"رسالة طمأنينة للمستثمرين" هكذا نظر الكثير من الاقتصاديين لعودة «آل ساويرس» لمصر، بعد رفعأسمائهم من قوائم الممنوعين من السفر وترقب الوصول. فقد عاد إلى القاهرة عصر أمس الجمعة رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس على متن طائرة خاصة قادما من فرنسا بصحبة أسرته المكونة من تسعة أفراد، بينهم زوجته ووالده وأنجاله ، بعد التوصل لصفقة أنهت أزمة الضرائب المستحقة عليه والتي تقضي بسداد 1ر7مليار جنيه. وكان ساويرس قد غادر مصر الصيف الماضي وهو الرئيس التنفيذي لشركة اخرى تابعة للأسرة هي اوراسكوم للاتصالات والاعلام والتكنولوجيا القابضة. وأثارت عودة ساويرس إلى مصر مرة أخرى ردود أفعال ايجابية واسعة سواء بين على المستوى السياسي أو الاقتصادي وبين نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي. استقبال رئاسي وفور وصول عائلة ساويرس الذي لاقى ترحيبا واسعاً بالمطار، كان فى استقبال نجيب ساويرس وأنسى ساويرس الذى أجرى جراحة فى عينيه بالخارج ، العقيد أحمد كامل مندوب من رئاسة الجمهورية والذي اجتمع معهم لما يقرب من 20 دقيقة بمصاحبة مندوب من المخابرات العامة. وبعد اللقاء استوقف الصحفيون ساويرس بالمطار وطلب منه التعرف على ملابسات وصوله إلا أنه رفض رفضاَ قاطعا الإدلاء بأي تصريح أو التقاط أى صورة وغادر مسرعا إلى الطائرة بصحبته عائلته متجهاً إلي الجونة. من جانبه صرح المستشار ايهاب فهمي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية مساء أمس ردا على سؤال من وكالة أنباء الشرق الاوسط بأن رئاسة الجمهورية أوفدت مندوبا عنها ليكون في استقبال عائلة ساويرس لدى وصولها إلى مصر في إجراء يحمل رسالة إيجابية مفادها أن مصر ترحب بكل رجال الاعمال الشرفاء الذين يؤدون حق الوطن ولا يتأخرون عن تسوية أوضاعهم مع الدولة، ويفتحون آفاقا جديدة للاستثمار للنهوض بالاقتصاد الوطني . من جانبه قال محمد السويدى وكيل اتحاد الصناعات :"إن إرسال الرئاسة مندوبا عنها ليكون فى استقبال عائلة ساويرس لدى وصولها إلى مصر، يعد بمثابة رسالة واضحة من قبل الرئاسة يؤكد دعمها للتصالح مع رجال الأعمال، كما يعطى رسالة إيجابية للدول العالم عن طريقة تعامل الحكومة، وعلى رأسها الرئاسة مع رجال الأعمال الشرفاء. كما قال أحمد دراج القيادى بجبهة الإنقاذ وأحد مؤسسى حزب الدستور، أن استقبال مندوب الرئاسة لرجل الأعمال نجيب ساويرس فى مطار القاهرة يعتبر شئ من الإيجابية، موضحا أنه لا يدخل فى نوايا الرئاسة وهل هو تراجع فعلى وتصالح مع رجال الأعمال، أم تراجع تكتيكى. كما أشار حافظ أبو سعدة رئيس المنظمة المصرية لحقوق الإنسان إن استقبال مندوب الرئاسة لرجل الأعمال «أنسي ساويرس» في المطار يعني الاعتراف بخطأ حملة التخوين والتشويه التي تمت ضد آل «ساويرس» في الفترة الأخيرة. وطالب أبو سعدة في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» النظام الحاكم أن يستوعب الدرس، ويوقف حملة التخوين ضد المعارضة.