غابت مصر طويلا عن دوام الحضور المؤثر القوي بما يليق بها كدولة ذات تاريخ وحضارة موغلة في القِدم ,وكلما تحاول مصر أن تستعيد نضارتها تخلصا ممن كانوا سببا في شقوتها تأتي الرياح بما لاتشتهي السفن ودون إبحار في التاريخ يكفي التأمل في وجوه المصريين لمعرفة كيف وصلت بهم المقادير(....شعب يئن....ووهن مقيم...) وقد كان مأمولا أن تكون سنوات حكم حسني مبارك الثلاثين هي آخر الأحزان بعدما ثار المصريون في فجر 25 يناير لأجل التخلص من عهد جائر حكم مصر بالحديد والنار لدرجة جعلت مصر تهب في صوت واحد...الشعب يريد أسقاط النظام...وقد سقط النظام ولكن للأسف ظل البوارهو المسيطر علي كل المشاهد لأن عملية هدم مصر كانت ممنهجة حيث وضع شخوص بلا قدرات لأجل السمع والطاعة دوم ملكات تُذكر وكان أليما أن يتغير نظام ويظل الشعب يُضام! ...هي إذا مأساة أمة تكابد بعد عامين من ثورتها التي تبخر أثرها ولم يظهر بعد أي أثر للحرية أو الديمقراطية أو العدالة الأجتماعية وسط غياب صادم لمصر القوية المُهابة ولم يستغرب أن تزداد أزمة مياه النيل تأزماً بعد الشروع الأثيوبي في تحويل مجري النيل إعتباراًمن تاريخ 28 مايو 2013 لأجل البدء في تشييد سد النهضة وفي إطلالة علي المشهد السياسي بمصر يستمر التخبط وكان مثيراً أن تتناثر أنباء عن إعداد"فيلم" وثائقي بعنوان"عام من الإنجازات"يجري إعداده بقناة النيل للأخبارليعرض يوم 30 يونيو 2013 بمناسبة مرور عام علي تولي محمد مرسي حكم مصر.....والمثير في الأمر هو ماتناقلته الأنباء علي لسان مؤلف الفيلم التسجيلي حيث يتطرق لرحلة شقاء الرئيس ومتاعبه حتي وصوله لرئاسة الجمهورية تشبيها بسيدنا( موسي عليه السلام) وقد القي ببحر مويس بمحافظة الشرقية وهي نفسها المحافظة التي ولد فيها الرئيس "مرسي"....!!.إن صحت تلك الأنباء فتلك كارثة بكل المقاييس تُضاف للكوارث التي حاقت بمصر علي مدار عام من حُكم الرئيس والتي لاتحتاج لفيلم تسجيلي لأنها تبدو للعيان في "بث" مباشر من عموم مصر يؤكد ان الثورة قد تعثرت وأن مصر علي باب الرجاء تنشد معجزة من السماء لأجل إجتياز عثرات عرقلت خطوها نحو الأمام...وسيبقي حساب التاريخ عسيراً لكل من تجرأ علي مصر و حال دون تحقيقها لأمانيها ,ويبقي حساب الله عسيرا لمن تجرأ علي الأنبياء بأن شبه"كفاح" مرسي"الرئيس" بسيدنا موسي"النبي" كليم الله وحسبنا الله ونعم الوكيل......لك الله يامصر! .