة. الجدير بالذكر أن المنطقتين هم منَ المناطق المحرومة من برامج التنمية والتخطيط وينتشر فيها الفقر والبطالة في الوقت الذي تكلف كل جولة اقتتال ما لا يقل عن 20 مليون دولار ( غير موثق) ممولة من أطراف النزاع الرئيسيين.