وكان مندوب من رئاسة الجمهورية، وآخر من جهاز المخابرات العامة المصرية قد اسقبلا «ساويرس» في المطار لدى عودته مصر بعد رفع اسمه من قوائم الترقب والوصول. وفي المقابل يبدو أن ارسال مندوب الرئاسة لاستقبال ساويرس قد أغضب البعض ، حيث علق ممدوح إسماعيل عضو مجلس الشعب السابق عن حزب الأصالة السلفي قائلا :"إن استقبال رئاسة الجمهورية لرجل الأعمال نجيب ساويرس في المطار يستدعي المحاكمة السياسية". وأضاف إسماعيل، مساء الجمعة، عبر صفحته على موقع "الفيس بوك" أن استقبال ساويرس، تحت عنوان تكريم رجال الاعمال الشرفاء، موقف يرفع الضغط ويحتاج كلام كثير جداً، ولكن وحرصا على صحتى وصحة قراء صفحتى تعليقى هو أن استقبال الرئاسة موقف ينبغى محاكمتهم سياسيا عليه". بادرة خير ورأى خبراء اقتصاديون إن عودة «آل ساويرس» تشكل دعما لثقة الشركات والتي تضررت بسبب الاضطراب السياسي. وقالت منى منصور الخبيرة الاقتصادية لدى سي.آي كابيتال والمقيمة في القاهرة :"إن عودة رجل الأعمال والاستقبال الحار الذي قوبل به من الرئاسة علامة طيبة يمكن أن تكون لها تأثيرات إيجابية على مناخ الاستثمار". ومن جانبه، قال رجل الأعمال رفيق الضو، رئيس مجلس إدارة شركة السويس للصلب، إن عودة «آل ساويرس» إلى مصر لاستئناف نشاطهم الاستثمارى من جديد بعد انتهاء أزمتهم تعد بادرة خير وتعود على الاقتصاد المصري بالنفع، مضيفًا أنهم يمتلكون استثمارات ضخمة، وبالتالي فإن عودتهم كانت مهمة للغاية لوضع الاقتصاد المصري على الطريق الصحيح ومساعدته على الخروج من الأزمة الحالية. وأشار إلى أن عودة "آل ساويرس" رسالة إيجابية للمستثمر المصري والأجنبي حول تعاون النظام الحالي مع رجال الأعمال المصريين. كما رأى جمال الجرحى رئيس مجلس إدارة شركة السويس للصلب إن عودة رجل الأعمال المصرى نجيب ساويرس ورفع اسمه من قائمة الممنوعين من السفر، شديد الإيجابية للاقتصاد المصرى ويعود على بيئة الأعمال المصرية بالنفع. وأوضح الجرحى أن عودة رجل أعمال كبير بحجم "ساويرس" سيترتب عليها انتعاش حركة السوق فى ظل الأزمة الراهنة التى تمر بها حاليا، مؤكدًا أن مصر فى حاجة لجميع رجال الأعمال الجادين والوطنيين أمثال نجيب ساويرس وعائلته. كما رحب رئيس مجلس الأعمال المصرى الرومانى، المهندس حسن الشافعى، بوصول رجل الأعمال نجيب ساويرس إلى القاهرة قادمًا من فرنسا، بعد تصالحه مع الضرائب ورفع قرار إدراج عائلته على قوائم الممنوعين من السفر. استكمال لاعياد القيامة ولاقت عودة ساويرس ترحيباً أيضاً على المستوى السياسي ، حيث رحب النائب البرلمانى السابق محمد أبو حامد رئيس حزب حياة المصريين، بعودة عائلة ساويرس إلى مصر. وقال أبو حامد فى تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعى "تويتر": "مرحباً أنسى ونجيب وآل ساويرس.. نورتم مصر، كامل احترامى وتقديرى لكم". كما رحب أحمد الفضالى منسق تيار الاستقلال، بعودة نجيب ساويرس إلى وطنه مصر، واصفا العودة بأنها استكمال لأعياد القيامة للأخوة الأقباط. ووجه الفضالى فى بيان التهنئة الخالصة لعائلة ساويرس، قائلا" نجيب ساويرس ساهم مساهمة كبيرة فى إيقاظ روح الصمود من أجل الحفاظ على الدولة المدنية وأنه لا يستطيع منصف أن ينكر الدور الوطنى لنجيب ساويرس فى دعم الاقتصاد القومى المصرى ودعم