سقط 7 قتلى وأكثر من 40 جريحًا، مساء أمس الأربعاء، في اشتباكات هي الأعنف بين مسلحين موالين للنظام السوري وآخرين معارضين له في طرابلس، كبرى مدن شمال لبنان منذ العام 2008. ولم تسفر الاتصالات التي أجرتها القوى السياسية والقيادات الأمنية في التوصل إلى اتفاق لوقف المواجهات المستمرة منذ يوم الأحد الماضي، والتي أسفرت في حصيلة أولية عن مقتل 18 شخصا، بينهم عنصران من الجيش، وجرح نحو 150 آخرين، بينهم 10 جنود. وعادت المواجهات بشكل قوي ليل أمس الأربعاء، واستمرت حتى الساعات الأولى من صباح اليوم، ثم هدأت بشكل حذر، مخلفة وراءها 7 قتلى و40 جريحا، وأضرارا مادية كبيرة في الممتلكات الخاصة، إضافة إلى نزوح مزيد من العائلات التي تقطن في المناطق الساخنة بباب التبانة والقبة والمنكوبين ذات الغالبية المعارضة للنظام السوري وفي منطقة جبل محسن ذات الغالبية المؤيدة له، بحسب مصدر أمني. وأشار المصدر إلى أن "المواجهات التي استخدمت فيها مدافع الهاون والقذائف الصاروخية والأسلحة الرشاشة، شهدت محاولات اقتحام متبادلة من قبل المسلحين للأحياء التي يقطنون فيها، وتصدت عناصر الجيش لهذه المحاولات وقامت بإطلاق قنابل مضيئة لكشف عمليات التسلل ومنع حصول أي تقدم ميداني لعدم تفاقم الأمور". وغابت عن الأحياء التي دارت فيها المواجهات صباح اليوم مظاهر الحياة، وخرج بعض السكان مستغلين الهدوء لتفقد الأضرار الكبيرة في السيارات والمنازل التي احترق بعض منها. وتعتبر هذه المواجهات هي الأعنف على الإطلاق منذ تفجر الاشتباكات في طرابلس عام 2008؛ حيث شهدت تلك المنطقة 15 مواجهة مسلحة أسفرت عن سقوط عشرات القتلى ومئات الجرحى. وشهدت منطقتا باب التبانة وجبل محسن في عام 2008 اشتباكات بين مؤيدين لحزب الله المناصر للنظام السوري، ومعارضين من مؤيدي "تيار المستقبل" المناهض له، أسفرت عن قتلى وجرحى، وهي الاشتباكات الناجمة عن انقسام اللبنانيين حول النظام السوري منذ انسحاب جيشه من لبنان عام 2005. وطاول قصف أمس أحياء في عمق طرابلس كانت تعتبر محايدة عن المواجهات، ما أدى إلى إغلاق تام للمدارس والمؤسسات التجارية، كما وصلت قذائف إلى مخيم البداوي للاجئين الفلسطينيين المتاخم لمناطق الاشتباكات، تسببت في وقوع 4 إصابات.