سعدت كثيرا بظهور حملتى "تمرد وتجرد" مع تناقضهما التام في الغاية والأهداف فالأولى انطلقت لسحب الثقة من الرئيس محمد مرسي والثانية ظهرت لتأكيد الثقة فيه، ورغم رفضي التوقيع على إحداهما لقناعتي بأن من جاء بصندوق الانتخاب لا يرحل إلا بصندوق الانتخاب ومن يأتى باستمارات يرحل باستمارات، وهو ما يعنى أن جمع التوقيعات لن يجبر مرسى على الرحيل أو يجبرنا على الإبقاء عليه .. هذا إذا كنا نريد بناء نظام ديمقراطى حقيقى يحتوى الجميع ويقبل الاختلافات فى الرؤى والأفكار. وجاءت حملة "تمرد" لتمثل تطورا فى أسلوب المعارضة بديلا عن التراشق بالحجارة والمولوتوف والخرطوش، وهو ما دفع بعض اصدقائى المؤمنين بنظرية المؤامرة الى القول بأن "تمرد" هى خدعة إخوانية شيطانية أشرف عليها مكتب الارشاد بنفسه لتثبيت أركان حكم مرسى وليس العكس لأنها تأخذ المعارضة الى طريق آخر يبعدهم عن التظاهر والاعتصام وإغلاق الطرق ويذهب بهم الى جمع التوقيعات وكتابة الاستمارات وهى أشياء غير قانونية أى لا تسمن ولا تغنى من جوع على حد قولهم. وقلت لهؤلاء ان كلامكم لا دليل عليه وان هذه الحملة ضد الرئيس جملة وتفصيلا فسخروا منى ودللوا على ان الإخوان أطلقوها ووضعوا معها أساليب القضاء عليها ومنها مثلا إمكانية أن يذهب شخص ما للتوقيع على الحملة ثم بعد عدة أيام يتقدم ببلاغ رسمى يؤكد فيه أن أعضاء "تمرد" حصلوا على توقيعه بالخديعة ويطالب بسحب توقيعه، أو أن يزعم آخر أن تمرد اتصلوا به ليقولوا له إنك فزت بجائزة ونريد بياناتك فأعطاهم إياها ليقوموا بعد ذلك بإضافتها لكشوف الموقعين على "تمرد" وهو ما جاء فى تصريحات للمهندس عاصم عبد الماجد عضو مجلس شورى الجماعة الاسلامية أكثر من مرة فى لقاءات كثيرة. وواصلوا سخريتهم منى وعرضوا على مقطع فيديو يوضح أن التسجيل في حملة "تمرد" الكترونيا ليس له أى ضمانات حقيقية تؤكد مصداقيته، وظهر فيه شخص دخل على موقع تمرد وكتب اسم الرئيس مرسى رباعيا وكتب رقما قوميا وهميا ووضع بريدا إليكترونيا وهميا وعنوانا وهميا ورغم كل ذلك تم قبوله أى أن الدكتور محمد مرسى وقع على استمارات "تمرد" وهو موقف كفيل بضرب الحملة فى مقتل!!! رفضت مواصلة الحديث معهم وأصررت على سعادتى بهذه الحملة التى اطلقها مجموعة من الشباب لتؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن الشباب هم أمل مصر وهم النخبة الحقيقية الأكثر قدرة على التغيير والابتكار، الذي سيساهم – لا محالة - فى رفع درجة الوعى الشعبى، وتكشف الشعبية الحقيقية لكل فريق في الشارع.