الحياة الحزبية والسياسية ضد محاولات الاستحواذ والسيطرة". وأضاف الفضالى،" أن عودة ساويرس اليوم تؤكد صحة وسلامة موقفه وحبه وعشقه لتراب مصر وتأتى العودة ردًا على كل من يحاول الإساءة إلى المدافعين عن الدولة المصرية، وهو عودة حميدة لرجل وطنى مخلص لبلاده". وقال الدكتور عماد جاد الخبير والباحث بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية، إن رئاسة الجمهورية أرادت "ردّ الاعتبار" لأسرة رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس، وذلك بإرسال مندوب عنها وآخر من المخابرات العامة لاستقبالهم أمس أثناء عودتهم من جديد إلى مصر. وأوضح جاد أن الرئاسة لاسيما وأن رئيس الجمهورية بشخصه كان قد هاجم وأهان رجل الأعمال نجيب ساويرس لأكثر من مرة مباشرةً في "خُطبه" التي كان يلقيها أمام الجمهور أو من خلال شاشات الإعلام. وأضاف أن هذه الخطوة قد تكون رسالة تفتح المجال أمام رجال الأعمال الآخرين الذين ينالون قسطاً كبيراً من غضب جماعة الإخوان عليهم، فالخطوة التي بدأت بعودة نجيب ساويرس قد تنتهي بعودة رشيد محمد رشيد، وزير التجارة والصناعة الأسبق. ومن جانبه قال الدكتور أيمن نور رئيس حزب غد الثورة :"إن الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية ورجل الأعمال العائد إلى مصر نجيب ساويرس يستحقان كلاهما التهنئة بالمصالحة التي تمت بينهما التي تجلت في مشهد اليوم حيث أرسلت الرئاسة والمخابرات العامة مندوبين عنهما ليكونا في استقبال رجل الأعمال المصري أثناء عودته من فرنسا مع أسرته". ابتسامة بالمليارات وجاء عودة ساويرس بعد اتفاق بين شركة أوراسكوم للإنشاء والصناعة والحكومة على تسديد مبلغ 7.1 مليار جنيه كضرائب مستحقة عن عمليات بيع لأسهم تمتلكها المجموعة الاستثمارية في رأسمال شركة أوراسكوم بلدنج ماتريلز هولدنج. وبموجب الاتفاق، يتم دفع المبلغ على أقساط سنوية متتالية تبدأ بدفع 2.5 مليار خلال أسابيع يليها 900 مليون قبل نهاية العام يليها دفعات متتالية كل 6 أشهر تنتهى عام 2017. ويعود النزاع الضريبي بين أوراسكوم ومصلحة الضرائب إلى سنوات الفحص من2007 إلى 2010، والتي تشمل الفترة التي تم بيع كامل الأسهم المقيدة بالبورصة المصرية والمملوكة لشركة أوراسكوم للإنشاء في رأسمال شركة أوراسكوم بلدنج ماتريلز هولدنج. وتقول أوراسكوم إنه سيتم تمويل الضرائب من الاقتراض من الشركة الأم الموجودة في هولندا أوراسكوم ان في، والتي تتبعها أوراسكوم للإنشاء والصناعة. واكتفى المهندس نجيب ساويري بكتابة رمز الابتسامة، عبر حسابه على «تويتر»، اعتبرها متابعوه، دلالة على سعادته بالعودة إلى مصر عقب تسوية نزاع شركة أوراسكوم الضريبي مع الدولة. وحظيت تغريدة «ساويرس» على عدد كبير من مرات إعادة النشر والإعجاب، فيما تلقى عدد من التعليقات ردا على ابتسامته، من بينها الإعلامية لميس الحديدي، التي هنئته بسلامة الوصول وبمناسبة عيد القيامة المجيد، وعلّق، محمود عبدالعزيز قائلا: «ابتسامة ثمنها سبعة مليارات جنيه، حمدلله على السلامة»، وعلّق أحمد عبدالرسول بقوله: «حمدلله على السلامة، السوق المصري لم يكن بطبيعته بدونكم».